بغداد/ عماد جاسمحذرت جهات عراقية وأخرى مسلمة الحكومة والجهات المعنية من هجرة مسيحية من العراق تؤدي إلى إفراغ البلاد من احد مكوناتها الدينية والديموغرافية الأساسية، مؤكدين إن العملية المسلحة التي استهدفت كنيسة سيدة النجاة تأتي ضمن خطة تقوم بها الجماعات الدينية المتطرفة لإجبار المسيحيين على الهجرة عبر بث حالة الرعب في نفوسهم ومحاصرة تجمعاتهم الدينية والمدنية في بغداد
والموصل وأماكن أخرى من العراق، وحمّل ناشطون وسياسيون ورجال دين مسيحيون الحكومة مسؤولية التقصير الحاصل والذي بسببه نجحت الجماعات المسلحة باستهداف المسيحيين وإيقاع اكبر عدد ممكن من الضحايا بينهم. مطالبين بوضع ستراتيجية وطنية لحماية المسيحيين ومنحهم الحقوق المطلوبة لبقائهم في بلدهم. السيد لويس اقليمس المتحدث باسم مجلس الأقليات يشير إلى إن هناك مخاوف حقيقية وقلقاً متزايداً بدا يتصاعد ينذر بهروب العوائل المسيحية المتبقية في العراق حيث أخذت تلك العوائل تخاطب أو تستفسر عن الجهات التي تدعو إلى الهجرة والدول الغربية التي تفتح أبوبها للمسيحيين العراقيين المذعورين من الوضع الحالي، مطالباً الحكومة باتخاذ التدابير العاجلة اللازمة لإيقاف هذه الهجرة.أما الكاتب سعد سلوم الباحث في مجال الأقليات فيؤكد أن هناك دراسات توضح احتمالية خلو العراق من المسيحيين في الأعوام العشرة القادمة إذا ما عجزت الدولة عن إيجاد الحلول لعموم الأقليات وأهمها المسيحية، مذكرا إن الأرقام تبين هجرة أكثر من نصف المسيحيين في الأعوام الاربعة الماضية وان عددهم  كان يقرب المليون قبل عام 2003 . في حين شدد السيد وليم وردة الناطق باسم منظمة حمورابي لحقوق الإنسان على ضرورة التحرك المنهجي الجاد في التأكيد على تنفيذ ستراتيجية وطنية لإيقاف هجرة الأقليات من خلال تصحيح القوانين التي تحترم خصوصيتهم الدينية واحترام تاريخهم عبر وضع المناهج الدراسية مع الالتفات إلى إنصافهم في آليات وضعهم وتوزيعهم العادل في مناصب قيادية أو سيادية في الدولة والمؤسسات الأمنية ليكونوا ذات قوة تعادل قوة المكونات الأخرى، لكن الدكتور صبيح عبد المنعم أستاذ علم الاجتماع في جامعة بغداد قلل من خطورة الهجرة الجماعية للمسحيين العراقيين أصحاب الجذور الوطنية والاجتماعية العريقة في البلد، مستبعدا إمكانية حدوث هذه الهجرة بهذه البساطة وبتلك الآليات التي يكررها البعض إذ إن الكل في العراق معرّض إلى نفس الخطر من الجماعات المتطرفة، وان المجتمع العراقي ما يزال يكنّ الاحترام بجميع طوائفه للمسيحيين الذين يحظون باحترام أجهزة الدولة والمسؤولين فيها بغض النظر عن وجود بعض الانتهاكات من إفراد لا يمكن تعميمها.