اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > جان كوكتو يكتب عن فيلمه "دم شاعر"

جان كوكتو يكتب عن فيلمه "دم شاعر"

نشر في: 1 يناير, 2011: 06:12 م

ترجمة: نجاح الجبيليمعظم خرافات آيسوب لها مستويات ومعان عدة. هناك تلك التي تصنع أساطير لها باختيار بعض الملامح التي تتناسب مع الخرافة، لكن بالنسبة لمعظم الخرافات فإن هذا هو الوجه الأول والظاهري فقط، هناك الأخرى التي هي أكثر فعالية وجوهرية وعمقاً إذ لا يمكن فهمها". (مونتين)
غالباً ما يقال بأن فيلم "دم شاعر" هو سريالي. غير أن السريالية لم تكن موجودة حين فكرت بصنعه، وعلى العكس فإن الاهتمام الذي ما زال يثار ربما يجئ من الانفصال عن الأعمال التي يصنف معها، أتكلم عن أعمال الأقلية التي عارضت الأغلبية وحكمتها بشكل جازم على مدى القرون. هذه الأقلية لها أوجهها المعادية. وفي زمن فيلم "دم شاعر" كنت الشخص الوحيد لهذه الأقلية الذي يتجنب المظاهر المدروسة للاوعي لصالح نوع من النوم الجزئي الذي تجولت فيه وكأني في متاهة.وجهت نفسي فقط إلى النحت البارز وتفاصيل الصور التي ظهرت من الظلام الكبير للجسد الإنساني. تبنيتها عندئذ هناك كمشاهد وثائقية لمملكة أخرى.وذلك هو السبب في أن هذا الفيلم، الذي له أسلوب واحد فحسب هو مثلاً وقفة أو إيماءات الإنسان، يقدم العديد من الأوجه لتفسيره. إن تفاسيره لا تعد. وإذا ما سوئلت عن واحد منها فسوف تكون لدي مشكلة في الجواب. إن علاقتي بالعمل كانت مثل تلك التي لنجار الأثاث الذي يجمع قطعاً لمنضدة ويستشير محضري الأرواح الذين يصنعون حركة المنضدة.إن فيلم "دم شاعر" لا يستقي شيئاً من الأحلام أو الرموز.  وطالما تعلق الأمر بالأحلام فإنه يبدأ من أوالياتها  بالسماح للعقل أن يرتاح كما في النوم ويدع الذكريات تتواءم وتتحرك وتعبّر عن نفسها بشكل حر. وبالنسبة للرموز فهو يرفضها ويستعيض عنها بالأفعال أو ترميزات تلك الأفعال التي يستطيع المشاهد أن يصنع منها رموزاً لو رغب.إن الأخطاء الكثيرة لفيلم "دم شاعر" تنتهي بإعطائه جاذبية معينة. مثلاً، أنا الأكثر تعلقاً بالصور. وهذا يمنحه بطأً مقززاً، حين شكوت من هذا مؤخراً إلى "آندريه جيد" أجاب بأني كنت على خطأ إذ أن هذا البطء كان إيقاعي الخاص المتأصل بي في ذلك الوقت الذي صنعت فيه الفيلم وأن تغيير الإيقاع سوف يفسده. إنه على حق بالتأكيد. فأنا بلا شك لم أعد حساساً لـ"عنصر الإله" الذي يتكلم عنه وأن هذا الفيلم يستعمل ويسيء استعمال. ولأني أعرفه بالتفصيل أستطيع أن أراقب الأفعال فقط، أما البطء الذي يتبع به الواحد الآخر فهو يخفي البقية عني.العديد من الناس يعلنون بأنهم يفضلون الحقيقة الأشد فتوراً في مثل هذه الفاتنزيات، هناك فئة تتهم  الفيلم ،لأسباب تتعلق بانتهاك المقدسات، بأنه لم يمر حتى من سطح عقلي الخاص، وأخرى تجد فيه العجائب إذ أنا نفسي رغبت أن أضعها هناك. وفئة ثالثة تتهم الفيلم بالغرابة، الفكرة الصحيحة الوحيدة هي من التقنيين إذ يتفقون جميعاً على أن الصور متماسكة وفعالة.لا توجد موسيقى فيلم أجمل وأكثر أصالة من موسيقى "جورج أوريك"  ولا تصويرا أكثر دهشة من تصوير "بيرينال"، وكنت محظوظاً لمثل هذه المساعدة في مشروع كان في غاية المخاطرة عند البدء به.إن ما يميز حقاً فيلم "دم شاعر" كما اعتقد هو التحيز الكامل لما يجده العالم "شعرياً"، وعلى العكس كان الاهتمام منصباً على خلق مركبة للشعر – سواء استعملت بتلك الطريقة أم لا.هل اختيار الأبطال غير مهم؟ إنهم مبتدئون، وحضورهم يفتقد الممارسة مثل الممثلين الذين كان واجبهم الوحيد هو أداء دورهم. أدت دور التمثال "لي ميلر" صديقة "مان ري" و لم تكن قد مثلت أبداً في فيلم ولم تمثل بعده، رأيناها مرة أخرى عام  1945 وهي لم تتغير. أدى دور الشاعر "أنريكو ريفيرو" شاب شيلي اختير لمظهره الهادئ. أدى دورصديق لويس الخامس  عشر "جان دسبورد".أدى دور الملاك الأسود "فيرال بنغا" وهو راقص جاز. الطلاب كانوا مساعدين. باربيت، بولين كارتون وأوديت تالازاك لم يظهروا إلا فترة وجيزة.في النسخة الأولى من الفيلم كان "فسكونت وفسكونتة نويل" وأمير وأميرة فوسجني لوسنج والليدي أبدي في مقصورة المسرح على اليسار. لكن حين رأت عائلاتهم أنهم يصفقون للانتحار منعوه. فكان علينا أن نعيد تصوير مشهد المقصورات بكورس صامت وبالحضور الودود لباربيت.كان فيلما "العصر الذهبي" و"دم شاعر" بتفويض من "فسكونت نويل". كانت الفضيحة الدينية للأول قد طفحت على الآخر، الناس الغافلون صنعوا منها مكيدة. ظل الفيلمان مخفيين بأمان وأصبح "فسكونت نويل" رداً على إيماءة فريدة في فرنسا، ضحية المضايقات السيئة.وبقينا حتى عام 1931 إذ استطعنا أن نعرض فيلمينا، وقد عرض فيلمي في "فيو كولومبيه" بطبعة وتوليف وعرض رديء  وأثار الفضائح والمعارك دون أن يكون قادراً على الدفاع عن نفسه ببريق شهرته، وقد تم الاعتراف به لاحقاً بفضل الجامعات التي طلبته وعرضته وعدته موضوعاً للدراسة.معظم الناس الذين ساعدوني أصبحوا شخصيات مهمة في عال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram