النجف/ المدى والوكالاتسوى ان الزيارة مفاجئة، وان زعيم التيار الصدري قرر البقاء في محافظة النجف، لم يأت السيد مقتدى الصدر في خطابه بحي الحنانة امس السبت بتغيرات ترتقي الى توقعات المراقبين، وجاء موائما لخطبه السابقة قبل مغادرة العراق.وقال الصدر امام جموع كبيرة احتشدت قرب منزله في حي الحنانة في النجف في ظل اجراءات امنية مشددة اتخذتها الشرطة وافراد حمايته"لا نقتل عراقيا لا تمتد ايدينا لعراقي بل نستهدف المحتل فقط بكل انواع المقاومة". واضاف ان"العراق مر بظروف صعبة ابكت الجميع ولم يرض بها الا عدونا المشترك".
وكان الصدر في آب 2008، قد امر بحل جيش المهدي، الذي كان قد تأسس في 2003 تضم عشرات الآلاف من الاشخاص.وقد وصل الصدر الاربعاء الماضي الى النجف برفقة عدد من كبار مساعديه بينهم مصطفى اليعقوبي ومحمد الساعدي وحيدر الجابري.واكد مصدر في التيار الصدري ان"الصدر ليس في زيارة انما سيبقى في النجف".من جهة اخرى، قال الصدر"اذا حدث ما حدث بين الاخوة من صراع فلننس الصفحة ونقلبها للابد"في اشارة الى خلافه السابق مع رئيس الحكومة نوري المالكي.واضاف"نحن شعب واحد لا نرضى بما يقوم به البعض من اغتيالات"في اشارة الى اغتيال عدد كبير من الضباط في بغداد. من جهة اخرى، قال الصدر"لا بد للحكومة ان تسعى الى خروج المحتل باي طريقة تجدها مناسبة، بعد توفيرها الخدمات للشعب".واضاف"نناشدها كفى للعراق احتلالا ولا بد من خروج المحتل سمعنا عهدا منها انها ستخرج المحتل وننتظر ان تفي بوعودها".وتابع الصدر"يوجد امر اخر لا بد من قوله رغم انني لا اتدخل بالسياسة. تشكلت الحكومة فاذا كانت في خدمة امن الشعب وسلامته وتوفير الخدمات له فنحن معها لا عليها واذا لم تخدم الشعب فهناك طريق لا بد من اتباعها سياسيا".وللتيار الصدري 39 نائبا في البرلمان المكون من 325 مقعدا.كما نال حقائب وزارية هي الاسكان والعمل والموارد المائية فضلا عن وزارة الدولة للسياحة والاثار ووزارتين من دون حقيبة في الحكومة التي تشكلت اواخر الشهر الماضي. واثارت العودة المفاجئة للصدر الى العراق تباينات حادة في وجهات نظر المواطنين بين مؤيدين يعتبرونها ترسيخا للاستقرار، واخرين يخشون تصاعد اعمال العنف.وقال ابو زهراء لوكالة فرانس بريس"ستكون عودته بداية جيدة للاستقرار والأمن لأن بامكانه السيطرة على اتباعه، كما ان كلمته تحظى باحترامهم".من جهتها، قالت ام صلاح الخمسينية التي تبيع الخضار والفاكهة في الكرادة ايضا"اعتقد ان عودته ستكون مؤشرا الى مزيد من الامن كما ان الاوضاع ستشهد تحسنا لان الناس يحترمونه ويقدرون حضوره".ويوافق ابو احمد البائع الجوال على اقوال المرأة لان"عودة السيد ايجابية ستساعد في تحسن الامن والاستقرار لان الصدريين سيتفقون مع الحكومة على امور عدة".كما قال عمرو زايد احد سكان مدينة الصدر:"انصار التيار الصدري لن يتجرأوا على المشاركة بأية اعمال عنف". وفي المقابل، ابدى اخرون وجهات نظر مختلفة معبرين عن تخوفهم ازاء احتمال اندلاع العنف مرة اخرى. بدوره، ابدى زياد رعد، وهو طالب في العشرين من العمر، تخوفا من اندلاع اعمال العنف مجددا.وقال"اعتقد ان الاوضاع الامنية ستتدهور مع احتمال عودة جيش المهدي الى الواجهة مزودا بالاسلحة".من جهته، قال سوران علي وهو كردي يسكن بغداد ان"للصدر مشاكل مع رجال دين شيعة قد تسفر عن توترات خصوصا في النجف".لكن علي احمد اعتبر ان لعودة الصدر"اثرا ايجابيا لانه رجل دين ونحن بحاجة الى رجال دين، الا انها ستترك أثرا سلبيا على العملية السياسية لانه ليس بسياسي".يشار الى انه في شتاء عام 2008، قد أعلن الصدر تشكيل لواء لمقاتلة الاميركيين في العراق في حال بقائهم في العراق. وقال بيان صدر في 14 تشرين الثاني من العام نفسه ان الصدر اعلن تشكيل كتائب مقاومة من أنصار التيار باسم لواء اليوم الموعود. وقال البيان"في حال بقائها (القوات الاميركية) فاني أشد بيدي على أيدي المقاومين وبالخصوص الكتائب المنضوية تحت (لواء اليوم الموعود)"، حسبما نقل البيان.وفي هذا الشأن يقول الكاتب احمد الابيض ان الصدريين غير مطمئنين لتطبيق الاتفاقية الامنية الموقعة بين بغداد وواشنطن، ويرى ان لواء اليوم الموعود لديه ستراتيجية ترتبط بتطور الاوضاع على الارض، ليبقى الصدريون جزءا من احتياطه قيد الانتظار لحين معرفة ان كان الامريكيون سينسحبون ام لا، وتابع بالقول:"انهم يشكون بالنية الامريكية، لذلك ينتظرون ما سيحدث ويجهزون انفسهم لأي تحول".المحللون السياسيون يعتقدون ان الصدر"قلق"من نشاطات المنشقين عنه وخاصة مجموعة عصائب الحق. ويرجحون انه يسعى الى الضغط على العصائب وزعيمهم الشيخ قيس الخزعلي الموجود في ايران حاليا للكف عن اثارة المتاعب واقناعهم بالاقلاع عن عملياتهم المسلحة والانخراط بدلا من ذلك في العمل السياسي.في مقابل ذلك، يرى فريق من المحللين ان تغيرا جوهريا طرأ على اداء الصدريين، ويستندون في ذلك الى مقارنتهم بالصورة القديمة للتيار في السنوات الاولى لما بعد 2003، وغالبا ما يقول هؤلاء ان الصدريين اندفعوا حينها، بسبب ضغط اعمال العنف الطائفية، بعاطفية كبيرة وارتكبوا أخطاء، تحولوا إلى ظاهرة قلقة، كانوا يريدون إعلان وجودهم لكنهم لم يكونوا قادرين على فعل ذلك إلا عبر الانفجار العاطف
الصدر: طوينا صفحة الخلاف إلى الأبد.. لكننا سنتدخل إذا فشلت الحكومة
نشر في: 8 يناير, 2011: 06:22 م