بغداد/ وائل نعمةتشهد مناطق بغداد تذمرا واسعا على اثر ازدياد فترات انقطاع التيار الكهربائي، حيث وصل التجهيز بالطاقة الى اقل من الاربع ساعات في معظم مناطق العاصمة، يقبلها مبررات الوزارة التي تؤكد انها تقوم بصيانة دورية.المفتش العام في وزارة الكهرباء علاء رسول محي الدين اكد في اتصال مع (المدى) ان الوزارة تقوم بعمليات صيانة دورية مستثمرة قلة التحميل في فصل الشتاء،وان الأيام القادمة سوف تشهد رجوع الطاقة الى مستوياتها الطبيعية.
واشار الى ان تقادم شبكة الكهرباء تجعلها عرضة لاعطال في أوقات انخفاض درجات الحرارة او سقوط الامطار، بالاضافة الى وجود توقف في عدد من محطات الطاقة الكهربائية في بغداد وخارجها.مشددا في الوقت نفسه على ان الاعطال يجري العمل على اصلاحها عن طريق مهندسين متخصصين لأن المحطات التي تعمل على الوقود تحتاج الى فنيين ذوي خبرة.هذا وقد تخوف اهالي بغداد من ان الصيف القادم سوف يشهد سوءا في تجهيز الطاقة مقارنة بفترات الانقطاع الطويلة في فصل الصيف، وبهذا الشأن اوضح رسول ان الصيف القادم سيكون كالسابق وربما سيشهد تحسناً طفيفاً يصفه بغير"المحسوس".بالمقابل يشير الى ان التحسن"الملموس"في الطاقة سيكون في النصف الثاني من عام 2012، لان الوزارة تعاقدت مع شركات لاجل انشاء محطات ستؤمن 12 الف ميكا واط، والعمل جار في التنسيق مع تلك الشركات وسيعلن عنها في الايام القادمة.وفيما يتعلق بالاجراءات الآنية التي يمكن ان تدعم الشبكة الوطنية بالطاقة الكهربائية، اكد رسول ان هذه الاجراءات أثبتت فشلها، اشارة منه الى تجربة البواخر التركية التي كان من المؤمل ان ترفع قدرة الطاقة الكهربائية في البلاد،والتي يقول عنها رسول بانها كانت من ضمن الصفقات المشبوهة ويقوم مكتب المفتش العام بالتحقيق بشأنها.الجدير بالذكر كان قد أعلن المفتش العام في وزارة الكهرباء بأن عقودا وهمية تخص سرقة الوقود المجهز للمستودعات النفطية الخاصة بالوزارة أبرمت داخلها واختلس من خلالها 18 مليار دينار 16 مليون دولار.وقال في تصريحات صحفية انه تم رصد تلاعب وسرقة كميات من الوقود المجهزة من المستودعات النفطية الى المحطات من خلال تحميل 500 صهريج لشركات أهلية ناقلة متعاقدة مع الوزارة بلغت قيمتها 18 مليار دينار.وأوضح ان هذه الصهاريج التي تحمل الوقود من المستودعات ولم تفرغ في المحطات خلال الـ6 أشهر الماضية ماسبب إرباكا ومشاكل كثيرة.وأكد ان بعض الناقلين يغيرون مواصفات المنتج المنقول خلال الطريق الى منتوج رخيص أو مخالف للتعليمات.في حين لم تسق وزارة الكهرباء مبررات جديدة، حيث اكد مصعب المدرس مدير اعلام الوزارة ان فترات التجهيز بالطاقة الكهربائية غير منتظمة في بغداد ومعظم محافظات البلاد، لان الوزارة تقوم بعمليات فحص الاحمال، وهذا يتطلب اعطاء كهرباء كاملة الى كل المحافظة بأقضيتها ونواحيها لمعرفة مدى الحاجة الحقيقية للمحافظة من التيار الكهربائي.مشيرا الى ان عمليات الفحص ابتدأت منذ اليوم الاول من الشهر الحالي وسيتم الانتهاء منها في آخر الشهر.وفيما يتعلق بشكوى عدد من المواطنين الذين تحدثوا عن ضعف الطاقة المجهزة لمنازل والتي لايمكنها اسعاف جهاز واحد من اجهزة البيت، اوعز المدرس هذا الضعف الى التعدي على الشبكة الوطنية وعلى المحولات الكهربائية في المناطق والتي لاتستوعب عددا متزايدا من التحميل لانها باتت قديمة ومتهالكة.فيما شدد اركان فخري رئيس لجنة الطاقة في مجلس محافظة بغداد على ان سبب التفاوت في تجهيز الطاقة الكهربائية يعود الى تلاعب الموظفين في المحطات الثانونية.واشار في اتصال مع (المدى) الى ان وزارة الكهرباء لديها مشاريع استثمارية واستراتيجية لن تكتمل قبل 3 سنوات، والانقاطاعات المستمرة بالطاقة بسبب توقف المحطات التي تجهز الكهرباء بين الحين والآخر.وكان قد استبعد وكيل وزارة الكهرباء رعد الحارس حل مشكلة الطاقة في البلاد قبل عام 2014، محملاً البرلمان والوزراء السابقين مسؤولية «الفشل» في اصلاحه خلال السنوات السبع الماضية.وقال الحارس في تصريحات صحفية ان معدل الانتاج الحالي للطاقة، مع المستورد من دول الجوار وصل الى 7000 ميغاواط، في حين ان العراق يحتاج الى أكثر من 12 الف ميغاواط، اي ان النقص 40 في المئة، مبيناً ان المستورد 800 ميغاواط من ايران وتركيا. وأضاف ان مشكلة الكهرباء في العراق لن تحل الا بشرط تخصيص موازنة لوزارة الكهرباء قدرها 4 بلايين دولار للعام الواحد وعلى مدار 3 اعوام، وبخلافه فإن مشكلة الكهرباء لن تحل في هذه الفترة الزمنية ايضاً.هذا وكان قد طرحت وزارة الكهرباء جولة تراخيص هي الاولى من نوعها للاستثمار في مجال الطاقة الذي يعاني البلد منذ سنوات نقصا فيها، وذلك لاقامة اربع محطات انتاجية بطاقة 2750 ميغاواط.وقال حسين الشهرستاني وزير الكهرباء بالوكالة في ندوة لشرح تفاصيل التراخيص بحضور ممثلي الشركات العالمية انه بعد"هذه الجولة الاولى في قطاع الكهرباء ستكون هناك جولات اخرى ومشاريع اخرى".واضاف"الجولة تشمل اربع محطات رئيسية الاولى في شط العرب بطاقة 1250 ميغاواط بواقع عشر وحدات والثلاث الاخرى في مدينة السماوة والعمارة والديوانية كل واحدة بواقع اربعة وحدات، تنتج الوحدة 500 ميغاواط".وتقدمت 22 شركة عالمية للمشاركة في الطرح وستقدم عروضها خلال اسبوعين للوزارة فيما سيتم فتح
مفتش الكهرباء:البواخر التركية "فاسدة"..والتحسن فـي الطاقة غير محسوس
نشر في: 15 يناير, 2011: 08:15 م