TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > المدى وآفاق الحرية

المدى وآفاق الحرية

نشر في: 28 ديسمبر, 2010: 05:33 م

ايمان محسن جاسم الصحافة والإعلام يمثّلان السلطة الرابعة في أي بلد ديمقراطي ، والعراق كما ينص دستوره من البلدان التي اختارت الديمقراطية طريقا لتسلكه رغم موجات الإرهاب التي عاثت فسادا بأرضنا منذ أن تداعى وهوى النظام المباد بعد أن جثم على مقدراتنا عقوداً طويلة.وأخذ الإعلام يمارس دوره كسلطة في ظل الديمقراطية ، ومن أبرز ما أنتجته الديمقراطية العراقية
وجود إعلام حر وصحافة قريبة من الحدث اليومي ومعاناة الناس ونقلها لمن يهمهم الأمر دون خوف أو وجل ، ولعلنا لم نألف هذا من قبل لأسباب عديدة أهمها إننا اعتدنا التعامل مع نظم شمولية ديكتاتورية ترفض الرأي الآخر وتنتقص من حقوق الإنسان وتحاول جاهدة مصادرة الحريات مهما كانت.rnمن هنا فإن مفهوم الصحافة والإعلام يأخذ تعريفا آخر عندما ننظر له في ظل النظم الاستبدادية لأنه يتحول إلى بوق ينفخ في قربة الحاكم حتى وإن كان ظالما ، ويتحول إلى واجهة من واجهات الحزب ، أما في النظم الديمقراطية فإنه يمثل سلطة رابعة من شأنها أن تمارس دورها في بناء المجتمع والدفاع عن الحقوق المسلوبة وتقويم الإعوجاج في هذا المفصل أو ذاك بعيدا عن التجاوزات التي حددها الدستور والقانون بما يحفظ للصحافة حريتها وللدولة هيبتها وللدين قدسيته .والجميع يعرف عراقة الصحافة العراقية وقدمها ودورها في تثقيف المجتمع من جهة، ومن جهة ثانية أهميتها للمواطن العراقي ، خاصة إن للقراءة وفعل القراءة لدى المثقف العراقي أولوية كبيرة جدا لا تعلو عليها سوى أولويات الدين من صلاة وصوم وغيرهما ، لهذا قالوا قديما مصر تكتب وبيروت تطبع والعراق يقرأ ، اليوم أجد الكتابة والطبع والقراءة كلها في العراق تدار وتنظم لتصل للمتلقي العراقي وجبات ساخنة عن أحدث الأخبار والتقارير والترجمات والبحوث والدراسات ومقالات الرأي التي تفرد لها صحفنا صفحات يومية.أجد نفسي أطلت في المقدمة دون أن أذكر لماذا أنا أكتب اليوم .. ؟ ما أريد قوله إننا قطعنا شوطا مهما في ترسيخ صحافة حرة بعيدة عن سلطة الدولة ودعمها ، قريبة من سلطة الشعب ودعمه ، أصدرنا 2000 عدد من الحرية ، هذا ليس بالأمر السهل أن تكون حرا في الرأي دون أن تدفع ضريبة الحرية التي عادت ما تكون باهظة . والحرية كنا نقرأ عنها سابقا .. لكننا لم نمارسها إلا منذ بضع سنوات، وربما البعض ما زال لم يمارسها بعد، ما زال يبحث عنها بين طيات الكتب  ونظريات الفلاسفة ونصوص الدساتير الفرنسية والأمريكية والبريطانية وحتى الهندية منها .الحرية تعني الكلمة التي تطلقها لتصل للناس حاملة رسالة ، أول ما كتبت للمدى شعرت فعلا بأنني أمارس حريتي حين اكتشفت بأن الرقيب على ما أكتب هو أنا !! تصوروا أنا اكتب وأنا أراقب !! هل هي ثقة المدى بنا أم ثقتنا بالمدى ؟ يبدو السؤال أشبه بالفزورة لكنه يمثل نهجا اعتادت عليه المدى وجعلتنا نعتاد عليه ، لتمنحنا الحرية في أبهى صورها وأكثرها ألقاً ، واليوم نكمل الألف الثاني من شمعات المدى وفي داخلنا شعور وهّاج بأن القادم أكثر ألقاً وأكثر شموخاً وأوسع مدى رغم سعت المدى ، سعتها حين استوعبت حتى خربشات كيبورداتنا بعد أن غادرنا أقلامنا المرتعشة التي نخجل من عتبها علينا وما زلنا نسمع أنين حبرها في أدراج مكاتبنا ، ولكن عذرنا الوحيد بأن رسائلنا للمدى تعّبر من قارة لأخرى حاملة كلماتنا وهواجسنا ومخاوفنا وفرحنا ، لتحط في صفحات جريدة كانت مجرد حلم وأمنية وها هي اليوم تقطع الطريق بثقة صوب مرفأ ثالث فيه من المحطات ألف أخرى من الشموع التي ستضيء سماء الحرية في بلاد الحرية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram