تحرير وترجمة:د. شاكر مصطفى- (2008 الطبعة الأولى)عن/ مطبعة جامعة سيراكيوزد. شاكر مصطفى، مساعد بروفيسور، اللغة العربية، في قسم اللغات الحديثة والأدب المقارن في جامعة بوسطن، الولايات المتحدة الأمريكية. نشأ في العراق ودرس في جامعات الموصل، بغداد وإنديانا قبل بلوغه المنصب الحالي. وقد أصدر العديد من الكتب : عن الأدب اليهودي- الأمريكي، المسرح الايرلندي، إضافة الى ترجمات أدبية متعددة.
يتضمن كتاب،"الأدب العراقي المعاصر"، ترجمة وتحليل لـ34 قصة قصيرة لكل من:محمد خضيّر، مهدي عيسى الصقر، ميسلون هادي، عبد الرحمن الربيعي، عبد الستار ناصر، جليل القيسي، سمير النقّاش، سالمة صالح، صموئيل شمعون، محمود سعيد، نصرت مردان، ابتسام عبد الله، إبراهيم أحمد، وشموئيل موريح.ومن الجدير بالذكر، أن"الأدب العراقي المعاصر"، لاقى اهتماماً من قبل القراء والنقاد، وأقيمت عدة جلسات لمناقشته. كما ان الجامعة الأمريكية في القاهرة قد أصدرت طبعة ثانية له. وستصدر مطبعة جامعة سيراكيوز ، طبعة جديدة له في الأسابيع القادمة. وإزاء، ذلك الاهتمام والنجاح، قرر د. شاكر مصطفى إصدار جزء ثان منه. ترجمة المدىrnالقصة العراقية اليوممقدمة القصة العراقية تسير جنباً الى جنب مع الحقائق الموجعة في العراق. ربع القرن الماضي وحده كان عبارة عن حرب وحشية طويلة مع إيران من 198. وحتى 1988، حرب الخليج الأولى 1991 والثانية 2003، ثلاثة عشر عاما من الحصار الاقتصادي، كل ذلك أوهن البنى التحتية للبلد ونفسية أبنائه. انهيار الطبقة الوسطى وسقوط نظام الحكم القاسي والاحتلال الأجنبي المتواصل كلها تذكّر العراقيين بعدم مناعة بلدهم. من الطبيعي ان تنصب القصة العراقية الحديثة بكل ثقلها في هذه الأحداث وفي المشاعر التي تنجم عنها. هذا لا يعني ان أدباء القصة بعيدون عن الموضوعات والاهتمامات الأخرى. القصة، كقوة محرّكة، قادرة على فرض نفسها على الاستغراقات كي تتمكن من الرؤية بشكل واضح. واصل الأدباء العراقيون الكتابة عن الحب والموسيقى والزهور وعن الروح، ومن المفروض ان نشكك بمصداقية كتاباتهم ان لم تكن تعكس أيضاً ثقل الحقيقة الكئيبة التي ليست ببعيدة عنهم. الظروف غير المؤاتية أيضاً قلصت فرص النشر في العراق وكان على الكثير من الأدباء ان ينشروا نتاجاتهم في مكان آخر. في العالم العربي هناك سوق صغيرة للقصة ويعتبر الأدباء – حتى البارزون منهم – محظوظين اذا ما سوّقوا بضعة آلاف من النسخ. الافتقار الى فرص النشر في العراق فتح السوق العربية، إلاّ ان هذه السوق سرقت الأدباء العراقيين من نسبة كبيرة من قرائهم. المتاعب في العراق حفّزت المشهد الأدبي فيه. الكتابة في ظل الرقابة المتواصلة التي عانتها البلاد منذ بداية السبعينات عطّلت تدريجيا القدرات الابداعية وبدأت بأحداث تاريخية لمساعدة الكتابة في العراق على التهرب من التقوقع داخل الموضوعات والمعالجات الدنيوية. ويلات البلاد لا تكون بالضرورة مفيدة للتعبير الإبداعي اذ يمكن ان تكون مضرة به ايضا، لكنها في العراق فتحت امتدادات جديدة وازدهرت كتابة الرواية. ساد ادباء القصة في الخمسينات والستينات في هذا المجال وفرضوا جماليتهم. ربما تكون قصصهم لا خلاف عليها من حيث الموضوعات وهي في الغالب تقليدية من حيث الاسلوب. في منتصف الستينات اقترح العلاّمة والناقد علي جواد الطاهر بأن الادباء العراقيين بحاجة الى نفض تقوقع الواقعية الاجتماعية بهدف انتاج اعمال ذات جاذبية عالمية. نجح عدد من الادباء في انتاج مثل هذه القصص الجديدة وشهدت سنوات السبعينات ظهور عدة اصوات مقتدرة بضمنها اصوات موجودة في هذه المجموعة المختارة: محمد خضير، مهدي عيسى الصقر، عبد الرحمن مجيد الربيعي، سميرة المانع، وجليل القيسي. القصة الجديدة ليست أقل واقعية مما في العهود السابقة. تشير د. فريال غزول، تعليقا على الادباء العراقيين المعاصرين، بأن " القصة العراقية الحديثة قد ترعرعت في ظل الواقعية لأن ظهورها تزامن مع شيوع الاتجاه الواقعي من جانب، ولأن الواقعي ضاع في الخطاب السياسي والاجتماعي من جانب آخر ". وتضيف " لقد تحولت القصة العراقية الحديثة باتجاه الخيالية والتجوزية والكافكائية والمتاهة والوحشة ليس من نبذ الواقع وانما من شبه الحقيقة. الحياة في العراق يجري تصويرها بمشاهد محاذية اكثر مما هي حبكة. الاستمرارية لها امتياز على السببية... الثقة بمستقبل زاهر فسحت المجال لمعرفة السخيف والممسوخ ". قد يمثل خضير هذه الواقعية بحدة في قطع وصفية في (بصرياثا) وهي صورته غير المألوفة عن مدينته الأم، البصرة، المتخفية وراء الإضافة الآخرية (ياثا). أمثلة اخرى تتضمن إمكانية رؤية واقعية سحرية في اعمال مثل " تقاويم " لميسلون هادي و" شهرزاد ورواتها " للطفية الدليمي، وكذلك يعيد الصقر تحديد الواقعي والوهمي كما في " الانفصال " و" العائد ". الاحساس بالمأساوي والاحساس بالمضحك في العقدين الماضيين حرّر الأدب والفن العراقي ظاهريا من الموضوعات الاجتماعية التقليدية والسائدة، إضافة الى تحريرها من الفتور الجمالي في تمسكه بالواقع. يدّعي صالح الطعمة ان
الأدب العـراقـي الـمعاصـر "أنطـولـوجيـا"
نشر في: 18 يناير, 2011: 05:16 م