 أربيل /آكانيوزعبّر عدد من الكتّاب والصحفيين والفنانين في منطقة سوران شمالي اربيل عن احتجاجهم على تدخل الاحزاب والجماعات الاسلامية بشؤون الثقافة والفن في اقليم كردستان، و اصدروا بياناً احتجاجياً  يشجبون فيه تقييد الحريات الثقافية.وجاء في البيان الاحتجاجي الذى حصلت وكالة كردستان للانباء على نسخة منه انه "يقوم بعض الافراد والمؤسسات في اقليم كردستان منذ مدة وتحت قناع الاسلام، بتقييد الحرية والحركة الديمقراطية، ويسعون الى التدخل بتفاصيل الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في الاقليم،
 ونحن بدورنا نعتقد بأن رئاسة الاقليم والبرلمان والحكومة لو لم تقم بوضع حدود لخطاباتهم فان تلك الشخصيات والمؤسسات ستحاول تكرار تجربة الاخوان المسلمين في مصر، والجبهة الاسلامية في الجزائر هنا في كردستان". واشار البيان الى ان "السلطة اذا قررت انتهاج الديمقراطية في البلاد فلا ينبغي لها ان تشعر بالحرج في ان تضع رجال الدين والجوامع في أطرها المحددة، ولا يجب ان تسمح بذريعة ان غالبية سكان اقليم كردستان من المسلمين بنشر الخطب من على منابر الجوامع التي تستخف بالانسان والمؤمنين والمسلمين من الكتاّب والمثقفين والفنانين، وتطلق عليهم توصيفات بالتكفير والالحاد".وتطرق البيان الى معاداة استخدام كلمة (الجنس) من قبل بعض الاشخاص والجهات، واصفاً اياها بأنها محاولة لتشتيت افكار المواطنين واعماء بصيرتهم من اجل غايات تتعلق ببسط نفوذهم، والاستخفاف المباشر ومن دون تستر بوزارة الثقافة والحكومة".واضاف اننا "متفقون جميعا على ان الدين واحدة من مقدسات المواطنين، وان غالبية الكرد من المسلمين، كما اننا متفقون على ضرورة احترام القدسية الدينية للمواطنين، الا ان ذلك لا يمنح الحق بتحديد تفاصيل حياة المواطنين واسلوب معيشتهم وتفكيرهم، فواجب رجال الدين والمؤسسات الدينية لا يتضمن تحديد اهل الجنة او اهل النار، او ان يحاكمو العقل والأفكار الإنسانية بدلاً من رب العالمين". ووجه البيان انتقادات الى تدخل رجال الدين والمؤسسات بمسألة اغلاق الصحف واجبار الصحفيين على تقديم اعتذاراتهم بسبب نشر قصائد شعرية او قصص فيها شيء من التحرر، واصفاً المسألة بأنها مخاطر ناجمة عن عدم علم حكومة اقليم كردستان بالامر، منتقداً كون الحكومة خصصت مناصب مهمة بهدف ارضاء القوى الاسلامية منها وزارة الاوقاف والشؤون الدينية التي منحتها لتلك القوى، مبيناً ان "تلك المناصب منحت لعقليات معادية للديمقراطية". بحسب البيان.وانتقد البيان كذلك العقوبات التي فرضت مؤخراً بحق فرهاد بيربال، المثقف والتدريسي الجامعي، من قبل المحكمة التي حكمت بالسجن لمدة ستة اشهر مع ايقاف التنفيذ، فضلاً عن ابعاده عن ممارسة مهنته الصحفية لمدة ثلاثة اعوام بسبب نشره قصيدة شعرية في مجلة (ويران).واختتم البيان الذي حمل تواقيع 49 صحفياً وكاتباً وفناناً في منطقة سوران، قوله اننا "نعتقد بأن الممارسات التي يقوم بها رجال الدين والمؤسسات الدينية والاحزاب الاسلامية قبل ان تهدد المثقفين والفنانين، فهي بالدرجة الاولى تشكل تهديداً لحكومة الاقليم نفسها للشعارات والهتافتات اليومية التي تسمعها للمواطنين".يشار الى انه بعد صدور الحكم بحق فرهاد بيربال، شهد اقليم كردستان موجة من الاحتجاج، وتم اصدار عدد من بيانات الاستنكار للمطالبة باعادة النظر في العقوبة الصادرة بحقه .