TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > عبدالله شهال البهادلي: سأبقى بمهنتي حتى آخر يوم في حياتي

عبدالله شهال البهادلي: سأبقى بمهنتي حتى آخر يوم في حياتي

نشر في: 10 أكتوبر, 2012: 07:45 م

 بغداد/ نورا خالد
تصوير/ محمود رؤوف
تجاوز عمره الخامسة والسبعين وما زال يزاول عمله الذي بدأه منذ عام 1944 حينما كان ابن الثامنة، عبدالله شهال البهادلي أقدم بائع صحف في بغداد، شربنا معه فنجان قهوة وهو يقلب كتاب ذكرياته ليقصها على المدى إذ قال:
بعد أن توفي والدي وبعدها شقيقي حملتني والدتي مسؤولية إعالة العائلة، فلم أجد عملا غير بيع الصحف وأنا ابن الثامنة، خرجت إلى الشوارع لأنادي بأعلى صوتي (اليقظة، الأهالي، الفجر الجديد، الدفاع ، المواطن، صوت الأحرار) في منطقة باب الشيخ، ومنذ ذلك الوقت انطلقت في رحلة بيع الصحف، وخلالها تعلّمت القراءة والكتابة من زبائني، الذين كانوا يعلمونني كتابة الحرف ولفظه، حتى أصبحت أجيد اللغة العربية بشكل صحيح لأتعيّن بعد ذلك في دار الجماهير العراقية.  والى الآن يقرأ عبدالله كما يقول جميع الصحف من أول صفحة حتى آخر صفحة.
وفي مشوار عبدالله البهادلي الطويل حكايات لا تنسى إذ يتذكر كيف أوصل تصريح محمد مهدي كبة إلى الرقابة العسكرية الذي يستنكر فيه  ادعاء الصحافة الحكومية بان حزب الاستقلال سيدخل الانتخابات وهو على العكس من ذلك فالحزب قاطع الانتخابات، وبعد أن اطلع عليه الرقيب العسكري شطب عليها بخط احمر وكتب "يمنع النشر" وبعد أن أوصلتها الى احمد فوزي عبد الجبار اتصل بالجريدة وقال: أطبعوا الجريدة فقد وافقت الرقابة العسكرية على النشر، وتابع البهادلي: في ذلك اليوم بعت من الجريدة مئتين نسخة وأنا انادي بصوت عال: "بيان خطير لمحمد مهدي كبة رئيس حزب الاستقلال ضد الحكومة"، وكان هذا مخالفة للحاكم العسكري العام باعتبارها خالفت الأمر العسكري، وبعد ان القي القبض على عمال المطبعة التي طبعت نسخ الجريدة الى مجلس العرف العسكري،  وبعد ان سمع محمد فوزي عبد الجبار بخبر إلقاء القبض سلم نفسه الى مجلس العرف فحكموا عليه بغرامة مقدارها ثلاثون دينار او السجن لمدة شهر فدفع الغرامة وخرج من الحجز.
ويرفض أولاد عبدالله البالغ عددهم تسعة، عمل والدهم الذي يستيقظ منذ الساعة الثالثة صباحا ليأخذ الصحف من البورصة ليبيعها ويعود إلى بيته في الساعة الحادية عشرة، ويعرضون عليه الأموال ليترك عمله لكنه يرفض تماما كل عروضهم.
ويشتكي عبدالله من بعض الصحف التي لا تسمح بإرجاع الصحف غير المباعة ويقول: هناك صحف بدون "مرتجع" وهذا لم يحدث منذ العهد الملكي أو الجمهوري لذلك نضطر إلى عدم شرائها وتوزيعها حتى لا نتحمل الخسارة.
وختم البهادلي حديثه معنا بالقول: بدأت بيع الصحف في سن مبكرة، وسأبقى بمهنتي حتى آخر يوم في حياتي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

لينا رشاد أحد أبرز وجوه المسرح في واسط: الفن يحتاج شجاعة وإيمان برسالة

خطوة جريئة: ممثلون موصليون شباب ينتجون فيلم أكشن

في معرضه الجديد فائق العبودي يستحضر الحضارات القديمة

بائع ورود متنقل يزين شوارع نينوى ببدلته الرسمية

أمتار تفصل مئذنة الحدباء عن الاكتمال.. الموصليون يحتفلون بتقدم البناء

مقالات ذات صلة

ورشة وحيدة تحيي صناعة الدف التقليدي في الموصل

ورشة وحيدة تحيي صناعة الدف التقليدي في الموصل

الموصل / سيف الدين العبيدي في قلب الموصل، وفي ورشة صغيرة لا تتجاوز مساحتها ثلاثة أمتار، يواصل عبدالحق السنجري إحياء فن صناعة الدف التقليدي، ليكون الوحيد في المدينة الذي يمتهن هذه الحرفة النادرة التي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram