بغداد/ هشام الركابي دعا مختصون في الشأن الزراعي الحكومة الجديدة إلى إيلاء الاهتمام بقطاع الزراعة خلال العام الحالي، مؤكدين أن استمرار سياسة استيراد الفواكه والخضراوات التي يقوم بها بعض التجار من دول الجوار، ستعرقل الجهود المبذولة للنهوض في هذا القطاع، إذ أنها تتعارض مع سياسة توسيع المساحات الخضراء، والاستفادة القصوى من غلة الأرض الزراعية.
وقال الاكاديمي علي طالب في كلية الزراعة: إن الإمكانات المحلية لزراعة الفواكه والخضراوات أصبحت ممكنة في مواسم السنة كافة، بعد إدخال تقنية البيوت المحمية إلى البلاد. وأضاف في تصريح لـ(المدى): دخل الإنتاج الزراعي العراقي في دوامة التخبط عقب حرب 2003، اذ أن غلة الأرض تدنت كثيرا نتيجة قلة المبيدات الزراعية وارتفاع أسعار الأسمدة، فضلا عن نقص كميات المياه المطلقة من تركيا إلى العراق، وهذا الأمر أدى إلى الاستيراد المفرط للفواكه والخضراوات من دول الجوار سواء من تركيا و إيران وسوريا والأردن، الأمر الذي أصبح نمطا اعتياديا في الاستيراد والاستهلاك على حساب قطاع الزراعة المحلي. وتابع طالب: هناك تقنية تم العمل بها مؤخرا في العراق، وهي البيوت المحمية، أو ما تسمى الزجاجية، فإنتاجها كبير جدا ومحاصيلها تغطي نسبا لا بأس بها من الاستهلاك المحلي لمزروعات في غير موسمها، ما يدعو إلى تقليل الاستيراد أو وقفه مقابل استهلاك المواطن لهذه المحاصيل الزراعية. وأشار إلى أن استمرار الاستيراد سيؤدي إلى فشل هذه التجربة، باعتبار أن أسعار الخضراوات والفواكه المستوردة اقل نسبيا من مثيلتها العراقية، وبالأخص المزروعة في البيوت المحمية، لذا من الضروري وقف عمليات الاستيراد والاعتماد على المنتج المحلي دعما للزراعة العراقية. وتدنى الإنتاج الزراعي العراقي بالأخص في محافظة ديالى التي سيطر الإرهابيون على اغلب المزارع فيها، واتخذوها منطلقا لتنفيذ العمليات الإرهابية في المحافظة، فضلا عن أن المسلحين سيطروا قبل سنوات على الطرق المؤدية من ديالى إلى العاصمة، وانتشرت عصابات التسليب والقتل، ما أدى إلى أن تكون سلة العراق الغذائية، وهي محافظة ديالى إلى أن تصبح أراضيها بورا، ويتدنى الإنتاج الزراعي على العموم، الأمر الذي دفع ببعض التجار إلى استيراد المحاصيل الزراعية من خارج البلاد، لتغطية النقص الحاصل في المزروعات والطلب المتزايد عليها من المستهلكين. خليل جاسم ويمتلك العديد من المزارع في محافظة بابل قال: أعلنت الحكومة أكثر من مرة أنها منعت استيراد بعض الأصناف من الفواكه والخضراوات، وبالأخص فترة جني مثيلاتها في المزارع العراقية دعما لها ولعدم الإضرار في المنتج العراقي، معتقداً أن ذلك يعد قرارا جيدا.واضاف جاسم : أرى أن الدعم يكون من خلال تفعيل دور اللجان الفلاحية وتنسيقها مع وزارة الزراعة، فنحن أصحاب المزارع الكبيرة نتأثر كثيرا بوجود آفة زراعية ما تضرب أشجارنا، فهي تفتك بالزرع من جهة وتؤدي إلى خسائر كبيرة وفقدان العشرات من العوائل لمصادر رزقها، واغلبهم من الفلاحين الذين لا يملكون عملا سوى الزراعة في أراضينا. وتابع جاسم: نحن ننتظر من الحكومة دعما يبدأ من توفير مبيدات زراعية وأسمدة بأسعار مدعومة، وينتهي بإيقاف الاستيراد الذي اثر بشكل كبير على تصريف محاصيلنا الزراعية، وفي مجمل الأمر، لو تحسن الإنتاج الزراعي العراقي، فأن هناك تقدما ملحوظا سيشهده قطاع الزراعة وسينعكس على تحسن مدخولات المواطنين المادية، وتحسنا في البيئة والتقليل من الأراضي الجرداء التي بدأت تزحف نحو المدن، نتيجة انحسار الأراضي الخضر المزروعة.
مـتخـصصـون يدعون إلى حماية "البيوت المحمية"من منافسة المحاصيل الزراعية المس

نشر في: 2 يناير, 2011: 05:20 م