بغداد/ سها الشيخليكشف مسؤول رفيع المستوى في وزارة التربية امس الاحد ان منهج التدريس الخاص بمادتي التاريخ والاسلامية لايزال محل جدل وان الوزارة اشركت دوائر كالوقف السني لحسمه، فيما كشف كادر تدريسي متقدم في بغداد تغييرات "خطيرة" على المناهج قال انها تثير القلق بين الاوساط التعليمية.
وصرح المسؤول في الوزارة، رافضا الكشف عن هويته، ان شركتين اجنبيتين ناشرتين تقومان بالعمل مع الوزارة لاكمال تغيير المناهج.وقال في تصريح للمدى امس الاحد ان المواد الدراسية التي تم تغييرها هي اغلب المواد الدراسية العلمية، موضحا ان التغيير بدأ منذ عام 1988 حيث شمل 182 كتابا، لكن الذي انجز لحد هذه السنة هو 130 كتابا ما عدا دروس الاسلامية والتاريخ الخاص بتاريخ العراق، الى جانب"تعليق (20) كتابا ما زالت تدرس".وكشف المسؤول ان الوزارة تنسق حاليا مع الوقف السني فيما يخص الكتب الاسلامية.وعن منهج التاريخ، اوضح المسؤول ان لجنة مشكلة لاعادة النظر في منهج التاريخ للصفين الاول والثالث المتوسط، لا سيما الحروب التي خاضها النظام السابق في الفترة الاخيرة منها على سبيل المثال الحرب على الكويت.وعن فترة إنجاز العمل أشار المسؤول الى ان العمل حُدد بفترة انتهائه عام 2012، وان اللجنة نقوم الآن بإعادة بناء المناهج وان منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة تساعد في خطة البناء.من جهته، طالب مدير احدى المدارس الابتدائية في بغداد بعدم تسيس المناهج اوتجييرها لصالح فئة او طائفة دون غيرها.وقال الاستاذ عامر عبد الرزاق ان العمل وفقا لهذا المنهج غير السليم يخلق ردود افعال سلبية لدى الطالب.وقال ان من الخطأ إدراج اسماء شخصيات سياسية او دينية معاصرة، لان ذلك سيؤدي الى صراع حول من يتم اختياره ليدرج في المنهج، وتابع:"الكل يريد ان يضع مسؤوله في المقدمة وهذه قضية خطيرة، اذا اردنا ان نمجد شخصية ما فلنضعها في كتاب (الوطنية) فمن يمجد اليوم يعتبر خائنا بعد سنوات".وكشف عبدالرزاق ان هناك تغييرات في المناهج الدينية تثير القلق من ان عملية التغيير تخضع لمعايير طائفية.وكشف مدير المدرسة عن حالات تغيير أورد منها:"في التربية الاسلامية للصف السادس الابتدائي حذفت (5) دروس تتعلق بالعقائد، وحذفت سورة الانعام من منهاج الخامس الاعدادي، وحذفت سورة آل عمران من منهاج الصف السادس الاعدادي.وتابع:"حذفت سورة الرحمن من منهاج الصف الثالث الابتدائي وسورة الفلق من منهاج الثالث الابتدائي اضافة الى كل المعاني التابعة.لكنه ابدى استغرابه من رفع فقرة من مادة التربية الاسلامية للصف الثالث المتوسط والتي تنص:"عن ابي هريرة خطبنا رسول الله"، واصبحت"قال رسول الله"ما يشكل خللاً يستفسر عنه الطلبة دوماً، على حد قوله.يشار الى انه منذ العام 1988 ولحد الآن تعمل اللجان التربوية على تغيير المناهج والكتب الدراسية لمراحل الدراسة الثلاثة، الا ان التغيير الذي حدث عام 2003 جعل الاسراع في ذلك التغيير هو الهدف الاكبر لوزارة التربية.وسرعان ما تضاربت الانباء حول زيادة عدد الكتب التي شملها التغيير الى اكثر من 64 كتابا.ويرى الاستاذ عبد الرزاق ان الاساسيات الواجب اعتمادها في عملية التغيير هي اعداد لجان تدرس المناهج وتضع ما يلائم طبيعة الانسان العراقي بعد التغيير الجديد.وطالب ايضا بالتوازن في طرح المفردات بحيث لا تغيب فكرة لتبرز على حسابها فكرة اخرى، أي عند رفع المعاني مثلا يجب ان نبقى المعاني التي تؤكد احترام الموطنة.في سياق متصل، تقول مصادر رسمية في الوزارة ان اللجنة المكلفة بتغيير المناهج والكتب الدراسية تضم نحو 8-16 عضواً وان هناك بين 4-8 من الاعضاء هم من اساتذة الجامعات العراقية وميدانيون في عملهم.وتؤكد تلك المصادر ان خطة التغيير تسير وفق اسس عالمية معمول بها وهي ما يطلق عليها الـ(standard).من جانبه، اشار الخبير التربوي هادي حسن الطريحي الى ان عملية تغيير المناهج والكتب الدراسية لا تخلو من مساوئ.وانتقد الطريحي ما اسماه المساس بالقيم الاجتماعية مثل الانتماء إلى الوطن، حب الجار، وأهمية الصديق، أثر الصديق في الحياة.ويلخص الى القول بانه يجب التمييز بين التغيير الهادف لمصلحة الملية التربوية وبين التغيير من اجل التغيير، علينا ان نكرس الوعي الثقافي والعلمي لأبنائنا الطلبة.كما دعا مدير الاشراف التربوي في تربية الرصافة الأولى إبراهيم الجوراني الى أن يشيع المنهج بصورة عامة روح التعاون في المسيرة التربوية وبهذا يكون نقلة نوعية لإعادة بناء الطالب العراقي، وليبتعد قدر الامكان عن إشاعة الصراعات الطائفية والمذهبية.وتخوف الجوراني من تحول المناهج الى تقسيمات إقليمية، وان يكون على سبيل المثال لكل محافظة منهج خاص بها. وقال:"ان تكون المناهج إقليمية فالأمر لا يحتمل.. على الأقل بالنسبة لنا التربويين والعاملين في المجال التربوي ربما بعد أجيال تكون الأفكار قد تبدلت وممكن قبول فكرة المناهج الإقليمية، أما الان فيجب ان يكون المنهج موحداً في كل المحافظات".
مصادر تربوية: تغييرات "غامضة" في المناهج.. والسياسيون يتصارعون على درس التا
نشر في: 16 يناير, 2011: 07:44 م