طارق الجبوري وسالي جودتقطع إقليم كردستان، هذا الجزء الذي تشكل مساحته 10% من مجمل مساحة العراق، شوطاً واسعاً في مضمار التقدم والنهضة وعلى مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فمنذ ان بدأ الإقليم مشواره، كان هدفه ان يكون إنموذجاً في الإصرار على تحدي الصعاب،
ونفض غبار الماضي بكل ما فيه من أسى وعذابات بسبب حملات الإبادة المقصودة لشعبه ودمار أرضه وتجاوز سياسات التهميش والإقصاء والقهر.. فنجح ووضع هذا الشعب أولى خطواته نحو التقدم.وعلى ذلك فان محصلة الرؤية الكردية المعاصرة، تؤكد عراقة الوجود القومي المتجذر بالأرض الكردستانية التي تعرضت الى الكثير من الدمار والتخريب وجرائم الإبادة الجماعية إبان حكم النظام السابق.الآن.. بعد ظهور شمس الفيدرالية ونهوض الإقليم الكردستاني من كبوات التاريخ وشيوع حالة من الأمن والاستقرار استطاع هذا الشعب ان ينتفض ويعقد العزم على الاعمار مقروناً بما يتمتع به من ثروات طبيعية، وإنسان وطيد الصلة بالأرض.أبناء إقليم كردستان الآن، يعملون بجهد وتفان وإخلاص- مواطنين ومسؤولين- لبناء وطنهم على وفق المبادئ العصرية الحديثة، إذ يعمل ومنذ عشرين عاماً بجد وتفانٍ، من اجل مستقبل واعد اكثر تقدماً ونماءً.. تجربة الإقليم متفردة بنجاحاتها وما حققته بشهادة السياسيين والمراقبين الدوليين والإقليميين والمحليين وبشهادة كل من زارها، يستحق الإعجاب.في عام 2010 من اين نبدأ في ذكر أبرز المنجزات وهي كثيرة ومتشعبة، وتعد بحق مثابات نحو انطلاقة للمستقبل معززة بإرادة قوية، استطاعت ان تحقق البعض من الأحلام الكبيرة الواسعة، وإذا كان من العسير الإلمام هنا بكل المحطات المضيئة وابرز ما شهده الإقليم من أحداث، فاننا سنحاول ان نتوقف عند أبرزها، خاصة في مجال الدور الواضح والمتميز الذي لعبته كردستان على صعيد تعزيز وترسيخ العملية السياسية في العراق، وتأكيد نهجها الديمقراطي، وسعيها الحثيث لإنجاح انتخابات مجلس النواب التي جرت في آذار، والدور المتميز والكبير للرئيسين جلال طالباني ومسعود بارزاني لتقريب وجهات نظر الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات في مسألة تشكيل الحكومة التي تحولت الى أزمة، حيث توجت مساعيهما بنجاح مبادرة رئيس الإقليم، ما يؤكد الدور الايجابي للكرد ليس في العراق حسب، بل وعلى مستوى الاستقرار في المنطقة . كما سنتطرق في موضوعنا الى النتائج المهمة والايجابية لزيارات الرئيس بارزاني وغيره من المسؤولين الكردستانيين الى دول العالم، دون إغفال الإشارة الى ابرز ما تحقق في المجالات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ولكي تكون الصورة اكثر وضوحاً سنحاول تقسيم الموضوع الى فقرات بما يتناسب وأوضاع كردستان، مع قناعتنا بعجزنا عن ايفاء حقها.rnسياسة ناجحة على مختلف الصعدمن الطبيعي ان يكون المحور الأول هو الجانب السياسي الذي أثبتت فيه كردستان أهميتها في مشهد العمل السياسي الذي تأكد من خلال ممارسة الرئيس جلال طالباني الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني والرئيس مسعود بارزاني، لدورهما المعروف في انهاء أزمة خطيرة انتهت باتفاق الكتل السياسية على تشكيل الحكومة، حيث رحبت الأمم المتحدة والجامعة العربية ومختلف دول العالم بمبادرة رئيس الإقليم وعدتها فرصة مهمة لإيجاد مخرج للازمة التي كادت تعصف بالعملية السياسية.كما ان من ابرز الأحداث السياسية لعام 2010 انعقاد المؤتمر الثالث للاتحاد الوطني الكردستاني في حزيران والمؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في كانون الأول، وما حدث خلالهما من تغييرات ونقلة نوعية في المنهاج الداخلي للحزبين والهيئات القيادية فيهما.لقد عقد الاتحاد الوطني مؤتمره الثالث بمشاركة نحو 1600عضو بعد تحضيرات استغرقت وقتاً طويلاً، وكان المؤتمر قد تأجل مرات عدة حتى عقد في الأول من حزيران/ يونيو الماضي، وهو اليوم الذي يوافق الذكرى السنوية لتأسيس الحزب، وتم تخصيص كوتا للمرأة بنسبة 20%، خلال المؤتمر الذي عقد في مدينة السليمانية.واستغرق مؤتمر الاتحاد الوطني 11 يوماً، وتم انتخاب طالباني سكرتيراً عاماً له عن طريق التصويت، فضلاً عن إعادة انتخاب نائبيه كوسرت رسول وبرهم صالح.ورشح 239 شخصاً أنفسهم لعضوية المجلس القيادي في الحزب، وقد فاز بالعضوية 45 شخصاً بينهم تسع نساء، فضلاً عن انتخاب خمسة أعضاء احتياط في المجلس القيادي، وفي 24 حزيران/يونيو الماضي، تم انتخاب هيرو إبراهيم احمد لعضوية المكتب السياسي المؤلف من 11 عضواً وخمسة أعضاء احتياط، وهي المرة الأولى التي يتم فيها ترشيح إبراهيم قيادية في الحزب، ثم في عضوية المكتب السياسي.وتم انتخاب 81 عضواً من مجموع 354 شخصاً لعضوية المجلس المركزي، وهي مؤسسة قيادية حديثة في الحزب، وتم تخصيص 20% للمرأة في المجلسين القياديين، وفقاً للمنهاج الداخلي الذي اقره الحزب خلال المؤتمر.اما الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يعد من أقدم الأحزاب الكردية فقد عقد مؤتمره الثالث عشر في الحادي عشر من كانون الأول تحت شعار (التجديد، العدالة، التعايش) بمشاركة أكثر من 1300 من أعضائه واستمر ستة أيام نوقش فيها الكثير من القضايا التي تصب في تطوير عمل الحزب بين الجماهير.
دور متميز وبارز للرئيسين طالباني وبارزاني في حلّ أزمة تشكيل الحكومة
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 29 ديسمبر, 2010: 04:59 م