المدى/ وكالاتيشكو مواطنون في مدينة الموصل من عدم جودة المشاريع المنفذة في محافظتهم، فضلا عن ما يخلفه التنفيذ “الرديء” من أمور تكون سببا في تولد الحفر في الشوراع والارصفة، فيما يقر المسؤولون بهذا الامر، مبينين أن هناك سلسلة إجراءات متخذة للحد من ذلك. وفي هذا الخصوص يقول سالم شيت، (36 عاما) وهو صاحب محال تجارية: “تمر الموصل بواقع خدمي سيئ من حيث تنفيذ المشاريع يعاني منها المواطنون، حيث رصفت مسافات كبيرة من الأرصفة بالشتايكر الملون إلا أنه اقتلع بعد فترة قصيرة من التنفيذ”.
ويوضح أنه “عندما يراجع الموطن الدوائر المنشأة حديثاً لانجاز معاملة ما، يلاحظ سوء التنفيذ يبدو واضحا على الجدران والأرضيات والحمامات الصحية وحتى الشارع المبلط حديثا عند مسير المركبات عليه نشعر أن فيه مطبات”.ويضيف: أنه “عند افتتاح أي مشروع جديد يلاحظ عدم جودة النوعية لعملية الإنشاء حيث يلاحظ تغير لون طلاء جدارن الدوائر أو وجود تشققات في جدران البناء ووجود فتحات في الأرضيات او أن الأبواب لا تغلق أو تفتح بصور جيدة”.فيما يرى المواطن سالم إبراهيم (48 عاما) أن “المشاريع المنجزة في محافظة نينوى غير مجدية بسبب التقصير في العمل، وكمثال على ذلك فإن هناك معاناة حقيقية لدى السكان في الجانب الأيسر لمدينة الموصل من مشروع مجاري منطقة النبي يونس الذي يتوسط هذا الجانب، حيث تجري عليه عمليات الصيانة سنوياً وتُحفر الشوارع وتُمد الأنابيب لكن الحال باق ٍ كما هو”.ويوضح إبراهيم لوكالة (أصوات العراق) أنه “مع كل فصل شتاء وعند تساقط الأمطار تغرق المنطقة بالمياه وتفيض المجاري، حتى إن الماء يخرج من فتحات المنهولات (المجاري) على شكل نافورات بدلاً من تصريفه عبر الدخول فيها، ويتعكر سير السيارات وتنشأ عن ذلك الزحام وينقطع السبيل أمام حركة المشاة وخصوصا الطلبة والنساء”.ويأسف إبراهيم لأن “الاموال تُصرف لتنفيذ المشاريع لكن من دون جدوى، إذ لم يعد هناك إخلاص في العمل لا من قبل المقاول المنفذ ولا الموظف المكلف بالمتابعة، وحتى العامل البسيط، اعتقد أن الكثير منهم فقدوا مخافة الله أو رقابة الضمير وهذا هو الفساد”.ويرى الباحث الأكاديمي الإعلامي سعد زغلول أن الواقع الخدمي في الموصل منفذ إعلاميا أكثر مما هو على ارض الواقع، ويقول: إن “المدينة تحتاج إلى عمل ميداني كبير وإعادة نظر في الطريقة التي تنفذ بها المشاريع”.من جانبه، يذكر أكاديمي في كلية الإدارة والاقتصاد، فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن “الكثير من المؤتمرات والندوات تُعقد لدارسة الواقع الخدمي وتخطيط مشاريع في الموصل، إلا أن الحاجة الفعلية هي متابعة تنفيذ المشاريع من حيث وضع مخططات سليمة وطريقة التنفيذ من قبل المقاولين أو الدوائر”.ويقول: “مع الأسف الشديد الكثير من المشاريع في محافظة نينوى لا تنفذ بالمستوى المطلوب مع الإعلان عن تخصيصات مالية كبيرة من الحكومة المحلية وفي السياق ذاته، يقول المهندس سعد يونس (56 عاما): إن “سوء تنفيذ المشاريع الذي يشتكي منه المواطنون يتلخص بأمرين مهمين، الأول هو مخططات التنفيذ للمشاريع، والآخر طريقة التنفيذ من دون رقابة عملية هندسية”.ويضيف يونس: أن “عملية تنفيذ المشاريع ما تزال تقليدية في الموصل، بالرغم من أنها في العالم اختلفت بطريقة كبيرة عما كانت عليه قبل سنوات، فهناك تخطيط للتنفيذ وهو في تطور وهناك العديد من المواد الإنشائية الحديثة والجيدة والتي تعد انسب من حيث الأسعار، كذلك طريقة التنفيذ التي يجب على المهندسين الاطلاع عليها سواء في الدورات والمؤتمرات التي يشاركون فيها أم عن طريق شبكة الانترنت”.ويوضح: أن “عملية التنفيذ بحد ذاتها غير صحيحة، فمثلا عند رصف الأرصفة بالكاشي الأسمنتي الملون الشتايكر فإن العمال يقومون بالرصف على المزيج الاسنتمي الرطب دون متابعته ورش الشتايكر بالماء بعد فترة قليلة كي تتم عملية الالتصاق بشكل جيد لذلك يُقتلع بعد فترة قليلة”.ويتابع: أن “عملية تبليط الشوارع تكون بطريقة غير علمية إذ أنه يجب قشط الطبقة السطحية من التبليط القديمة ثم يتم عملية كنسها بواسطة هواء قوي ويُرش الإسفلت السائل عليها وتتم عملية التبليط ويتم وزن مستواه بواسطة اجهزة القياس لضبطه بمستوى واحد، إلا أن الكثير من هذه العمليات لا تتم، وهذا الامر ينطبق على الكثير من الاعمال الانشائية التي تنفذ في المدينة”.
مشاريع ناقصة التنفيذ وشكاوى الموصليين
نشر في: 24 ديسمبر, 2010: 05:07 م