TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > القلق اكبر الحاضرين فـي الأديرة وسط إجراءات مشددة

القلق اكبر الحاضرين فـي الأديرة وسط إجراءات مشددة

نشر في: 25 ديسمبر, 2010: 06:55 م

متابعة/ المدىعلى غير العادة حضرت بان زكي هذه السنة الى كنيسة سيدة النجاة بوسط بغداد قبل يوم واحد من بدء احتفالات عيد الميلاد وراس السنة وهي متشحة بالسواد لتقف في المكان الذي قتل فيه زوجها قبل اسابيع في هجوم مسلح على الكنسية التي حولتها الاسيجة الخرسانية التي وضعتها قوات الامن العراقية مؤخرا الى ما يشبه سجن حصين.
 وقالت زكي ان زوجها الذي في الخمسين من عمره لقي حتفه في الهجوم المسلح الدامي الذي تعرضت له كنيسة سيدة النجاة اواخر شهر تشرين الاول والذي نفذه ارهابيو القاعدة واسفر عن استشهاد اكثر من خمسين شخصا اغلبهم من المسيحيين كانوا يحضرون صلاة الاحد انذاك.وحضرت زكي الى الكنيسة برفقة ولديها وابنتها الذين انخرطوا مع مجموعة من نظرائهم لا تتجاوز اعدادهم العشرين وهم يحضرون لتراتيل يؤدونها يوم عيد الميلاد يوم امس السبت.قالت وهي تحاول السيطرة على دموعها"لا عيد هذه السنة... نحن هنا (نتحضر للعيد) لكن بدون فرح."واضافت"كيف نفهم ان للعيد معنى وصور قتل زوجي والهجوم مازالت امام عيني لا تغيب عن بالي لحظة... لا يمكن ان انسى ابدا ما فعلوا بنا وكيف قتلوا الناس وكيف قتلوا زوجي."ولم تسلم زكي هي الاخرى من الهجوم فقد تعرضت الى اصابة بطلقة نارية اصابتها في خاصرتها اليمنى وقالت وهي تضع يدها على مكان الاصابة وكأنها تحاول ان تتعكز عليها ان الطلقة التي اصابتها ادت الى تمزيق جزء من كليتها واحشائها والقولون وانها مازالت حتى الان تعالج من جروحها.ولم يظهر على الكنائس في بغداد اي مظهر من مظاهر الاحتفالات بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية والتي عادة ما تبدأ مراسميها في بغداد ابتداء من مثل هذا التاريخ من كل عام.وازاء هذه التهديدات قررت السلطات الامنية العراقية اتخاذ تدابير احترازية اضافية فشرعت بوضع اسيجة اسمنتية بارتفاع يصل الى ثلاثة امتار حول معظم الكنائس في بغداد وهو اسلوب تتبعه السلطات الامنية منذ فترة عند اي مكان او موقع مهم للوقوف بوجه الهجمات الدامية.وعند كنيسة سيدة النجاة انتصبت هذه الجدران تعلوها الاسلاك الشائكة وهو منظر حول الكنيسة الى ما يشبه القلعة.وقال العريف عبد اسود محمد وهو رجل اطفاء كان يقف قرب شاحنة لاطفاء الحرائق على مقربة من كنيسة القلب الاقدس في بغداد ان"هذه الاجراءات هي جزء من خطة امنية لحماية الكنائس في بغداد."لكن هذا المنظر لم يرق للكثير من المسيحيين الذي قالوا انه منظر محبط ويثير الكآبة.وقال يوسف وهو يشير الى كنيسة سيدة النجاة"اقسم بالله عندما جئت الى هنا قبل ايام ورأيت هذه الجدران تحيط بالكنيسة بدأت بالبكاء."واضاف"انظر الى المكان. كانه قلعة حصينة او سجن حصين وليس مكاناً للعبادة."وفي داخل كنيسة سيدة النجاة مازالت اثار الطلقات النارية تغطي المكان بكامله ومازالت اثار تفجيرات الهجوم المسلح على حالها بينما راح عدد من الصبية ينشدون تراتيلهم استعدادا للاحتفال المقرر امس السبت وهو يوم عيد الميلاد.لكن بان كانت تقف لوحدها منشغلة بذكرياتها المؤلمة.وقالت وهي تشير باصبعها على المكان وبصوت يتهدج"كنت هنا على الارض ممددة وجرحي كان ينزف. وكان زوجي هناك لا يبعد عني سوى امتار معدودة وكان هو ايضا ممددا على الارض. لكن كان قد فارق الحياة."واضافت"لم استطع الوصول اليه. خفت ان يقتلوني او يقتلوا اولادي الذين كانوا في حضني. بقيت اتفرج عليه ولا استطيع ان افعل له اي شيء."وقالت"قدمت زوجي ضحية. ماذا يريدون منا ان نقدم بعد. انا غير مستعدة لتقديم اي تضحية اخرى. لم يعد لدي سوى اولادي. ساخذهم وسارحل. يكفي ماقدمت من تضحية."اما في الموصل، فقد اقتصرت احتفالات المسيحيين في محافظة نينوى، امس السبت، بعيد الميلاد المجيد داخل الكنائس ودور العبادة، تضامنا مع أسر ضحايا كنيسة سيدة النجاة، فيما عبر العديد من المسيحيين عن حزنهم خلال القداس على ضحايا وشهداء العراق جميعا ومنهم أبناء طائفتهم.وقال قس كنيسة مار بولس في قضاء الحمدانية، الأب نور القس موسى في حديث لوكالة السومرية نيوز، إن"جميع الكنائس في العراق، وضمنها كنائس محافظة نينوى اتفقت على إلغاء كافة الاحتفالات بعيد ميلاد السيد المسيح لهذا العام، واقتصارها على إقامة القداس داخل الكنائس فقط"، مؤكدا على أن"هذا الإجراء جاء تضامنا مع أسر ضحايا كنيسة سيدة النجاة في بغداد".وطالب القس موسى الجهات المسؤولة في العراق بـ"توفير الحماية اللازمة لجميع العراقيين عامة، ومنهم المسيحيون خاصة".من جهته أثنى قس كنيسة مار بهنام واخته سارة في قضاء الحمدانية الأب لويس قصاب على أهالي الحمدانية"بسبب تلاحمهم ووقفتهم الشجاعة في وقت يندر فيه التضامن، ومساعدتهم المسيحيين المضطهدين والمهجرين من بغداد والموصل".وفي غضون ذلك عبر العديد من المسيحيين عن حزنهم وألمهم خلال قداس العيد استذكارا للضحايا والشهداء من أبناء العراق جميعا ومنهم المسيحيون.وقال المواطن يوسف حنا وهو من أهالي الحمدانية، إن"هذا العيد صاحبه الكثير من الدموع والأحزان بدل الأفراح، وذلك على فقد أعزاء لنا خلال الأحداث والتفجيرات، التي راح ضحيتها العديد من ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram