اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بسبب تفاقم المشاكل وشدتها..17% من العراقيين يعانون من الأمراض النفسية

بسبب تفاقم المشاكل وشدتها..17% من العراقيين يعانون من الأمراض النفسية

نشر في: 16 يناير, 2011: 05:10 م

بغداد/ سها الشيخلي ...... تصوير/ ادهم يوسف كثيرة هي معاناة العراقيين وعذاباتهم التي تجرعوها على مر عصور أنظمة الاستبداد.. وبعد 2003 كان الأمل يحدو الغالبية بحدوث نقلة في حياتهم، تفتح أمامهم أبواب المستقبل، غير ان ما واجهوه فاق الخيال في بعض فصوله خاصة جراء ما اقترفته عصابات القاعدة
والميليشيات المسلحة من عمليات إرهابية استهدفت الأبرياء.. هذا مع ما رافقه من مشاكل حادة في تدني مستوى الخدمات من كهرباء وماء وغيرها وما صاحب ذلك من بطالة انعكس سلباً على مجمل الوضع العام للمواطن ومنه الجانب النفسي الذي سنتناوله من خلال قصة ابو كمال وهو رجل في عقده السادس، كانت تبدو عليه حياة الرفاهية والنعمة، فقد كان متأنقاً وحليقا ومعطرا، الا انه جلب انتباه اغلب راكبي سيارة النقل العام طوال سيرها وتوقفها، ذلك لانه كان يتحدث مع نفسه بصوت عال، صحيح ان اغلبنا قد يتحدث مع نفسه في بعض الأحيان وبصوت عال أيضاً، ولكن ليس في محل عام بل في غرفنا الخاصة، وصحيح اننا نشتم ونسب أحياناً تعبيراً عن حالة غضب، ولكن ليس أمام الآخرين، فهل يعني ان أبا كمال يختلف عن الآخرين؟!  يبدو ان الجواب (نعم) ذلك لان احد الركاب الذي كان يجلس بالقرب منه سأله في البداية عن اسمه فقال بصوت عالٍ (أبو كمال) هل تريدون ان تعرفوا معاناتي؟ لقد فقدت كل شيء في وطني، أولادي الثلاثة، زوجتي، بيتي، وأعيش الآن عالة على أخي.الى هنا ابو كمال كان يبدو منطقيا وقد أشفق عليه جميع الركاب، لكنه اخذ  يتحدث بكلمات غير مفهومة ويعاتب ويشتم ويتفوه بكلمات لم نفقه منها شيئاً، لكنها اوحت لنا بجزء من معاناته كرجل خسر حياته وصحته النفسية  متدهورة في عالم مضطرب، وبدون ملامح. وعن الأوضاع النفسية للمواطنين يشير احد أساتذة علم النفس في جامعة بغداد الى ان القسم قام بتوزيع استبيان بالتعاون مع جامعة أمريكية على الطلبة  تتضمن أسئلة واستفسارات عامة، وتم إرسال نتيجة الاستبيان الى الجامعة الساندة في أمريكا وبعد فترة قصيرة جاءنا استفسار من الجامعة الأمريكية ان كان الطلبة الذين خضعوا للاستبيان ما زالوا يدرسون ويعيشون حياتهم الطبيعية؟ وعندما كان الرد بالإيجاب قالت الجامعة في ردها، لو كانوا من طلبتنا لإحالتهم الجامعة الى مصحات العلاج النفسي.هذه مع الأسف جزء من معاناتنا التي لم يكتف بعض مسؤولي الحكومات المحلية، ومنهم مجلس محافظة بغداد، بتجاهلها، بل تعمدوا إضافة مشاكل أخرى تتعلق بأعز ما حصلنا عليه وهو فسحة الحرية التي اخذ البعض يتسابق في قمعها والتباهي بمصادرة حرية المواطن! ولا نملك الا ان نسأل رئيس مجلس المحافظة، عن مدى معلوماته بمدى ما تؤديه زيادة الكبت من أمراض نفسية عدة؟!rnالاضطرابات الذهنيةيعرف  الدكتور احمد عبد الله اختصاص صحة نفسية الاضطراب النفسي قائلا : يقصد بالاضطراب الذهني انه اضطراب القوى العقلية الأساسية نتيجة اعتلال شديد ذي منشأ عضوي او وظيفي في الجهاز العصبي المركزي الذي يؤثر على إرادة المريض وإدراكه وتفكيره وسلوكه وشعوره وقدرته على التكيف الاجتماعي تبعا لشدة المرض ومرحلته، اما الاضطراب العصبي فهو المعاناة الداخلية التي يعانيها المريض بما يؤثر على استقراره النفسي وانفعالاته وقدرته على التكيف الاجتماعي من دون التأثير على قدراته العقلية الأساسية، فكم حالة مشابهة لحالة أبو كمال نشاهدها في الأماكن العامة والأسواق؟! ولماذا يترك هؤلاء دون علاج؟ وهل لدينا  مصحات و مستشفيات كافية ومؤهلة لمعالجة مثل هذه الحالات التي يعاني منها مجتمعنا بسبب شدة الأزمات وتنوعها التي مرت علينا؟rnالهيئة الوطنية للصحة النفسية في وزارة الصحة التقينا الدكتور عماد عبد الرزاق اختصاص الطب النفسي المستشار الوطني للهيئة الذي أوضح ان تشكيل هذه الهيئة كان عام 2004 وقد صدر قانونها الذي يحمل رقم (1) لسنة 2005 والذي نص على ان تضم الهيئة الى جانب وزارة الصحة، ممثلين من ذوي الاختصاص من عدد من الوزارات  وان يكون كل منهم بدرجة مدير عام وهذه الوزارات هي (الدفاع، الداخلية، العدل، العمل،  حقوق الإنسان) وعضوان من ذوي الاختصاص في مجال الطب النفسي يختارهما رئيس الهيئة لمدة سنتين قابلتين للتجديد لمرة واحدة، وتجتمع الهيئة  مرة كل شهر كحد أدنى بدعوة من رئيسها.ويوضح قائلاً يمكن تلخيص أهداف الهيئة بـ: الإسهام مع الجهات ذات العلاقة بوضع الخطط لرعاية المصابين باضطرابات نفسية وضمن المنهاج الوطني للصحة النفسية المعتمد في وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية،والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتامين المستلزمات المادية والبشرية بما في ذلك الأبنية والمستشفيات والمعدات والمستلزمات لرعاية المرضى، إضافة للتنسيق  مع الجهات التنفيذية في الوزارة لإصدار التوجيهات والتعليمات الى المستشفيات والوحدات العلاجية والعيادات الاستشارية النفسية الحكومية والأهلية في كل ما يتعلق برعاية المرضى، والإسهام في إعداد القواعد الخاصة بتقويم كفاءة أداء المستشفيات والوحدات العلاجية والعيادات الاستشارية النفسية المختصة الحكومية والأهلية لرعاية وعلاج المرضى، والمشاركة في المؤتمرات والندوات والا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram