بغداد/ المدىوصف السفير المصري في بغداد مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون بأنها الأبرز في العراق، ولها دور فاعل وكبير في الساحة الثقافية العراقية والعربية.جاء ذلك خلال زيارة السفير شريف شاهين لمقر المؤسسة في بغداد، التقى فيها الزملاء العاملين فيها،
معبرا لهم عن تثمينه للعمل الإنساني والثقافي المؤثر الذي يتصدون إليه.وقال شاهين إن المدى مؤسسة رصينة وكبيرة، ولها باع طويل وخبرة كبيرة على صعيد الإنتاج الإعلامي والثقافي، وخلال السنوات الطويلة الماضية حققت المدى بصمة واضحة يشار إليها بالبنان.وجرى خلال الزيارة تبادل الآراء والتفاهم حول التعاون بين مؤسسة المدى وعدد من المؤسسات الصحفية المصرية لإطلاق مشاريع ثقافية وإعلامية مختلفة، تنسجم مع الانفتاح العراقي على مصر، لما تكتسبه الأخيرة من أهمية سياسية وثقافية كبيرة.على صعيد متصل بالشأن السياسي، نفى السفير المصري في بغداد رغبة بلاده بعقد القمة العربية المقبلة في مكان غير بغداد مع بقاء رئاستها للعراق.وقال السفير شريف شاهين في مقابلة صحفية مع (المدى) أمس الثلاثاء: "مصر تدعم العراق في تضييف القمة المقبلة .. وأتوقع حضور الرئيس محمد حسني مبارك".وأكد شاهين أن القيادة السياسية المصرية كانت حاسمة وواضحة في مسألة دعم العراق في الحق بتضييف القمة. واستشهد بكلام وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط أثناء زيارته لبغداد مؤخرا، حين جدد الموقف الايجابي مما يجري في العراق.يشار إلى أن زيارة أبو الغيط لبغداد أثارت ارتياحاً عراقياً رسمياً وشعبياً، حملت الرغبة بعودة العراق إلى دوره الفاعل.وأكد أبو الغيط في 26 كانون الأول الماضي تصميم القاهرة على "إقامة علاقة قوية ونشطة مبنية على المصالح المشتركة وأنها ستظهر بشكل فاعل في العراق".وعلق شاهين على تصريحات دبلوماسيين سابقين في القاهرة توقعوا غياب القادة العرب عن قمة بغداد، وقال:"هؤلاء يتحدثون بصفتهم الشخصية.. الدبلوماسية المصرية حاضرة بقوة في العراق، وهي تلمس التحضيرات العراقية للحدث العربي الأهم".وكان نائب وزير الخارجية المصري الأسبق عبدالله الاشعل، توقع في تصريحات متلفزة امس الأول غياب اغلب القادة العرب عن القمة بسبب هواجس "سياسية وأمنية" تجاه العراق.لكن شاهين قال للمدى أمس:"الوجود العراقي في المحيط العربي يتصاعد يوما بعد يوم، وحضور القمة سيؤكد هذه الحقيقة".ووصف شاهين الزيارات الرسمية للمسؤولين العرب إلى بغداد بأنها تعكس الاهتمام بالواقع العراقي والرغبة العربية في تسجيل حضور قوي في هذه البلاد.في سياق متصل، أكد شاهين أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى التقى السفراء العرب في بغداد، ونقل لهم انطباعاتها الايجابية عن تطورات الأوضاع في العراق، وقال إن "روحا جديدا تدب في العراق".وفي ما إذا كان الحضور العربي، ومصر خصوصا، في العراق يعكس حاجة العرب إلى خلق توازن إقليمي في المنطقة، أكد شاهين أن الوجود المصري في العراق هو حالة طبيعية، بينما التوازن السياسي هو شيء يصنعه العراق.وكان قادة سياسيون عراقيون قد انتقدوا دولا عربية لغيابها عن العراق في وقت ينتقدون فيه النفوذ الإيراني في العراق.بينما أكد السفير المصري أن الحضور المصري يأتي من منطلق العلاقات السياسية والتاريخية والثقافية المتجذرة بين البلدين التي تفرض نفسها في مختلف المجالات.وأشار إلى أن القيادة السياسية في مصر "مرتاحة" من الحكومة الجديدة في العراق، مذكرا بالقلق الذي ساد الأوساط السياسية الإقليمية، ومنها مصر، من تأخر تشكيلها، بغض النظر عن توجهها أو صفتها السياسية أو من يرأسها، وقال:" مخاوفنا اقتصرت على الفراغ الحكومي، دون القلق ممن سيشغله".وقال: "وزير الخارجية أبو الغيط كان أول المهنئين للحكومة العراقية، وهذه رسالة إقليمية ودولية واضحة".وجدد شاهين حرص بلاده على استقرار العراق، وقال انه سيحقق انطلاقة سريعة باتجاه حل كل الملفات السياسية والاقتصادية.وكشف شاهين للمدى أن زيارات مصرية مهمة سيشهدها العراق قريبا، وقال إن وزير التجارة المصري المهندس رشيد محمد رشيد سيأتي على رأس وفد كبير من رجال الأعمال لتقريب وجهات النظر، فضلا عن بحث بعض الأمور الاستثمارية المهمة وللتعرف عن كثب بالواقع الاقتصادي العراقي وكيف يمكن مساعدته بالقدرات المصرية والاستفادة من المشروعات المشتركة.وقال شاهين في هذا الصدد:" مصر أسست لقاعدة قوية للتعاون السياسي، وهناك اتفاق استراتيجي بين الدولتين ستتم ترجمته على واقع ملموس".