دريد ثامر لا يوجد بلد من بلدان العالم توجد فيه هذه الكميات من الاسلاك الكهربائية التي تمتد لالاف الكليومترات وكأنها شبكة من شبكات العنكبوب قد وضعها صياد لاصطياد بعض الطرائد، ومن يرصد هذه الاسلاك سوف يصاب بالذهول من جراء هذه التراكمات والاشتباكات الكثيرة الحاصلة فيها ، فمعظم تلك الاسلاك افرزتها ظروف الانقطاعات الحاصلة في الطاقة الكهربائية ولجوء المواطن الى المولدات الاهلية، وكذلك التجاوزات على الشبكة الكهربائية محاولة منه للحصول على الكهرباء باي ثمن،
عندما يفتقدها في منطقته ويراها في المناطق المجاورة مما حدا به على مد تلك الاسلاك الى المناطق الاخرى، او حتى البعيدة عنهم بعد ان يصرف مبالغ طائلة على شراء ومد هذه الاسلاك للحصول على هذه الطاقة العجيبة.. وهي محاولات يائسة لم تحل منذ عقود مضت ، وقد فرضت هذه الظاهرة نفسها نتيجة لغياب الكهرباء المستمر صيفاً وشتاءً وعدم وجود بدائل وحلول ناجعة لتلك المشكلة الازلية حين ترى ان معظم هذه الاسلاك مضى على وضعها سنوات عديدة وقد يكون بعضها متروك ولا يعرف احد من صاحبها، ولو كانت الكهرباء موجودة لما دعت الحاجة الى مدها بهذه الطريقة العشوائية، حيث يلاحظ في كل عام ونتيجة للرياح وامطار الشتاء وعبث العابثين تتعرض تلك الاسلاك الى الانقطاعات، فيحاول المواطنون اعادتها الى العمل وقد يعجز من يتبع مسارها في ايجاد مكان العطب فيقوم مضطراً الى اضافة اسلاك جديدة.. وفي كلتا الحالتين قد يستغرق اياماً عدة الامر الذي اثار انتباه بعض الشباب العاطلين عن العمل وجذبهم في امتهانه كونه عملاً متعباً جداً، ويحتاج الى طول البال ولا يمكن لشخص ان ينجزه فهو يحتاج الى شخصين على الاقل وبرفقتهم سلم متحرك حيث يقومان بتتبع الاسلاك في كل متر منها وتفحصها خطوة بعد اخرى ولكن الصعوبة تكمن في عملية فك هذا الاشتباك بين الاسلاك التي قد تعرض صاحبها الى الهلاك في حالة اصابته بصعقة كهربائية مفاجئة نتيجة لوجود المئات منها ويجب تتبع كل سلك لمعرفة اين القطع فيه حتى تصل الى مئات الامتار لتستمر معاناة المواطن العراقي يومياً دون ان يجد لها نهاية وقد تستغرق هذه المعاناة الى نهاية العمر ليورثها إلى أطفاله لتكملة المسيرة ... مسيرة متابعة الاسلاك المقطوعة وفك الاشتباك الحاصل بينها لمعرفة سلكه العجيب الذي سيساهم في ايصال الكهرباء الى منازلهم.
اشتباكات الأسلاك الكهربائية
نشر في: 10 يناير, 2011: 05:05 م