اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > القصة القصيرة ما بين فوستر وكيغن

القصة القصيرة ما بين فوستر وكيغن

نشر في: 17 يناير, 2011: 06:39 م

الكتاب/  فوسترالمؤلف/ كلير كيغنترجمة/ عبد الخالق عليربما كان همنغواي هو الأقرب إلى تعريف فن و موهبة القصة القصيرة العظيمة، حيث يقول: " عندما يعرف الكاتب ما يكتب عنه، فانه قد يحذف أشياء يعرفها. ان عظمة حركة الكتلة الجليدية  تعود الى ان جزءاً واحداً فقط من أجزائها العشرة يكون فوق الماء ". عند قراءتي القصة القصيرة الرفيعة " فوستر " للكاتبة كلير كيغن، كنت أتذكر باستمرار ذلك التعريف لهمنغواي. قصة " فوستر " تمتلك جمالا ناعما و هي عبارة عن قوة متكدسة، قصة تتعاطى الإيحاء و الدقة و تحكي تفاصيل. إنها تمتلك الأسلوب الوطيد للقصة القصيرة العظيمة و شعورا بالثقة يمتد من الكاتبة إلى القارئ مما يسمح للاشياء التي لم تذكرها الكاتبة ان تتأرجح في الخيال.
تقول كيغن خلال حديثي معها في ادنبرة بعد ساعات قليلة من القراءة التي أدتها في مهرجان المدينة للكتاب:" أكثر عملي يذهب في تعقّب آثار جهودي في الخارج. انه يدور حول الثقة بذكاء القارئ أكثر مما يدور حول بذل الجهد في نقطة معينة. العمل على مستوى الايحاء هو ما أهدف اليه في كتاباتي. هناك الكثير من الأشياء لا تستطيع القصة القصيرة القيام بها، و بسبب تعلّم تلك الحدود فإني محصورة في كتابة ما أستطيع." إن كيغن مناظرة دقيقة و حذرة الى درجة الاحتراس. انها تفضل عدم التعليق على أعمالها أبدا; و هي تصر على ان العمل هو الذي يفسر نفسه. سألتني:" هل تعرف قصة تشيكوف الرائعة "القبلة؟" إني اعتقد بأن تلك القصة تسأل عن القصد من قول أي شيء. الجندي يحصل على قبلة ثم يحاول ان يخبر رفاقه في الكتيبة بما حدث و هو يشعر بالغباء. ان تجربة و تفسير قصة ما يعني ركوب ذلك النوع من المخاطر." تصف كيغن قصة " فوستر " بأنها قصة قصيرة طويلة. انها بالتأكيد ليست رواية لأنها لا تمتلك فضاء الرواية. تقع أحداثها في (ويكسفورد) الريفية، ترويها فتاة صغيرة تعيش تحت رعاية عائلة أخرى – عائلة كنسيلا – حيث تركها ابوها لقضاء أشهر الصيف. كانت العائلة رحيمة وفرت لها الاهتمام و الرعاية و مجالا للتطور و الشعور بان لها قيمة كبيرة. انها قصة حكمة سافرة، قصة تنير الحياة المتباينة للعائلات ; عائلة تكافح و هي مليئة بالاطفال، و أخرى قانعة لكنها بلا اطفال. المجتمع القروي الذي يعيشون فيه هو ايرلندا نفسها. بالنسبة للكاتبة فإن ايرلندا ليست بلد التعاسة المعروفة و الإساءة و المطر المنهمر باستمرار، بل على العكس، إنها مكان لمجتمع، مكان لكرم الأخلاق، و الأغرب من ذلك، مكان لشروق الشمس. تقول كيغن مبتسمة:" بالنسبة لي فإن ظهور القصة في الصيف هو مسألة عملية، أما بالنسبة لها فكان يجب ان تذهب في الصيف. لقد جعلته حارا لأنه من الممتع ان تكتب عنه، إذ اننا منذ زمن طويل لم نحصل على صيف حار، لكن ايضا لأنه يعمّق سعادة الصيف. " رغم ان القصة تدور في ايرلندا القديمة – في وصفها للايقاعات البطيئة للحياة الريفية – فإنها قد كتبت في 1981. يكتشف القارئ ذلك فقط عندما يخبر (كنسيلا) زوجته عن تقرير إخباري حول موت أحد المضربين عن الطعام من الجيش الجمهوري الايرلندي. انها لحظة تسترعي الانتباه و تجعل القصة تبدو معاصرة اكثر. انها قصة عن الحب و الخسارة، كيف يتحول حزن العائلة الى رقة و حنان، كيف يطول الرجاء و معه الرحمة. إنها موجعة أحياناً في إثارتها براءة الأطفال و صبر الكبار. تقول كيغن:" انها نظرة فاحصة للعائلة و للإهمال. إني لا أثق بان العائلة هي بالضرورة حيث يجد المرء سعادته، فالعائلة يمكن ان تكون مكانا مروعا كما يمكن ان تكون مكانا محبا مجيدا. كذلك أنا أهتم بما يمكننا العمل و الاستمرار من دونه. فبالنسبة للطفل، مثلاً، هناك فرق كبير بين التغذية الجيدة و التغذية غير الجيدة. إذن فهي سلسلة معقدة بالنسبة لقصة من 88 صفحة. تخبرني كيغن بأنها في كتابة الشخصيات " اكتشفت " ثروة عن تفاصيل هذه الشخصيات  تركتها بعيدة عن الصفحة. فمثلا، كانت تعرف بأن " كنسيلا و زوجته كانا يتحدثان ليلا في الفراش عما يجب فعله مع الفتاة و اتفقا عليه " فلماذا تترك مثل هذه اللحظة الحميمية خارج الرواية؟ لأن الفتاة، الراوية، لم تكن تعرف ذلك. كيغن – التي ولدت عام 1968 – هي نفسها ترعرعت في عائلة ريفية في مقاطعة (ويلكو). تقول ضاحكة:" لم تكن هناك كتب كثيرة في البيت. ربما هناك القليل منها يقبع في الدولاب في الطابق العلوي اعتادت  العمة على جلبها للبيت. أتذكر ان والدتي كانت معتادة على الحديث عن (جين إير). في الكلية قرأتها مرتين كي لا أنسى شيئا منها. كانت النهاية مخيبة للآمال." عند بلوغها السابعة عشرة تركت كيغن البيت لتعيش في نيو اورلينز حيث حصلت على شهادة في اللغة الانكليزية و العلوم السياسية من جامعة (لويولا). تقول ان حياتها كانت " حياة البدو الرحّل نوعا ما " منذ ذلك الوقت،  لكن عليها ان تبقى في البيت لتكتب. في العشرينات من عمرها كانت عاطلة عن العمل و تعيش في (كارلو). ثم  قدمت طلبا للعمل التدريسي بدوام جزئي في دبلن. ظهرت اول مجموعة قصص قصيرة لها – انتاركتيكا – في 1999 و نالت جائزة (روني) للأدب الايرلندي. مرت ثماني سنوات قبل ان تظهر مجموعتها الثانية – نزهة في الحقول الزرق – و التي نالت جائزة (ايج هيل) للقصة القصيرة عام 2008. عند مراجعتها في الغارديان وصفتها (آن إنرايت) " بالقصص السبعة القصيرة الرائعة ". كان الأذى الذي تصفه عريقا و

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram