TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > 2010 موسيقيا: ألحان من كل نوع كأن العالم ينام ويصحو على الانغام

2010 موسيقيا: ألحان من كل نوع كأن العالم ينام ويصحو على الانغام

نشر في: 3 يناير, 2011: 04:52 م

علي عبد الأمير عجامتبدو أي مراجعة لاحداث الموسيقى والغناء في العام 2010 صعبة لانها تعني متابعة فنون صارت مرادفة لنبض البشر اينما كانوا لاسيما مع ثورة الاتصالات وامكانية الوصول الى اكبر التظاهرات الموسيقية واروع الالحان بكبسة واحدة على الكومبيوتر، أو باعادة توجيه مفتاح تغيير القنوات التلفزيونية ومنها عشرات باتت متخصصة بالاغنيات والموسيقى ومن كل نوع.
انطلاقا من هذا كيف يمكن رسم ملامح حصيلة العام 2010 غنائيا وموسيقيا؟ ويبدو ان افضل طريقة للاجابة على هذا السؤال هو ان نخوض في واقعنا الموسيقي العربي وابرز ما سجله في العام، ففي وفرة الاصوات والالحان يمكن تسجيل عدد من المهرجانات الغنائية والثقافية التي اعتنت بالموسيقى وخصصت لها حيزا كبيرا، مثلما يمكن تسجيل حضور جميل لاغنيات والحان رغم طغيان الكثير من الاغنيات السطحية والعابرة صوتا والحانا وكلاما وحتى صورة، طالما ان الفيديو كليب بات اليوم واحدا من عناصر الاغنية وتذوقها.وفي حين تتعدد المهرجانات الموسيقية في اكثر من عاصمة عربية الا ان لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية الذي تستضيفه مصر كل عام ومنذ 1991 ، ملمحا خاصا وبارزا وفيه يصبح المهرجان احدى الدعائم الكبرى للموسيقى العربية الاصيلة، مع نهجه القائم على الانفتاح على الجديد الرصين في الغناء العربي، وتكفي مراجعة اولية لنجومه العام 2010 (كان للعراق حضوره المؤثر وعرضنا لذلك في مقالة مطولة عبر المدى) لتأكيد هذه المعادلة الصعبة التي حرصت الاستاذة الحفني على الالتزام بها: الدفاع عن الرصانة مع الانفتاح على الجديد الجميل والرقيق في الغناء والموسيقى مصريا وعربيا.للعراق مهرجاناته الثقافية  وللموسيقى فيها حصة بارزة على الرغم من محاولات المنع والتحريم المتصاعدة، كذلك للاردن مهرجانه الموسيقي وان كان بتعدد اكثر في لبنان، والامر ذاته، اي تعدد المهرجانات الموسيقية، نجده في تونس والمغرب وفي دولة الامارات  حيث مهرجان أبوظبي 2010 واحتفالية الذكرى المئوية الثانية لولادة المؤلف الموسيقي الشهير شوبان، والحدث ذاته وجد حفاوة ايضا في الاردن بتوقيع من اوركسترا عمان السيمفوني التي يقودها العراقي محمد عثمان صديق.ومثلما تنشط المهرجانات الموسيقية في العواصم العربية، تتعدد الاشكال النغمية فمن الغناء العربي الكلاسيكي  الى العناية بالتجارب الحديثة كـ"الجاز الشرقي" و"الفيوزن" الذي يمزج الانغام الموروثة بالالحان والايقاعات الحديثة، فضلا عن ان اغلب العواصم العربية اصبحت لها امسياتها من الموسيقى الكلاسيكية الغربية عبر فنانين عرب او اجانب يقصدون تلك العواصم لمزيد من الاتصال الثقافي والفني، بل ان دار الاوبرا المصرية تنظم مهرجانا خاصا بمؤلفات عربية وفق اساليب الموسيقى الاوروبية الكلاسيكية.وكانت اسطوانة المطربة الكبيرة فيروز "ايه في امل" واحدة من العلامات المثيرة في الغناء العربي للعام 2010 لجهة قدرة صاحبة أغنية "نحنا والقمر جيران" على ان تغني وتحث على الامل والحب حتى وهي في عقدها السابع، على الرغم مما اثارته الاسطوانة من ملاحظات تتعلق بالالحان التي صاغها زياد الرحباني وبالتعب الذي امكن ملاحظته على صوت المطربة الكبيرة.وعلى سيرة الاصوات الجميلة واغنياتها هناك لمسة حب رقيقة في اغنية وائل جسار الجديدة "مليون احبك"، مثلما هناك لمسة حب انثوية لطيفة تقدمها انغام التي نالت تكريم مهرجان الموسيقى العربية هذا العام، كذلك نجد اللمسة ذاتها عند صوت نانسي عجرم في اغنيتها " في حاجات"، بينما كانت اغنيات شيرين عبد الوهاب في اسطوانتها العام 2010 بمعظمها موفقة وتؤكد حضور الصوت المصري الاسمر بحلاوته وتميزه، كذلك نجد الصوت المغربي جنات وهي تستمر في ادائها وحضورها اللطيفين.ويواصل الصوت العاطفي فضل شاكر مشواره الرقيق فيترك بصمة على جديد الغناء في 2010 عبر اسطوانته "انا اشتقتلك" التي تضمنت اغنية بالعنوان ذاته من النادر العثور عليها في مشهدنا الغنائي العربي المعاصر، فيما تواصل اصوات رجالية مصرية وعربية شابة تقديم بعض الغناء الخفيف ولكن دونما اسفاف وهو ما يوفر لها قبولا طيبا، غير انها ليست بالتأثير ذاته الذي تاتي عليه اصوات مدعومة من فضائيات شركات الانتاج الغنائي التي تروج لبضاعتها وهي على الاغلب ليست معنية بالعناصر الفنية وبالاصول الموسيقية الراقية.الجميل والرقيق من النغم لم يكن يأتي عبر الغناء وحسب، بل عبر الموسيقى الالية التي صارت لها الكثير من الفرق عربيا والتي راحت تجرب تقديم اعمالها الى جمهور لم يتذوق هذا الشكل من اللحن العربي كثيرا، فهو جمهور اعتاد الغناء كشكل وحيد أذن للموسيقى، لكن محاولات كالتي نجدها مثلا في مهرجان الموسيقى العربية بدار الاوبرا المصرية في تنظيم حفلات لفرق من مصر ودول عربية تقدم موسيقى الية وتجذب معها مزيدا من الجمهور. من هنا لم يكن النتاج الموسيقي والغنائي العربي بمجمله سيئا مثلما لم يكن جيدا ورصينا لكن علامات الجودة فيه تتقدم وتخط طريقها وإن كان ذلك بصعوبة.عالميا لا تبدو الصورة مختلفة كثيرا عن راهن الموسيقى والغناء عربيا، لكن الصناعة الفنية هناك من الضخامة والاتساع ما يمكنها من ان تخلط كل التظاهرات الانسانية بالموس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram