حيدر عبد الخضرأين يكمن الضجرفي القلوب المهشمةوالأرواح الشاحبة
على عتبات المنازل وفي أدراج المكاتب .. في الأنفاس الصاعدة والأحلام الهابطةأين يكمن الضجر..؟!خلف النوافذحيث الغروب وهو يتأرجح على الأفقوفي الزوايا المهملةفي الحدائق العامةوفي حقائب الجند المنهزمينفي عيون النساء المنكسرة والرجال الماكثين في المنازلأين يكمن كذلك ...؟!يكمن ... في روح المنطق المتساهلةوعلى مقاصل الحريةالملطخة بالنبوءة والهتاففي صوت المذياعوصرير الأبواب الصدئةالضجر .. على السلالموفي المدرجاتفي الحقول الناضجةوالشاشات المعبّأة .. باليورانيومقرب المدافىءوفوق حلمات الأمهات .. وأربطة العنقعلى وسائد الأرامل المبعثرةوطاولات المطاعم الباذخةعلى خشبات المسارححيث تتعرى اللغةأمام رعشة البلاغة الزائفةفي المطابخ .. والسجون .. والعياداتفي مقابر العائلة وخلف المواخيرفي الفنادق .. الفارهة ودور الأيتامفي السينما والميادين والمنحدراتالضجر يحاصر الجهات والأمكنةوالخرائط والتقاويملكنه يقف عاجزاً ومخذولاً كلّما حدّق في ذلكالبياض الشاسع والفسيحمدركاً إنه قلب الشاعروهو مشغول برصف ما تبقى من كلماتهعلى رفوف الأبدية
الضجر... وما يؤرقه
نشر في: 25 ديسمبر, 2010: 04:46 م