محمود النمر نعود اليوم مرة أخرى لنحتفي بالفن التشكيلي العراقي ،هذا الفن الذي يفتخر العراق بأن فنانيه مازالوا يحتلون الصدارة والريادة فيه على مستوى المنطقة كلها ،منذ الرواد الأوائل ومازال يتطور على أيدي الأجيال المتلاحقة وصولا ً إلى الجيل الحالي.
 (اليوم  نحتفي  بواحد من  ابرز فنانيه،  والذي تفتخر الحلة الفيحاء بأنه  احد أبنائها) ،بهذه الكلمات قدم الجلسة الناقد السينمائي كاظم مرشد  السلوم ،بعد ذلك تحدث الفنان مؤيد محسن مستذكرا  البدايات الاولى للوعي في السلوك الفني والجمالي والتشكلات في التجربة منذ الطفولة وقال :  كنت دائما اتساءل عن ماهية العمل الفني، وانا بعمر الصبا كنت اسأل نفسي عن الملامح التي تميز العمل الفني عندما يعلق على الجدار ،لقد تأثرت بـ(رامبرانت)  وقرأت عنه  في  مرحلة المتوسطة ،فكان المتلقي عندما يرى لوحة رامبرانت يقول هذا فنان من هولندا ،كنت أتساءل عن سر التسمية لماذا هذا الفنان هو من هولندا وما هو هذا السر الكامن بهذه الهوية العظيمة ،فتطورت في مخيلتي موضوعة الهوية ،وحرصت على  ان تكون الهوية وحدة ثابتة موجودة بالعمل أتعامل من خلالها مع المجتمعات الاخرى او البعيدة ،المجتمعات التي نسميها الغربية ونتعامل معها ونتأثر كعراقيين بها،وانتبهت ُ الى قضية مهمة في مجتمعنا العراقي ان المجتمع لا ينظر الى الرسام بعين الاعتبار بل يعتبرون  ذلك الانسان يمارس هذه القضية لقضاء الوقت فقط،وليس لأجل ترسيخ مفاهيم ثقافية .وأجاب مؤيد  محسن  عن بعض الأسئلة قائلاً: عندما رجعت الى التاريخ والأساطير وجدتها مكتوبة في داخل البلاطات الملكية من قبل الموظفين ،لا يكتبها انسان اديب او عبقري،مثلا  قصة نيوتن مشهورة حينما سقطت التفاحة وتنبه لها نيوتن وصارت بعد ذلك نظرية  هذه فيها شواهد،أما كلكامش وقصة ذهابه الى غابات الأرز لماذا ذهب كلكامش الى الغابة وعن اي سبب ذهب  الى هناك ؟ هذا الموضوع بدأ  يخلق عندي  ثيمة وهي كيف  تغور في  التاريخ حتى تخرج  بحصيلة معاصرة ،بيتر بروك يقول نحن نستنفر الماضي ونعيده  بأصول جديدة ،وللاسف كل الذين يشتغلون في الفن التشكيلي والادب والسينما والموسيقى للأسف يستوردون مفاهيم جاهزة من الغرب ، هذا القانون الذي تستورده  من الغرب لماذا لا تحاسبه وتحاكمه  وفق قوانينك وقيمك ،الاجدى بنا ان نستوحي  من الواسطي وكيف رسم الواسطي في مجتمع يدين الرسم بالتحريم.   احدهم استاذ  يرسم بالتجريب سألته لماذا تضع النقاط على الاشكال فقال ان مونيه الرسام الفرنسي هو الذي اكتشف هذه النظرية - وهي اذا  تقاطع مستقيمان يولدان نقطة – بينما ان هذه النظرية موجودة في الفكر العربي والإسلامي والعراقي ،فقد قال احد الأجلاء: اعلم  يا كميل ان سر الألف في الباء وسر الباء في النقطة  وهو  الأمام علي بن ابي طالب ،اذن ان هذه المقولة قيلت قبل –مونيه – والذي اريد ان اقوله ولا بأس ان تظهر وجهة  نظري خاطئة  وكثير من العلماء يتراجع عن وجهة نظره نتيجة مفاهيم وبراهين اخرى متطورة عن ذلك ،ان الهوية تخصنا نحن الأدباء والرسامين والنحاتين والموسيقيين  نجتمع لأجل ان ننتج شيئاً جديداً ولا نأخذ قوالب من الغرب  والعولمة التي تريد منك الآن ان يكون خطابك مجرد ان يكون خطوطاً ومستقيمات متقاطعة ومتوازية  فقط،لقد أعجبني حديث للاستاذ ساهر القيسي وهو مهندس معماري كبير، وقد التقيته في نهاية الثمانينيات في مكتبة مع طلبة وكان يشرف على واجهاتهم المعمارية فكان ينصح الطالب لكي يستخدم المستقيم والدائرة ويقول  له استخدم كذلك الدزاينات الاصطناعية الجديدة المعدلة بالاجهزة الرقمية ولكن اجعل بها بصمة و واقع عراقيين .وفي نهاية الجلسة منح  الامين العام لاتحاد الأدباء ألفريد سمعان  لوح الإبداع لملتقى الخميس   الإبداعي إلى الفنان مؤيد محسن تقديراً لإبداعه المتواصل بالفن التشكيلي .