TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الشاعر عبد الزهرة زكي:الرفض المسبق للأوزان هو الشكل الآخر للقبول المسبق بها

الشاعر عبد الزهرة زكي:الرفض المسبق للأوزان هو الشكل الآخر للقبول المسبق بها

نشر في: 17 يناير, 2011: 04:55 م

حاورته/ نادية السليماويأجريت هذا الحوار عبر الفيسبوك مع الشاعر عبد الزهرة زكي.. كانت البداية محاولة مني لمعرفة رأي أحد أبرز شعراء قصيدة النثـر عن دواعي تراجع الإهتمام بالقصيدة الحديثة لدى الشعراء الشباب والأجيال الجديدة..وكان هذا من متطلبات عمل بحثي له صلة ما بهذا الموضوع، حيث أدرس لنيل الماجستير في الأدب..
لكن الحوار أخذ منحى آخر، هو غير المنحى الذي كنت أريده.. ففي حديث مع شاعر ومثقف ويعرف ما يريد من الشعر تضطر المحاورة لتترك خطتها في الحوار وهدفها منه مستجيبة لمداخل أخرى يفتحها الحوار والكلام مع شاعر، اترك في هذه الصفحات الحوار بما كان عليه، وأنا بانتظار فرصة أخرى وعد بها عبد الزهرة لانجاز ما يتطلبه البحث مني.rn كانت التوقعات خلال السنوات الأخيرة قد ذهبت إلى أن عبد الزهرة زكي قد هجر الشعر تماماً-..من الممكن إعادة هذه التوقعات إلى انسحابي، بشكل كبير، من الحياة الأدبية، بفعالياتها ومقاهيها وملتقياتها ومشكلاتها، لصالح انهماك كبير في العمل الإعلامي.نادرا ما أذهب إلى جمعة شارع المتنبي، في أحيان قليلة شاركت بفعاليتين أو ثلاث من فعاليات بيت الشعر على ضفة دجلة..نادرا أيضا ما احضر فعاليات ثقافية تقيمها المدى أو اتحاد الأدباء الذي قرأت فيه بعض نصوص جديدة في تشرين الأول الماضي ..أحيانا فعلا أشعر بأسف حين لا يتوفر لي وقت أو مزاج يسمحان بحضور نشاط ثقافي أتوقع أهميته من أهمية المشاركين فيه.rn هل يستحق العمل في الإعلام هذه التضحية بالشعر؟- تحدثت لك عن غياب حياة ثقافية، ولا يعني هذا انقطاعا عن الشعر أو غيابا عنه..rn وهل يقلقك الغياب أو الانقطاع عن الشعر إلى هذا الحد؟- لا.. أبدا، أتمنى فعلا أن استمر شاعرا، لكن اذا ما انقطعت عنه فهذا يعني انتفاء حاجتي إليه..الشعر وسيلتي التي استدعيها حين أكون في حاجة إليها، ولست ماكنة لإنتاج الشعر، ماكنة تنتفي قيمتها بانتفاء عملها الإنتاجي.rn ولماذا الإنسحاب من الحياة الثقافية والأدبية إذن؟- يمكن أن أعزو الانسحاب، انسحابي من الحياة الأدبية، إلى تطور طبيعي في العمر والتجربة وتغير الظروف، سابقا كنت اشعر بمسؤولية الفاعلية في الحياة الثقافية لصالح الحفاظ على قيم الثقافة التي هددها الاستخدام التعبوي والإيديولوجي لها، كانت ثمة مجاميع من الشعراء الشباب من الثمانينيين والتسعينيين كانوا الأقرب اليَّ..وقبل هذا وفي المراحل المبكرة تحتاج إلى التفاعل والاحتكاك بالآخرين، تحتاج إلى معرفة قيمة ما تفعل من خلال صداه لدى الآخرين، رغبة ربما غير معلنة بالحصول على اعتراف، وسابقا  طبعا كنت أكثر شبابا، والحياة الإجتماعية في الأدب وسواه يصنعها الشبان، مع تقدم العمر تشعر بمسؤولية مضاعفة إزاء العمل الإبداعي الشخصي، وينمو مع هذه المسؤولية زهد بالحاجة إلى الإعتراف والقبول..تتحول الكتابة في الشعر إلى شأن شخصي.. وترافق هذا التبدل في الوعي والتربية والخبرات مع التغيير السياسي الدراماتيكي في البلد بعد 2003 حيث فضلت ودعوت إلى أن يعمل المثقفون خارج تخصصاتهم الضيقة، بما يعضد خلق حياة سياسية واقتصادية واجتماعية جديدة، وبفعل خبرتي في الإعلام فضلت أن أركز جهدي، لدواع وطنية، من اجل خلق إعلام عراقي جديد..أتذكر في 2003 اقترحت على اصدقائي من الأدباء والمثقفين أن لا يعملوا في الصفحات الثقافية، وجدت من المهم أن نملأ فراغات كبيرة في العمل الصحفي العراقي في مجال صناعة الأخبار والتقارير والتحقيقات، خارج حقل الثقافة..لكن، وكما ذكرت، لم أكن خلال تلك السنوات منقطعا عن كتابة الشعر والعيش في فضائه..وربما كانت طبيعة  ما اكتب من شعر وطبيعة سلوكي الشخصي تسمحان لي بالنأي عن تجمعات المثقفين والمشاريع الجماعية في الشعر، وهذا ما هيأ لآخرين أني قد ابتعدت عن الشعر..إن هذا ناتج عن أن الكثير من الأحكام التي يجري التعامل بها هي نتاج لظواهر اجتماعية، نتاج لوجود في مقهى أو تجمع، بينما الثقافة، والشعر منها، هي سيرورة نصوص تتفاعل أو تتنافر مع بعضها، تتراكم وتتكاثر أو تتلف بعضها.هذه مشكلات ثقافية معقدة.rn لكن نصوصك في هذه السنوات ما بعد 2003 تتضارب وتتعارض مع بعضها..كتبت "شريط صامت"، وهي نصوص قلت أنها عن الرصاص والسيارات والدم، كانت نصوصا واقعية مباشرة صادمة، بخلاف نصوص كتاب الطغراء أو كتاب "لم يعد الطيران مغريا" التي تجنح نحو ما هو وجودي وإشراقي وكوني..هل أنت ممزق بين الأرض والسماء؟- في التسعينيات أيضا ، قبل سنوات ما بعد 2003 كتبت "هذا خبز" وكتبت نصوص "الملائكة على شرفات مستشفى الأطفال" مقابل نصوص "كتاب الفردوس" ونصوص "باب وتراب" التي اشتركت بكتاب واحد مع "هذا خبز والملائكة على شرفات.."..في التسعينيات كنت تحت ضغط الحصار، الذي قلت عنه في مستهل مجموعتي الأولى "اليد تكتشف" انه حصاران، وكنت أريد بذلك حصار أمريكا وحصار السلطة، في ذلك الحصار ما كان لي أن أكون انسانا شاعرا ما لم اكتب "هذا خبز" وأنا لا أجد خبزة واحدة في بيتي، وما لم اكتب "الملائكة على شرفات مستشفى الأطفال" وأنا أشاهد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram