بابل / إقبال محمد كشف عضو مجلس النواب العراقي الدكتور علي الشلاه عن تقديم مقترح لمجلس النواب لغرض تطوير مدينة بابل الأثرية حضارياً واقتصادياً وحصل على تواقيع (144) نائباً يباركون هذه الخطوة المهمة من اجل إعادة الحياة لمدينة بابل والتي أصابها الإهمال والتدمير في زمن النظام الدكتاتوري السابق.
وأشار الشلاه في حديث للمدى أمس إلى أن مدينة بابل أقدم المدن على وجه المعمورة ولايخلو كتاب مقدس و كتاب في التاريخ والحضارة والشرائع من اسم هذه المدينة التي تمثل حلماً لكل بني البشر، ولكن أين بابل هذه التي رسمت أول حروف الإنسانية وكتبت أول شرائعها وسار على شارع الموكب فيها حلم الإنسانية في الخلود، أينها من بابل اليوم التي شوه الدكتاتور جسدها مثلما شوه الإهمال وقلة المعرفة ما بقي من سيماء الحضارة ومعلم الانجاز العراقي فيها؟ حتى غدت بابل خربة تقبع تحت جناحي قصر بناه طاغية ليمحو ذاكرة الأرض فلا ترى شواهد الإبداع الحضاري ولا تقرأ قوانين حمورابي التي تحرت العدالة والسلام والحب في أزمنة الهمجية،إننا كعراقيين اليوم بحاجة إلى أن نثبت للعالم أننا على مستوى أن نكون من ورثة بابل وذلك لايأتي من تحويلها إلى معلم سياحي فقط بل من إيماننا ابتداء بان بابل رمز حضارة بلاد النهرين ورديف لاسم العراق وعاصمة لحضارته . وبين الشلاه أن مقترح المشروع الذي قدمته لمجلس النواب ووقع عليه 144 نائبا لتطوير بابل حضارياً واقتصادياً يتضمن أولا الجانب الحضاري وهو أن يتم تحويل مدينة بابل الأثرية إلى مديرية عامة مستقلة وبميزانية مركزية مناسبة تتضمن طاقماً اثريا من خيرة الآثاريين العراقيين مدعمين بخبرات عالمية في التنقيب والترميم الأثري يعملون بشكل دائم وفق خطة مدروسة على ترميم بابل وإزالة الخراب الذي ألحقه الدكتاتور والإهمال فيها . وإنشاء معهد للدراسات البابلية والسومرية على مقربة منها يستقبل الطلبة العراقيين والأجانب الذين يهتمون بحضارتها وبما يضمن إيجاد أجيال من الآثاريين الذين يسهرون مستقبلاً على ديمومة هذا الإرث الإنساني الخالد، وإنشاء مركز أبحاث وإعلام مختص بمدينة بابل الأثرية وإعادة إصدار الكتب التي تناولتها بكل اللغات العالمية الحية مع إصدار دليل آثاري سياحي ملون بخمس لغات عنها يجدد كل عامين ليكون رسالة بابل ورسالة العراق إلى العالم، وإنشاء موقع الكتروني فخم يليق ببابل وبلغات متعددة ليكون نافذة يطل عليها ووسيلة للتواصل مع عشاقها أينما كانوا. وتابع : كذلك اختيار إحدى الشخصيات الثقافية العراقية ليكون عمدة لمدينة بابل الأثرية يحضر رمزياً في كل الاحتفالات والفعاليات العراقية وبما يعكس اعتزاز العراق الجديد بحضارته وكذلك ليرى العالم مقدار احتفائنا بأولى المدن وسيدة الحضارات، كما يكون وسيلة لتكريم كبار مبدعي العراق باختيارهم دورياً لينالوا هذا الشرف الكبير، وكذلك إنشاء محترف تشكيلي يقوم بإنتاج نماذج من الحضارة البابلية كمسلة حمورابي وأسد بابل وباب عشتار على شكل منحوتات صغيرة وبكميات تجارية تسوق عالمياً كما هو حاصل مع تمثال أبي الهول الفرعوني مثلاً بحيث يشكل وسيلة إعلامية للتعريف ببابل كما يشكل مورداً اقتصادياً لها وفرص عمل عديدة لفنانين تشكيليين، كما يشمل أيضا طباعة معالم المدينة على ورق مقوى بحيث تجمع فتشكل الجنائن المعلقة أو شارع الموكب كما يفعل متحف برلين اليوم مع بابل عشتار إضافة إلى طبع بطاقات بابل السياحية التي تأخذ من معالمها صوراً تباع وتهدى . أما بشأن الجانب الاقتصادي فقد أكد الشلاه أن مقترح المشروع يتضمن إنشاء مرافق سياحية من فنادق ومطاعم وبدرجات متعددة وأسواق تجارية وثقافية على مقربة من المدينة الأثرية وبما لا يشكل اعتداء على المطمور منها، وإنشاء خطوط مواصلات متعددة من بابل واليها، ووضع رسوم زيارة للمدينة بدرجتين الأولى رمزية للعراقيين والثانية سياحية لا تقل عن رسوم زيارة مدينة البتراء الأردنية أو قصر الحمراء في الأندلس البالغة (20) دولارا على أن تعود هذه الرسوم إلى ميزانية محافظة بابل لاسيما المدينة الأثرية فيها، وتنظيم الجوانب السياحية المتعلقة بوضع المدينة على جدول زيارات كل الأفواج السياحية (غير الدينية ) الراغبة بزيارة العراق إضافة إلى خطة إعلانية تتبناها وسائل الإعلام العراقية لاسيما الممولة من قبل الدولة وتحرير المدينة الأثرية من كونها منتجعاً سياحياً وإلغاء كونها دار ضيافة للمسؤولين الحكوميين المحليين وغيرهم مع الاستفادة من قصر الطاغية المطل عليها بتحويله إلى متحف وبمقاييس عالمية لمقتنيات المدينة الأثرية، وتوظيف عدد كاف من الآثاريين والأدلاء السياحيين العاملين في المدينة الأثرية وبشكل تدريجي يتناسب مع مراحل تنفيذ مشاريع ترميم، وتطوير الإقبال السياحي وكذلك وضع محافظة بابل مستقبلاً ضمن المحافظات المشمولة بحصة رسوم الأفواج السياحية أسوة بالمحافظات المقدسة والمحافظات المنتجة للنفط لما سيشكله زوار مدينة بابل الأثرية من نسبة كبيرة ضمن السياحة الأثرية والثقافية العراقية لكون بابل مصدراً دائماً من مصادر السياحة العراقية المتفردة . وأضاف الشلاه أن موافقة مجلس النواب على إصدار قانون مدينة بابل الأثرية وبما يتضمن النقاط الواردة التي ذكرتها
مقترح لتطوير مدينة بابل الأثرية يوافق عليه (144 ) برلمانياً
نشر في: 11 يناير, 2011: 05:52 م