استطلاع: محمود النمرعام مضى وعام جديدلم يكن العام 2010 عاماً كبقية الأعوام. في هذا العام تحديداً شهدنا، ربما، بداية نهوض حقيقي في الحياة الثقافية العراقية، ورغبة مسؤولية وجادة من قبل المثقف العراقي للاضطلاع بدور اكبر وأعمق في المشهد السياسي والاجتماعي وإصرار على الدفاع عن حقوقه ومواقفه ومطالبه.
كما شهدت هذه الفترة تعمق الاتجاه الاجتماعي والإنساني في الأعمال الإبداعية، وميلاً للتعامل مع مخرجات الواقع المعقد منذ سقوط الدكتاتورية ومجيء الاحتلال عام 2003 ، وبشكل خاص التداعيات التراجيدية التي عاشها الفرد العراقي بسبب استفحال الصراع الطائفي والنشاط الإجرامي للمنظمات الإرهابية والتكفيرية. خلال هذا العام ظهر الكثير من الأعمال الإبداعية التي تتناول الكثير من أوجاع الفرد العراقي ومعاناته. كانت أغلب هذه الكتابات تنحاز إلى الإنسان وتطلعه لبناء مجتمع آمن بعيداً عن العنف ويحترم مبادئ حقوق الإنسان وقيم العدالة الاجتماعية. وتعبيراً عن عملية استنهاض همم المثقفين العراقيين، شهد هذا العام صعوداً متميزاً للنزعة المطلبية للمثقفين ووقوفهم ضد محاولات مصادرة حقوق الإنسان الطبيعية التي كفلها دستور جمهورية العراق الدائم، من قبل أطراف وجهات سياسية تتحين الفرص للانقضاض على المشروع الديمقراطي وفرض أجندات شمولية إقصائية وتكفيرية قد تدفع بالبلاد إلى منزلقات الاحتراب الطائفي والاجتماعي والسياسي والقومي والديني. وقد تمثلت هذه المواقف في الاعتصامات التي قام بها المثقفون والأدباء والفنانون والإعلاميون في شارع المتنبي ومراكز اتحاد الأدباء في بغداد وبقية المحافظات أو في الحملة الإعلامية والتنويرية والواسعة التي شارك فيها المئات من الكتاب في الصحف أو المجلات والقنوات الفضائية والإذاعات والمواقع الالكترونية والتي أكدت وحدة المثقفين ورغبتهم في الدفاع عن حقوقهم الثقافية والمدنية.الناقد فاضل ثامرrnالثقافة المدنية.. فاعلة وبقوة واضحةالجميل بالأمر.. أنَّ الثقافة بصورتها المدنية.. فاعلة وبقوة واضحة حيث تلاحظ المؤسسات الرصينة تثابر في نيل وجودها واستقرارها في المجتمع العراقي.. الذي يعتز بمثقفيه وبحركتهم الفاعلة..إلا أن أبرز ما يخيب الآمال في عامٍ منصرم هو هيمنة الجانب الذي يدّعي سيطرته على المجتمع ممثلاً بسلطات حكومية لا تؤمن بالرأي الآخر ولا بالوجه الحضاري للبلد..حيث مر المواطن العراقي بأزمة شاسعة متمثلة بمصادرة حقوق الحريات العامة متشبثين بقوانين زائلة لا تليق بالعراق الجديد..لكن ما يبشر بخير هو التصدي الفاعل لمؤسسات ثقافية متخصصة استطاعت أن تثبت بأنها الأقوى على مر الأوقات وهو أبرز ما يسجل للثقافة العراقية..نأمل أن يكون عام 2011 عام استرجاع الحريات المستلبة.الشاعر عمر السّرايrnعام متألق بزهوه الثقافي والمعرفيلقد شهد عام 2010 أحداثاً ثقافية مهمة، منها انعقاد مهرجان المربد ثقافية شاخصة، إذ دأبت جريدة (المدى) على إصدار ملحق أسبوعي يصدر كل يوم خميس عنوانه (عراقيون) أرخت فيه لقامات كبيرة مثل: محمد مهدي البصير وجلال الحنفي، وداود سلوم ومحيي الدين زنكنة وعبد العزيز الدوري وإبراهيم جلال، فضلاً على ملحق السبت (منارات) المخصص لمبدعين عرب مثل: الطاهر وطار ومحمد أركون وعبد الوهاب المسيري وأجانب مثل: جيخوف، وإرنست همنغواي، كما دابت المدى على إقامة ندوة أسبوعية ضحى كل جمعة في بيت (المدى) للثقافة بشارع المتنبي، حيث احتفت بشخصيات وعوالم بارزة في الأدب والثقافة مثل: محمد خضير، وياسين طه حافظ، والنحات الكبير عبد الغني حكمت والفنان الرائع يوسف العاني والفنان الراحل جعفر علي وغيرهم من شخوص الثقافة العراقية البارزة كما توافي دار المدى إصداراتها الثقافية التي تقدم للقراء زاداً ثقافياً رائعاً في ما يكتظ شارع المتنبي أسبوعياً بالقراء والمثقفين، ويكون يوم الجمعة أسبوعياً كرنفالاً جميلاً للثقافة والقراءة، كما تواصل دار الشؤون الثقافية رفدها دنيا الحرف بكل جميل ورائع من أجل النهوض بهذا البلد، الذي غيب طويلاً وغيبت ثقافته، ليعود العراق يكتب والعراق يطبع والعراق يقرأ، ولتذهب إلى الجحيم مقولة ظالمة أطلقت علينا: مصر تكتب ولبنان تطبع والعراق يقرأ، مصورة إيانا شعباً سلبياً غير منتج حتى ما يقرأه أن لنا أن نبث جذوة الحياة في عراقنا الأروع الصابر، وإلى الأمام من أجل ثقافة مزدهرة تنعم بأجواء الحرية والخير والأمان. الكاتب شكيب كاظمrnكهوف القرونالوسطىالعام المنصرم شهد الكثير من الظواهر والوقائع على مستوى مختلف الفعاليات الثقافية ولكني اعتقد ان المشهد الثقافي بحاجة إلى تفعيل وتحليق ومساحة من المنتج المتميز والاستثنائي الذي عرفت به الثقافة العراقية.. تمر المهرجانات التقليدية بوجوه المدعوين والمشاركين أنفسهم ولا جديد تحت الشمس.. في المشهد التشكيلي هناك عدة معارض اقيمت لكن بطولة التشكيل الراسخة بدأت انأمل بعد هجرة الكثير من الفنانين أما المسرح فكان الأكثر ظهوراً وحفل المشهد بالكثير من الأعمال المسرحية التي غلب عليها الاتكاء على النصوص العالمية وقلة العروض التي تتناول الواقع العراقي وملابساته الشائكة لاسيما في مرحلة ما بعد الاحتلال. وشهد العام الماضي بوادر أو إرهاصات
عام 2010 هموم كبرى وتحولات عاصفة
نشر في: 29 ديسمبر, 2010: 04:48 م