TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > إرهاب من طراز آخر

إرهاب من طراز آخر

نشر في: 14 يناير, 2011: 04:53 م

رجاء القيسيبدأت اشك في الزمن الذي نعيشه..؟ هل نحن في الألفية الثالثة؟ ام في العصور المظلمة وما قبل النهضة؟ لا أدري!.. وذلك لسبب بسيط جدا ان الذي يحاول إصدار قرارات مجحفة بحق المجتمع وخاصة جيل الشباب (فتيان وفتيات) والذين هم عماد وأمل العراق في نهضته المقبلة.اعتقد انه لم يقرأ التاريخ العربي ولم يطلع على التاريخ الإسلامي وتحضرني هنا أمثلة ووقائع دامغة أتمنى عليه ان يراجعها، فقد كانت ام جندب زوجة امرؤ القيس شاعر المعلقات تتصدر مجالس الشعر ويتبارى الشعراء أمامها لتحتكم إليهم هذا في عصر الجاهلية
- بنت خليل الخزاعي امرأة من مكة كانت مفاتيح الكعبة عندها وأيام (الفتح الإسلامي) كانت مفاتيح مكة في يد ام عثمان بن طلحة- عائشة بنت أبي بكر الصديق كانت تعلًم الرجال الحديث وتشاركهم في الحروب والسياسة، كانت خديجة الكبرى (زوجة الرسول تعمل بالتجارة وهو عالم الرجال في ذلك الوقت.- (رفيدة) أول ممرضة بالإسلام كانت تصاحب المسلمين في غزواتهم لإسعاف الجرحى ومساعدته.وفي عصرنا هذا وفي عام 1947 هناك فتيات تخرجن من الكليات العراقية وأصبحن محاميات وأديبات ومهندسات يشار اليهن بالبنان.. احسبوا الفارق الزمني..؟ وفي حين كانت الدول المجاورة مدارسهم لا تتعدى أصابع اليد الواحدة وربما لا توجد فيها جامعات وقد كانت ولا تزال جامعة بغداد لها باع طويل في التعليم العالي ومعترف بها عالمياً.ما ذكرته كان في زمن ليس فيه منظمات نسوية او منظمات مجتمع مدني او برلمانيات وليس هناك مناضلات يطالبن بحقوق المرأة الا القليل منهن وليس كما عهدناهن في النصف من القرن الماضي، فقد كانت أكثرية العوائل تشجع بناتها على الدخول الى الكليات والمعاهد العراقية وحتى السفر الى الخارج لإكمال دراستهن والنزول الى الحياة العملية، عدا بعض العوائل التي تعاني ضيق اليد وتناضل من أجل لقمة العيش الذي يحاول تحجيم دور المرأة والتشكيك بأخلاقيات المجتمع ألم يحضر معارض الرسم في الداخل والخارج للفنانات التشكيليات المبدعات نزيهة سليم ونزيهة رشيد والآن المبدعة العراقية والتي نالت جوائز عالمية بتصميماتها المدهشة، وعلى العراقيين جميعا ان يفخروا بها وهي (زهى حديد) وما قبلهن كانت هناك سمية الزهاوي ونزيهة فرج وفكتوريا نعمان اللواتي دخلن كلية الحقوق في عام 1941 من بين مئة طالب وأصبحت فكتوريا أول مذيعة تدخل الإذاعة العراقية.وفي السبعينيات كان أكثرية طلبة وطالبات الجامعات العراقية من المناطق الوسطى والجنوبية وكانوا أرقى ما يكون في العلاقات  الاجتماعية والإنسانية في حياتهم الجامعية والتي كانت تتسم بالشهامة والشرف وكانوا أفضل ما يكون في ثقافتهم ونقاشاتهم السياسية والاقتصادية والفكريةأتساءل:هل كانت هناك ميوعة في التربية؟ وانحلال في العلاقات الاجتماعية والإنسانية؟ واذا كان (المشرع) يتحدث عن الانحلال والتفسخ والحالات الشاذة الم يسمع او يرى ان هذه الحالات موجودة في أرقى المجتمعات العربية والإسلامية والغربية؟ألم يدري ان هذه الحالات المخلة بعادات وتقاليد المجتمع(حسب قوله) موجودة حتى بين الجنس الواحد من الطرفين؟فليعلم جيدا ان هذه موجودة وبكثرة، فهذه المسألة ليس لها مقياس او ميزان زمني او مكاني، انما تتعلق بالتربية البيتية والمجتمعية، فأينما توجد الفوضى وفقدان الأمن وعدم الاستقرار والوضع الاقتصادي المتردي وأينما يوجد السياسي (القائد) الفاقد للوطنية وضعيف الانتماء لعراقيته والتكالب على السلطة والكراسي توجد هذه الحالات ليعلموا ان تطور وتقدم اي بلد وخاصة (العراق) هو في الانسجام بين ثنائيات الوجود (الرجل والمرأة) وهما يمثلان اليدان اليمنى واليسرى للمجتمع السليم المستقر، وإذا فقدت أي منهما فان المجتمع سينشأ معوقاً مشوهاً وقلقاً ومتوتراً  يسوده العنف والقمع.ثم ألم يعلم ان الدستور والذي كتب بأقلام ذكورية بحتة أعطى حرية وحق المرأة في التعليم والانتخابات والعمل وغيرها، وليعلم ان قمع المرأة هو قمع للرجل وتحويل العلاقات متوترة، جافة متهيجة ويمارسون العنف ضد بعضهم البعض.وبهذا يندفعون وبكل فضول لمعرفة واكتشاف الغموض في الجنس الآخر ويبحثون عن سبب فصلهما عن بعضهما.. ومن الممكن جدا ان يترتب على ذلك أخطاء جسيمة وخطايا كبيرة ويكون هذا على حساب العادات التقاليد التي يبغيها المشرع بقراراته الجوفاء، وهل يعلم ان هذا يؤدي الى خلق سايكولجية مجتمع مريض مشوه تغلفة العقد النفسية والأمراض العصبية وتخوف ورعب من الجنس الآخر؟ الذي يعتبره عالماً غريباً، ونحن نعمل بكل جهدنا على ان يكون مجتمعا معافى سليماً خالياً من أي عقد تنغص عليه مسيرته في التقدم والانطلاق نحو الأفضل أسوة بالدول المتقدمة الأخرى ولنباه العالم بإمكاناتنا وكفاءاتنا البشرية النسوية.وأخيراً هذه نصيحة (لوجه الله تعالى) ولكل من يعاني سوء الهضم في المخ ان يعالج نفسه ويراجع حساباته.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram