TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > متابعة ..مصفوفات متراكبة.. معرض أثار جدلاً ثقافياً

متابعة ..مصفوفات متراكبة.. معرض أثار جدلاً ثقافياً

نشر في: 25 ديسمبر, 2010: 04:44 م

بابل/ إقبال محمدأثار معرض محمود نعمة مصفوفات متراكبة جدلاً فنياً لان رسوم محمود شاكر تحمل معها مبرراً داخلياً لمشاهديها . وان نمطية الأداء تجعلها الأكثر انصياعاً لرغبات ذاتية ، محملة بأحزان تمارس دورها في ما وراء ضربات الفرشاة التي تؤدي غرضاً تدمير يا ، لهيمنة النمط ، بما يسمح لها عبور نفق إيقاعها .
قال الناقد والفنان الدكتور عاصم عبد الأمير ثمة من أدركهم فن الرسم ، لكن علاقتهم به تبدو علاقة هجران أكثر منها تواصلاً . ربما يكون ( محمود شاكر نعمة ) ما أعنيه هنا ، فهذا الرسام العائد تواً من شبه انقطاع حط مع رسومه في فضاء صالةِ الوِ د للفنون ، وللوهلة الأولى و لايبدو في وسط الطريق وشعوره بالرسم بوصفه حاجة تفضحه أعماله ، وهي تقدمه كرسام عُرف كيف يكون الاختفاء مرادفاً للحضور ، لكن هذه المرة ، ليس باهتاً إنما مشع. لقد بدت رسومه سائرة جنباً إلى جنب مع جمالها الحيادي ، الذي لاينتمي إلا للغة الرسم نفسه ، لهذا ليست بها حاجة لتعكير سلامها الداخلي ، ومنطق تشكلها الخاص . لوحاته بوجه الإجمال لها إسلوبها الذي يحتفي بإيقاعه ، ونسقهِ البصري . هذا مايتيح النظر للوحاتهِ بأنها غير آبهة بالأفكار . إلا إذا افترضنا عن جمالها التكويني ، وأنظمة التراكيب الأفقية ، أو المتعامدة جزئياً وجهاً آخر للمعنى . محمود شاكر يسيرُ بلوحاته وفرضياتها الفنية إلى الأمام ، وتبدو من وجهة نظرٍ خاصة كريح هادئة ِ تدفعٌ موُج الأسلوب على مهل، دون أن تحدث اضطراباً جوهرياً في نسيجها الداخلي ، لكن وراء ذلك حزمة أحاسيس تجنبُ الخطابَ من السقوط في اختلال لا معنى لهُ وإن حدث فعلاً فلا تأثير نوعي له و يضعف ثقة المتلقي . رسومه في جانبها المحيطي هي الأقرب إلى الفن الجاهز ، حيث يمارس الفنان لعبة الاختفاء ، ليبدو السطح التصويري مؤهلاً لينسج نفسهُ بنفسهِ، ويدير اللعبة بالإنابة . من وجهة أخرى ، تبدو رسوماته كخربشاتِ، تستعير قوامُها من نزعة شبه أركيولوجية ، فيما يسعى الرسام إلى طمس دلالتها الإشارية، والسماح للخطاب برمته في إحداث تضامن جمالي ،  من جهة إعلاء شأن اللا معنى . ومن جانبه يتحالف الغموض مع نزعة الارتجال ، في إكساب الفضاء نظاماً معمارياً بمصفوفات من الأشرطة الأفقية . التي تدرك وجهة التناغم الوظيفي،وهو الأصل الذي يسهم في ترصين البناء ، الذي تشيد عليه الرؤية . وقال الباحث ناجح المعموري المعرض اقتراب للواقع وحقائقه المحيطة واستطاع الاقتراب من اليوميات بألوان توفرت على وحدات قدمت المتاهات / والزوال ..للعالم هو حقيقة المعرض ولتصوراته ، الكائن غائب ، مختلف ، والكينونة هي حقيقة اللوحات/ الأشياء .واتضح في اللوحات مايمكن ان نقول عليه بالسرد التشكيلي ، وتكرر للوحدات الرمزية والعلامتية التي حاول توظيفها بوصفها شكلا من أشكال تعويض المعنى .الشيء والشكل هما وحدتان بارزتان في المعرض وهما كشفتا الآلية الخاصة بالفنان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram