كتب المحرر السياسيثورة الياسمين في تونس، التي انتهت بفرار دكتاتور جديد وانتصار إرادة شعب اكتوى بالقمع والتجويع، درس جديد وإنذار شديد اللهجة لكل الأنظمة الاستبدادية في المنطقة.صورة تونس، وهي تؤطر غضب المقموعين وشغفهم بالحرية،
تعيد إلى الأذهان لحظات التغيير في العراق؛ إذ تُثبت من جديد النهاية الحتمية للطغاة في المنطقة.بينما تبرز، اليوم هنا في بغداد، على أنها رسالة قوية لكل القوى السياسية التي تقترف، أو تحاول ارتكاب "خطيئة" القمع وتقييد الحريات وإهمال مصالح الناس وضربها عرض حائط الشعارات الانتخابية.ومنذ الشرارة الأولى، التي اندلعت على اثرها انتفاضة الخبز والحرية في تونس، بدا واضحا أنها رسالة مقلقة للأنظمة الشمولية، في حين أنها حفزت، سريعا، شعوبا قريبة وبعيدة لتسجيل حضور الغاضبين ورفع صوت المقموعين. فكانت الحرارة ترتفع في صفوف الجزائريين، وترفع من جرأة الأردنيين .. هكذا ارتفعت الأصوات من اجل أولويات الخبز، الديمقراطية، والمشاركة في القرار السياسي.حتى المنظرين السياسيين بدلوا من لهجتهم، وقالوا إن سقوط نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تحت ضغوط الشارع يشكل تحذيرا للأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي أمام شعوب تواجه مشاكل غالبا ما تكون قريبة من تلك التي عرفها التونسيون.وتتردد في عواصم عربية مختلفة نكته تعكس أجواء "الشارع العربي" تقول "طائرة بن علي هبطت في عواصم عربية لتقل مزيدا من الركاب".هكذا يصفون "ثورة الياسمين" التونسية بأنه "أول تمرد شعبي من هذا النوع ينجح في إطاحة دكتاتور دولة عربية". وهذا الأمر قد يصبح مصدر الهام لدول أخرى في المنطقة.المحللون السياسيون يقولون إن العناصر الموجودة في تونس متوفرة أيضاً في بلدان أخرى" من المغرب والجزائر إلى مصر والأردن سواء كانت البطالة أو قمع الشرطة للشعب أو عرقلة الديمقراطية.واظهر المثال التونسي أن التغيير يمكن أن يأتي من المجتمعات العربية، وانه درس كبير للأنظمة المطلقة السلطة.الجامعات العربية ومراكز البحوث بدأت تنظر لفكرة أن السياسة في الشرق الأوسط غالبا ما تنتقل بسهولة عبر الحدود من بلد إلى آخر بسبب الثقافة المشتركة.ففي الجزائر القريبة من تونس وقعت أيضاً اضطرابات دامية في كانون الثاني نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية.وفي الأردن تظاهر آلاف الأشخاص في مدن عدة احتجاجا على البطالة والتضخم مطالبين بسقوط الحكومة.واعتبارا من مساء الجمعة انضم عشرات المصريين في القاهرة إلى مجموعة تونسيين كانوا يحتفلون أمام سفارتهم برحيل الرئيس بن علي بعد 23 عاما في السلطة.وهتف المتظاهرون "اسمعوا التوانسة جاء دوركم يا مصاروة".وكان النظام في تونس لم يكن يترك أي هامش للمجتمع المدني أو المعارضة، فضلا عن عوامل أخرى فجرت الغضب هناك كتفشي البطالة وتوغل الفساد في مفاصل الدولة، بينما يُطرح اليوم تساؤل حول أنظمة أخرى من بينها العراق: ماذا لو استمر المفسدون في فسادهم، بينما لا يعثر المتنفذون على حلول ناجعة لازمات مستعصية؟ تفاصيل وتقارير موسعة ص6
ثورة الياسمين: تونس تُنذر الأنظمة الشمولية
نشر في: 15 يناير, 2011: 10:04 م