اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > مشاكل عربية ومدن غاضبة

مشاكل عربية ومدن غاضبة

نشر في: 9 يناير, 2011: 05:28 م

علي نافع حموديهل فشلت الحكومات العربية في تأمين قوت شعوبها ؟ فبعد احتجاجات سيدي بوزيد التونسية ، ها هي الجزائر  تخرج محتجة على شكل موجات حطمت وكسرت ما وجدته أمامها ، وفي السودان تمت زيادة أسعار المحروقات ، وتقارير منظمة الفاو للأغذية تشير إلى ارتفاع أسعار الغذاء عالميا.
تبدو المسألة من وجهة نظر الدول العربية سهلة جدا ويمكن قمع أية تظاهرة تخرج إلى الشارع بالنار والحديد ، ولكن لماذا لم تبحث دول عدة مثل تونس والجزائر وغيرهما من الدول العربية حلولا اقتصادية للمشاكل التي تعصف بها وتهدد كيانها كنظم حكم ، وسط تنامي موجات الديمقراطية في العالم خاصة وإن هذه الدول متجاورة وعدوى التظاهرات تنتقل بسرعة انتقال الضوء والصوت .ومشكلة الغذاء يعانيها المواطن العربي في مشرقه ومغربه ، كمشكلة البطالة ذاتها التي أجبرت الكثير للبحث عن هجرة حتى وإن كانت غير شرعية لأوروبا وأستراليا ، ونجد هذا يحدث بكثافة في دول شمال أفريقيا .إذن نحن أمام أزمات عربية كثيرة ، أزمات اقتصادية تكون تداعيتها سياسية واجتماعية ، وتأخذ أبعاداً أكبر مما يتصور البعض خاصة وإن العالم أصبح عبارة عن شاشة صغيرة أو مفتاح من لوحة مفاتيح الحاسوب ، وما يحدث في سيدي بوزيد نراه مباشرة على موقع الفيسبوك مصورا بكامرة موبايل وغير ذلك .وتوقفت كثيرا أمام أحداث الجزائر ، هذا البلد الغني بالنفط والغاز وهل فعلا إنه غير قادر على تأمين الغذاء المدعوم للشعب ، أم أنه الفساد المستشري في مؤسسات الدولة ؟ بالتأكيد إنه الفساد حين يشكل مع الاستبداد ثنائية تكون نتائجه كارثية على الشعب وبشكل يصعب تحمله. وهذا ما يجعلنا نتساءل ألا تعي الحكومات مهما كان شكلها إنها تحفر قبرها بيديها حين تؤلّب الشعب ضدها ؟ بالتأكيد البعض لا يعي هذا ولا يدركه ولا يمكن أن يتصور بأن الشعب لن ينتفض وسيظل ساكتا حتى تأتي أمريكا بعد حين وتخلصه !! هذا المنطق سمعته من جزائري على شاشة إحدى الفضائيات يقول ..متى تأتي أمريكا وتخلصنا ؟ وسمعته من مصرية قبل أيام وهي تقول رداً على استهداف كنيسة القديسين في الإسكندرية  حين قالت أمريكا ستأخذ حقنا ! والله أعلم ماذا ستحمل الأيام القادمة من تظاهرات في هذا البلد العربي أو ذاك. وهنا علينا أن نتوقف أمام حالة جديدة في العالم العربي هي الاستنجاد بأمريكا لتخليص الشعوب من الجوع والفقر والبطالة، وبعبارة أدق لتخليصهم من الاستبداد والظلم . هذا منطق جديد ربما لم تألفه المنظومة الفكرية العربية من قبل ، إلا إذا اعتبرنا استعانة الشريف حسين شريف مكة بالانكليز للتخلص من العثمانيين حالة مشابهة لما وصلت إليه اليوم الشعوب العربية ، هل هنالك خلل في الشعوب أم في الأنظمة السياسية الحاكمة ؟ ليس بالضرورة أن نجيب على هذا السؤال الذي تكون إجابته الدخول في متاهات كثيرة لها أول وليس لها آخر، ولكن سنوجز ونقول بأن الشعوب تصنع أصنامها بأيديها ، فكل رؤساء العالم على دين شعوبهم ، أما في عالمنا العربي فكل الشعوب على دين زعمائها ، تفرح الشعوب إذا فرح الزعيم وتلبس الأسود إذا حزن الزعيم  وتقلع النساء الحلي من أيديهن وأعناقهن إذا مر الزعيم بأزمة مالية، وأتذكر هنا حالة لامرأة من بلد عربي ومن شاشة الفضائية الرسمية لذلك البلد التي نقلت الحادثة ، جلست هذه المرأة أمام رئيس الجمهورية وقالت له إن لم ترشح لولاية خامسة فلن أطبخ لعيالي !! والرجل لم يجد أمامه سوى الترشيح لولاية خامسة استجابة لنداء الأم هذه! ألسنا نحن من نصنع زعماءنا ونمجدهم ونمنحهم الألقاب ويمنحوننا الجوع والمرض والأمية والمقابر والحروب .ولكن متى نغادر هذا ؟ وهل يمكن أن نجد أنفسنا في يوم ما أمام حاكم لا ينام إلا بعد أن يتأكد من إننا تعشينا وتحلينا وشربنا الشاي وتغطينا. متى يأتي حاكم يجعلنا لا نستنجد بأمريكا لتنقذنا منه أو من أولاده أو أتباعه؟!ربما يقول البعض بأن الديمقراطية هي الحل, ولكن علينا أن نعرف جيداً بأن الديمقراطية ليست عصا سحرية بإمكانها تغيير الأحوال بين ليلة وضحاها ، بل هي سلوك وثقافة وإيمان وعدالة ومساواة وليست مجرد صناديق اقتراع. لذا نحن كعرب أمام أزمات كثيرة قادمة قد تكون بدايتها تونسية وجزائرية ولكن نهايتها ستكون في كل المدن العربية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram