TOP

جريدة المدى > سياسية > سـيـاسـيـون عـراقـيـون: أزمـة الـثقـة قـد تتجـذر مـا لـم نـحــمِ الـتـعـدديــة

سـيـاسـيـون عـراقـيـون: أزمـة الـثقـة قـد تتجـذر مـا لـم نـحــمِ الـتـعـدديــة

نشر في: 26 ديسمبر, 2010: 09:06 م

 متابعة/ المدىشدد سياسيون عراقيون على ان التنوع العرقي في العراق مسألة طبيعية، معتبرين الازمة السياسية هي نتاج تراكم اخطاء عديدة منذ زمن النظام المباد.جاء ذلك في ندوة تخصصية اقامها معهد المعلمين للدراسات العليا لبحث الأزمّة السياسية العراقية عموماً وأزمة تشكيل الحكومة خاصة وبحضور شخصيات سياسية عديدة.
واشار وزير النفط السابق إبراهيم بحر العلوم وهو القائم على الندوة لوكالة أنباء الإعلام العراقي الى أن مختصين بالشأن السياسي حذروا من انهيار العملية السياسية في العراق نتيجة رجوع الحال الى الازمة ما بين المكونات السياسية كما كان في السابق.واعتبر بحر العلوم الأزمة السياسية الحالية خطيرة، وهي بحاجة الى دراسة عميقة وجذرية لحل مسبباتها، وبحسب بحر العلوم فأن المراقبين اكدوا أن ما حصل من انفراج في عملية تشكيل الحكومة العراقية ماهو إلا انفراج مؤقت قد تصحبه توترات وأزمات مستقبلية تعصف بالبلد وبمكوناته خاصة مع وجود قيادات سياسية لا تحمل أبعاد ومفاهيم بناء الدولة بل مجرد حملها لمفاهيم السلطة فقط، لافتا الى ان ادارة الازمات هو جزء من العلوم السياسية، وبما ان العراق لديه الكثير من مراكز الدراسات في هذا الاختصاص فمن الممكن معالجتها.وشدد بحر العلوم على ضرورة توفير الادوات التي من شأنها انجاح العملية السياسية من خلال استقدام ذوي الخبرات وكذلك الشخصيات السياسية ذات الرؤى القائمة على معرفة تفاصيل المطبخ السياسي للتوصل إلى الرؤية المشتركة لترشيد العملية السياسية.ان هناك أساسين أو عاملين للازمة السياسية في العراق عامل طويل الأمد وعوامل مباشرة آنية نعايشها ونعاني منها، والعامل الطويل الأمد هو تحول احد عناصر القوة للعراق إلى عنصر تمزق وضعف واقصد به التعددية، هذا ما قاله نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي في كلمته في الندوة حيث وصف الأزمة السياسية في العراق بالتاريخية الامر الذي ادى الى هذا التخندق. وأوضح عبد المهدي ان الشد الطائفي او القومي هو ما انتج الأزمة الرئيسية في البلاد والتي تعكس نفسها بأزمة سياسية مستديمة إن لم يجد لها الحلول المناسبة لذلك كان برنامج المعارضة في مقارعة ظلم واستبداد صدام وشوفينية وعنصرية وطائفية صدام في ايجاد الحلول المناسبة لهذه الحالة التي وصفها عبد المهدي بالمعقدة، التي كان يجب ان تكون مصدر قوة وهي مصدر قوة للبلاد الا انها تحولت إلى مصدر إضعاف والى أزمات بحاجة إلى إدارة ناجحة.من جانبه اعتبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الاديب الازمة السياسية في العراق ثقافية، مبينا ان التعدديات القومية والعرقية التي في البلاد مسألة طبيعية.ونفى الاديب في كلمته ان يكون المجتمع العراقي فريدا من نوعه في هذه التعدديات، ضاربا المثل بالمجتمع الإفريقي فأعتبره هو الآخر متعددا في أفكاره وعقائده والتزاماته الدينية فضلا عن المجتمع الأوربي هو كذلك، وكل هذه المجتمعات خاضت صراعات دموية قاتلة لفترات طويلة حتى استقر ما استقر لها من حال في الوضع السياسي.واضاف الاديب ان الأزمة السياسية في العراق مستديمة وحلها ربما يكون مؤقتا لان قادة التأزيم لازالوا قائمين وأفكارهم لازالت متمسكة بهذه الثقافة، وتغيير الثقافة ليس أمرا سهلا والمشروع التغييري هو أساس ما ينتظره العراقي، فإذا استطاع العراق ان ينجز مشروعه التغييري الكبير ويخرج من بودقة الدوائر الضيقة الى الدائرة الوطنية الشاملة باعتبارها أمرا واقعا، حينذاك يمكن ان نقول بان العراق سينتقل من حالة الضعف الى حالة القوة الى حالة الثقة بالذات وبالتالي سيتعامل مع الآخر الإقليمي والدولي من خلال قاعدة الثقة.محافظ البنك المركزي سنان الشبيبي شدد على ترابط الأزمات السياسية بالأوضاع الاقتصادية، فيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية التي تتطلب نوعا من الاستقراء والتنبؤ وصياغة السياسات تتطلب إيجاد حلول للازمات السياسية وعليه فان هناك ارتباطاً كبيراً جداً من ناحية أسباب الأزمات ونتائجها وغيرها من الأمور المتعلقة وإلا إذا بقيت الأزمات السياسية فحقيقة أي تنبؤ وأي تخطيط اقتصادي لن يصاغ بدون حل الأزمة السياسية المرافقة له.اما الدكتور عصام العطية عميد معهد المعلمين للدراسات العليا فقد قال إن الأزمة السياسية التي مر بها الوضع العراقي خلال الفترة القريبة الماضية شكلت محطة استفهام عميق حول إمكانية تكرار حدوث مثل هكذا أزمات مما يستدعي من العمل الأكاديمي جهد دؤوبا لصياغة القواعد التي يجب ان تستند لها معطيات الحلول الواقعية الضامنة لعدم تكرار حدوث مثل هذه الأزمات مستقبلا ولاشك إن ذلك يتحقق من خلال التفاعل الايجابي المنشود بين رجالات العمل السياسي والوسط الأكاديمي المختص وهو من أهم ما تهدف إليه ثمار هذه الندوة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

السوداني في بريطانيا: «تعاون تاريخي» والبحث عن وساطة مع ترامب 
سياسية

السوداني في بريطانيا: «تعاون تاريخي» والبحث عن وساطة مع ترامب 

بغداد/ تميم الحسن أخذت زيارة محمد السوداني، رئيس الحكومة، إلى بريطانيا نقاشًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية في العراق، خصوصًا وأنها تزامنت مع الحديث عن «أزمة الفصائل» والتغيرات المتوقعة في المنطقة بعد ما جرى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram