بغداد/ سها الشيخليأفاد مسؤول امني رفيع ان لجانا امنية تشكلت لمراقبة شبكات المتسولين واحتمال انخراطهم في رزع العبوات اللاصقة. وكانت تقارير اعلامية قد اشارت الى ان الجماعات الارهابية تستغل الاطفال المتسولين في عمليات الاغتيال عبر استخدام العبوات الناسفة. وتأتي هذه المعلومات في وقت تفيد فيه احصاءات غير رسمية انتشار خمسة ملايين طفل مشرد في العاصمة بغداد لوحدها.
واستغلت الشبكات الإرهابية حاجة أطفال الشوارع من المشردين والمتسولين إلى المال وقامت بتجنيد بعضهم لزرع العبوات الناسفة في السيارات المارة في الساحات المرورية وعند الإشارات الضوئية لكونهم متواجدين أكثر ساعات النهار في تلك الأماكن وكان الثمن ينحسر في ازهاق الأرواح البريئة ولا يتعدى بضعة دولارات.وقال مسؤول رفيع في وزارة الدولة لشؤون الأمن الوطني للمدى امس الاحد ان هذه الظاهرة تدل على خسة الشبكات الإرهابية وهي تستهدف المواطنين الأبرياء دون تمييز مستغلين الأطفال الذين لا يمتلكون الوعي نحن كوزارة معنية إلى جانب الأجهزة الأمنية الأخرى تابعنا هذه الظاهرة المؤسفة وعلى أثر ذلك قمنا بتشكيل لجان بأمر ديواني لمتابعة هذه الظاهرة الخطرة.واوضح المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان الوزارة أبلغت الدوائر والأجهزة الأمنية بخطورة الظاهرة، وطالبت بالتأكيد على المحور الثقافي وأهميته، مشيرا الى ان الوزارة اصدرت مطبوعات تساهم في زيادة الوعي لدى المواطنين وتذكير الأطفال والمشردين بخطورة ما يقومون به من أعمال تستهدف حياة المواطنين الأبرياء، وتابع قائلا:"أصدرنا على الموقع الالكتروني تعليمات وإرشادات للمواطنين للتبليغ عن مثل تلك الممارسات البعيدة عن حس ووعي المواطن، كما أكدنا على ان المواطنة الحقة هي في الحفاظ على أرواح أبناء الشعب".ودعت وزارة الامن الوطني المؤسسات السائدة مثل وزارة التربية والجهات الإعلامية كافة إلى التعاون للقضاء على هذه الظاهرة والحد من نتائجها المؤسفة.وعن أعداد المشردين والمتسولين أكد المصدر عدم توفر إحصائية دقيقة بعددهم في الوقت الحاضر.بينما أكد وكيل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية دارا حسن رشيد أن الوزارة تعمل جاهدة للحد من هذه الظاهرة كما لديها أعمال مشتركة وتعاون كبير مع وزارة الدولة لشؤون الأمن الوطني ووزارة الداخلية، ويشير الأستاذ رشيد إلى أن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تعد الدراسات والحلقات الثقافية بصدد عدم استغلال الأطفال المشردين والمتسولين في الأعمال الإرهابية وعدم تجنيدهم في أعمال تخل بالأمن الوطني وقد شاركنا قبل فترة قصيرة في حلقة دراسية في اسطنبول للحد من ظاهرتي البطالة والتسول والتشرد التي تدفع الأطفال ليكونوا أداة طيعة بيد الشبكات الإرهابية. من جانبه أكد مدير عام البحوث والدراسات في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية كاظم شمخي أن الوزارة تعمل على شمول العوائل الفقيرة بمنحة ورواتب شبكة الحماية الاجتماعية في خطوة منها للحد من ظاهرة الفقر والعوز والتي تقف وراء انخراط الأطفال في الأعمال الإرهابية واستغلال الشبكات الإرهابية لحاجة هؤلاء الفقراء إلى المال ونخص بالذكر العوائل الفقيرة المتحركة وهي تلك العوائل التي لا مأوى لها والتي تقوم بجمع القمامة من مكبات النفايات، وعن عدد تلك العوائل أو أعداد الأطفال المتسولين والمشردين أشار الأستاذ شمخي بعدم وجود مسوحات خاصة بهم دقيقة ومضبوطة ذلك لأن الأعداد في زيادة دائماً.على صعيد متصل، اكد مسؤول في وزارة الدفاع ان غالبية الاطفال المشردين يتعرضون إلى الاستغلال على أيدي الجماعات المسلحة وخصوصاً أنهم يستخدمون في تنفيذ أعمال العنف في البلاد.وقال مدير العمليات العسكرية في الوزارة اللواء عبد العزيز محمد جاسم في تصريحات صحفية إن عدد الأطفال الذين نفذوا عمليات انتحارية خلال السنتين الماضيتين وصل إلى 24 طفلاً بينهم خمسة متخلفين عقلياً وسبعة أطفال أظهرت أشلاؤهم أنهم مشردون.ووفقاً للاحصاءات الرسمية للجنة المرأة والأسرة والطفل في البرلمان، فإن نسبة ضحايا التفجيرات والعنف في العراق من الأطفال بلغت 20 في المئة، فيما بلغت نسبة المتضررين بسبب التهجير 35 في المئة. ويؤكد التقرير الذي أعدته منظمة (انقذوا اطفال العراق) أن واحداً بين كل ثمانية أطفال في العراق يتعرض للتشرد.وتشير منظمة (أصوات الطفولة) وهي من المنظمات التي تهتم بشؤون الأطفال في العراق الى أن هناك أعداداً كبيرة من الأطفال والصبية المشردين في الشوارع، يمتهن بعضهم جمع العلب المعدنية وقناني المشروبات الغازية الفارغة من مكبات النفايات.