TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > "كوسوفـي" فـي النجف يضرب صبياً حتى الموت بسبب أقلام رصاص!

"كوسوفـي" فـي النجف يضرب صبياً حتى الموت بسبب أقلام رصاص!

نشر في: 24 ديسمبر, 2010: 07:48 م

 ترجمة: عمار كاظم محمد يقول شهود عيان ان صبيا بعمر 14 عاما قد تم ضربه حتى الموت من قبل زملائه في المدرسة الذين كانوا يقلدون برنامجا تلفزيونيا شعبيا عبر شاشاته بينما الرجال الاكبر سنا يشتكون من طغيان ثقافة العنف. كان علي صبيا في الرابعة عشرة من عمره قد رفض التخلي عن اعطاء قرطاسيته
 الى مجموعة من الاشقياء المراهقين معه في المدرسة لذلك انتظروه بعد نهاية الدوام وكانوا يحملون في يدهم ليس اقلام الرصاص فحسب بل الفراجيل والحجارة وبدلا من ان يقوموا بضربه فقط مضوا الى النهاية بقتله بينما كان العشرات من زملائهم في المدرسة يراقبون. جريمة القتل هذه التي حدثت خلال الشهر الماضي في المدينة المقدسة سببت صدمة للمجتمع هناك بينما يلاحظ السكان كيف ان الجيل الاصغر من المراهقين قد تأثروا بثقافة العنف واراقة الدماء التي انتشرت في العراق بشكل كبير بعد عام 2003. يقول والد علي"كنت اتمنى لو ان ابني قد مات بصدمة كهربائية او حادث سيارة بدلاً من تلك الميتة البشعة"، مضيفا"لقد وجدته مرميا في القمامة وحينما وصلت لم يكن احد هناك والمنطقة هادئة تماما حتى انك تسمع رنين الابرة فيها على الرغم من ان المنطقة هذه عادة ما تكون مزدحمة جدا". يبدو والد الصبي مذهولا وهو يصف ما اخبر به بشان الحادثة من قبل الطلاب الذين كانوا شهودا على مقتل علي لقد كان اليوم الواحد والعشرين من شهر تشرين الثاني بعد العطلة وقد كان علي قد تعرض للتهديد من قبل هذه العصابة في المدرسة قبل العطلة حينما رفض اعطاءهم دفتر ملاحظاته فقد كان علي مراقبا لقاعة الدرس ويدافع عن الصبية الاخرين ايضا وكانت المجموعة قد استلهمت فكرة هذه العصابة من مسلسل كوسوفي التركي الشهير ويقدم فكرة عن المجرمين، بينما ارعب مقلدوهم في هذه المدرسة النجفية الصف والناس الذين كانوا يتحدثون عن ذلك المسلسل همسا.وقد انتظره اولئك الاشقياء خارج المدرسة كان عددهم خمسة انقضوا عليه، يقول الشهود بان احد اولئك المهاجمين بعد ان قاموا بضربه صاح ان علي مازال حيا فعادوا لضربه مجددا يقول والد الصبي"لقد كانت لديهم الارادة لقتله ولم يحاول احد انقاذه". وكان الطلاب مجتمعين حولهم يراقبون وهم يهتفون ويشجعون على ضربه احد الطلاب الذين كانوا هناك وكان يستلهم شجاعته من هتافات الطلاب الآخرين وقام برفس علي بعد ان غدا جثة هامدة وجاء بعد ذلك رجل يعمل على مولدة الكهرباء حاول ان يسعف علي لكن الوقت كان متأخرا جدا. بعد قليل جاء طالب الى والد علي في البيت واخبره عما حصل وعن اسماء الطلاب الذين قاموا بقتله وقد وجد الاب جثة ابنه ولم يكن هناك اي ضابط شرطة او احد من حراس المدرسة.وحمل الاب جثة ابنه دون ان يساعده احد وفي اليوم التالي وصلت الشرطة الى المدرسة واعتقلت اربعة من الطلاب زعيم العصابة المزعوم يبلغ من العمر 16 عاما تم القاء القبض عليه وهو يحاول الهروب الى مدينة البصرة. واتخذ اسما له وهو"كوسوفي"وهو بطل مسلسل تركي يدعى"الحياة المرة"وفي المسلسل رجل من الطبقة العاملة يفقد حبيبته بفعل تاجر مخدرات كبير لذا قرر كوسوفي الانتقام بقيامه بقتل انصار التاجر السياسيين لكن هدفه يهرب وينتحر كوسوفي ليلحق بحبيبته المفقودة. ويعتقد والد الصبي وآخرون ان مقتل علي ابنهم كان بفعل تأثر هؤلاء الصبية بالمسلسل حيث يقول"ان اولئك الاولاد يقلدون الحوداث التي تمجد مسلسلات العصابات التي تجتذب الشباب بسبب علاقات الحب والممثلات الجميلات".واشتكى والد الصبي من ان السلطات كان يجب ان تقوم باعتقال خمسة مراهقين آخرين بالاضافة الى اولئك الذين تم احتجازهم حيث لم يتم اطلاق اي تهم بحقهم.ويقول اسماعيل خليل مهدي مدير التعليم في المحافظة"صراحة ان ظاهرة العنف في المدارس تنتشر بسبب ما يشاهده المراهقون على التلفاز من افلام الرعب والحوادث"، أما الناطق باسم الشرطة الملازم الاول مقداد الموسوي فيقول من المقلق ان هذا الهجوم يعكس النزاع السائد في البلاد وتولده كثقافة شعبية بين الناس فعلينا ان لاننسى مقدار العنف الذي مر في البلد.وكانت جمعية الأمل العراقية قدمت في وقت سابق برنامج"حماية الأطفال والنساء من العنف"، بعد ستة أشهر من الورش والدورات التدريبية التي أقيمت بدعم من منظمات دولية في بغداد وكركوك والنجف وكربلاء.وركز الباحثون الاجتماعيون والأكاديميون الذين ساهموا في تلك الورش والدورات، على بنود الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، وكيفية رصد الانتهاكات للنساء والأطفال في المدارس والدوائر والبيوت، مع التثقيف التربوي المتحضّر في المواجهة المتعقلة، والتحذير من مخاطر هذا العنف المستشري في الأوساط الاجتماعية بشكل مقلق.وتقول المشرفة على البرنامج رنا هادي من جمعية الأمل، إن المشاركين في هذه الدورات كانوا من التربويين والمعلمين والباحثين الاجتماعيين والاعلاميين، وهم الأقرب إلى تفهّم خطورة استفحال تلك الظواهر في المجتمع، وأشارت الى ان الدورات تضمنت التعريف بحقوق الأطفال والنساء، وآليات اللجوء إلى القضاء عند حدوث حالات عنف، وبث روح المساعدة الإنسانية للمعنّفين من النساء والأطفال. وتشير المشرفة هادي ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram