في صباح يوم الثلاثاء 11/1/2011 اصطحب مواطن شاب زوجته إلى مستشفى الزهراء العام للولادة في مدينة المسيب لكي تضع مولودهما البكر ، وأحيلت حالة الولادة هذه إلى الدكتورة (س) التي طلبت من المواطن الفقير ادخال زوجته إلى الجناح الخاص ودفع مبلغ نصف مليون دينار قبل أن تباشر عملها الرسمي والإنساني ،
ولما أعلمها المواطن المسكين بأنه عاجز عن دفع هكذا مبلغ ، رفضت بشدة توليد زوجته التي رجع خائباً معها إلى البيت ، وفي عصر اليوم نفسه أشتد الطلق على الزوجة ولم تعد تحتمل الألم ، فعاد بها زوجها مرة ثانية إلى المستشفى ، وأخبرته الدكتورة نفسها مرة ثانية بأنها لن تقوم بتوليد زوجته ما لم يدفع النصف مليون دينار ، ولأنه عاجز كما قال للدكتورة من قبل وكرر القول ، ويئس من كل رحمة وهو يشاهد زوجته تتعذب وتصرخ ، فأسرع باستئجار سيارة وقام بنقلها إلى مستشفى ناحية الإسكندرية شمالي مدينة المسيب ، وهو مستشفى مكتظ بمراجعيه ، ولا يوجد فيه جناح متخصص للولادة ، فتم إرسال الحالة إلى مستشفى الحلة للولادة ، وانتهت عذابات المرأة وصرخاتها من ألم المخاص ، وذهول زوجها ومن رافقه وعجزهم عن تقديم المساعدة لها ؛ انتهى كل ذلك في الساعة العاشرة ليلاً بولادة طفل في عملية قيصرية كان يمكن أن تكون ولادة طبيعية لو تمت مبكراً وحال الشعور بالطلق ، وكانت هناك ذرة رحمة أو شعور بالمسؤولية لدى طبيبة مستشفى الزهراء الحديث في مدينة المسيب ، ولكن – للأسف الشديد - ماتت الضمائر وقست القلوب وغاب الرقيب المسؤول ، وكانت هذه العائلة ضحية جديدة من الضحايا المتواصلة للمفسدين في هذا المستشفى.ويشكو مراجعو مستشفى الزهراء للولادة في مدينة المسيب من سوء معاملة وقسوة متناهية بسبب الفساد الكبير فيها ، وليس في الأمر جديد إذ إن جميع الجهات المسؤولة في مدينة المسيب تعرف ذلك جيداً ، وعجزت عن معالجته لأسباب يطول شرحها ، ولعل أهم مظاهر ذلك الفساد وأشده وضوحاً هو إرغام النساء الحوامل اللائي هن على وشك الوضع على دخول الجناح الخاص، لما في ذلك من فوائد وعوائد مادية على الطبيبات على الرغم من وجود المكان الشاغر في الجناح العام ، وضعف الحالة المادية لعوائل الحوامل وعدم قدرتها على دفع المبلغ المطلوب عند دخول الجناح الخاص .المواطن/ محمود سامي الخفاجي
يحدث فـي مستشفى الزهراء للولادة فـي المسيب
نشر في: 18 يناير, 2011: 05:04 م