اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > تهديدات القاعدة وإجراءات مجلس محافظة بغداد تحوّل أعياد الميلاد إلى صمت ودموع

تهديدات القاعدة وإجراءات مجلس محافظة بغداد تحوّل أعياد الميلاد إلى صمت ودموع

نشر في: 25 ديسمبر, 2010: 06:21 م

بغداد / سها الشيخلي تصوير / ادهم يوسف لم يظهر على الكنائس في بغداد اي مظهر من مظاهر الاحتفالات بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية التي عادة ما تبدأ مراسيمها في بغداد ابتداء من مثل هذا التاريخ من كل عام.فقد ساهمت التهديدات الإرهابية والاعمال الاجرامية لتنظيم القاعدة
مع الإجراءات الأخيرة التي اتخذها مجلس محافظة بغداد بغلق النوادي الاجتماعية بان تتحول هذه الأعياد الى مجرد طقوس دينيه يمارسها أخوتنا المسيحيون وغابت عنها علامات الفرح والبهجة التي اتسمت بها هذه الأعياد في العقود الماضية، فيتذكر العراقيون وأهالي بغداد بشكل خاص كيف كانت بغداد تزهو بالافراح استقبالا لاعياد الميلاد وكيف كان اهالي بغداد من المسلمين يشاركون اخوانهم المسيحيين الفرحة بهذه الاعياد، اليوم الصمت يلف الشوارع، فيما المسيحيون لم تبرأ جراحهم بعد من الحادثة الاجرامية التي تعرضوا لها في كنيسة سيدة النجاة، بدأ سيل التهديدات تلاحقهم من جديد، هذه التهديدات التي دفعت العديد من العوائل الى ترك بيوتها والسفر الى خارج العراق او اللجوء الى كردستان العراق طلباً للحماية  وازاء هذه التهديدات قررت السلطات الامنية العراقية اتخاذ تدابير احترازية إضافية فشرعت بوضع اسيجة اسمنتية بارتفاع يصل الى ثلاثة امتار حول معظم الكنائس في بغداد وهو اسلوب تتبعه السلطات الامنية منذ فترة عند اي مكان او موقع مهم للوقوف بوجه الهجمات الدامية.وعند كنيسة سيدة النجاة انتصبت هذه الجدران تعلوها الاسلاك الشائكة وهو منظر حول الكنيسة الى ما يشبه القلعة.وقال العريف عبد اسود محمد في تصريح لوكالة رويترز  وهو رجل إطفاء كان يقف قرب شاحنة لاطفاء الحرائق على مقربة من كنيسة القلب الاقدس في بغداد:ان "هذه الإجراءات هي جزء من خطة امنية لحماية الكنائس في بغداد."لكن هذا المنظر لم يرق للكثير من المسيحيين الذين قالوا انه منظر محبط ويثير الكآبة.وقال يوسف وهو يشير الى كنيسة سيدة النجاة: اقسم بالله عندما جئت الى هنا قبل ايام ورأيت هذه الجدران تحيط بالكنيسة بدأت بالبكاء."وأضاف: انظر الى المكان كأنه قلعة حصينة او سجن حصين وليس مكاناً للعبادة."وفي داخل كنيسة سيدة النجاة مازالت آثار الطلقات النارية تغطي المكان بكامله ومازالت اثار تفجيرات الهجوم المسلح على حالها بينما راح عدد من الصبية ينشدون تراتيلهم  للاحتفال بعيد الميلاد، لكن بان كانت تقف لوحدها منشغلة بذكرياتها المؤلمة.وقالت وهي تشير باصبعها على المكان وبصوت يتهدج: كنت هنا على الارض ممددة وجرحي كان ينزف. وكان زوجي هناك لا يبعد عني سوى امتار معدودة وكان هو ايضا ممددا على الارض، لكن كان قد فارق الحياة."(المدى) قررت منذ صباح هذا اليوم ان تشارك اخواننا اعيادهم  التي اقتصرت على اقامة قداس في الكنائس  حيث قرعت اجراس الكنائس في 880 كنيسة في بغداد لوحدها لمختلف الطوائف المسيحية ايذانا باقامة القداس فقط، حيث تم تعليق الاحتفالات كافة بمناسبة ميلاد يسوع المسيح، رسول السلام والمحبة، حدادا على ارواح مذبحة كنيسة سيدة النجاة التي حدثت بتاريخ 31 تشرين الأول الماضي، وصدحت الحناجر بترانيم القداس وهي تردد بصوت شجي حزين (ليلة الميلاد يورق الزهر. ليلة الميلاد ينبت الحب، ليلة الميلاد تدفن الحرب)، كانت زيارتنا الى كل من كنيستي سيدة النجاة للسريان الكاثوليك ومريم العذراء للكلدان اثناء اقامة القداس وحضرنا مع المصلين واوقدنا الشموع ليحفظ الله الوطن بكل اطيافة ودياناته، وليعم السلام مدينة السلام.rnكنيسة سيدة النجاةكانت محطتنا الاولى زيارة كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك حيث وجدنا الاجراءات الامنية مكثفة وسيارات الهمر وسيارات النجدة والدفاع المدني قد احاطت بمبنى الكنيسة،وكانت اصوات المصلين والمنشدين تتعالى لتمجيد المناسبة وهي تردد (نشكرك اللهم يا رب القدس المقدس، نرفع اليك الحمد والشكر، في كل اوان والى ابد الابدين، اللهم احفظ عبيدك الساجدين لك الان وكل أوان والى ابد الابدين).  واغرورقت عينا الطفلة ماري (10 سنوات) وهي توقد شمعتها  امام تمثال السيدة العذراء، ورسمت باناملها الصغيرة علامة الصليب وهي تقول: كان والدي معنا كل عام عندما نحضر الى الكنيسة وكان اول شخص يطبع على خدي قبلة العيد، لكن ايدي اثيمة غيبته وتناثر في سماء كنيسة سيدة النجاة، ليتركني يتيمة، احتضنت الام ابنتها وهي تهدىء من روعها وتقول لها: أن الرب قد اختار والدها ليكون مع القديسين في السماء، وانه الان يعمل على رعاية الاطفال الذين بعمرها.rnالله محبةكم طفلة بكت حزنا على فراق الاب وكم ام بكت على فراق الابن، الاخ، الزوج كما هو حال ام ماري، عندما تناثرت اشلاء بريئة في سماء كنيسة سيدة النجاة، لارضاء مخطط مجرم استهدف ذلك المكان الطاهر، ما جعل ابناء الطائفة المسيحية يعلقون الاحتفالات لهذا العام حزنا لا، بل احتجاجا على ذلك الانفجار المروع الذي اودى بحياة اكثر من خمسين شهيدا، واكثر من مئة جريح، كانوا حصيلة ذلك الحقد الاسود القادم من خارج الوطن، ولم يشمل ذلك المصاب وتلك الاحزان اخوتنا من ابناء يسوع المحبة، بل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram