TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > تونس تعلّمنا

تونس تعلّمنا

نشر في: 18 يناير, 2011: 05:28 م

محمد سعيد الصكارإذا جاءت الحكومة بعد هذا الانتظار الممل تجرر نفايات تسعة شهور من الوعود الفارغة، متعبة متهالكة، لا تقوى على جر النفس من كثرة الكلام الفارغ والمنازعات التي أخزتنا، ومزقت أحلامنا، وما زالت تجثم على صدورنا مثلما تجثم النفايات على وجه بغداد الجميلة.إذا جاءت هذه الحكومة التي وعد الله بها عباده الصالحين (وأظننا لسنا منهم، فلسنا على أي مرتبة من الصلاح) !
لكن لنقل إنها جاءت، فماذا عليها أن تفعل، وما الذي تريدنا أن نفعل؟أما ما  تفعله فلا يشير إلاّ إلى القليل من الخير، ولا يبعث على الثقة ولا يبشر بأي أمل. لأن (رجل الدجاجة ما زالت مشدودة، لا يقوى أي من زعمائنا على حلّها). ومع ذلك، فهم مثلما قال الشاعر إبراهيم طوقان، مؤلف نشيدنا الوطني (موطني .. موطني): هم أهل بجدتها وإن أنكرتهموهمو، وأنفك راغم زعماؤها       هل يقرأون ما يكتب الكتاب؟طبعا، لا ! نحن ندري بذلك.ولكن هل يقرأون ما كتب التاريخ؟ربما؛ صفحتين قبل النوم كل أسبوع !ولكن التاريخ يدق الأبواب في تونس:بكل يد مضرجة تدقوللحرية الحمراء بابفهل سمع الزعماء العراقيون ما قال احمد شوقي، وما اجترح أهلنا التونسيون، وما آل إليه مصير حاكمهم الظالم؟!على زعمائنا أن ينتبهوا، فالمماطلة والتهاون، والاستخفاف بمطالب الناس، والجدال الذي لا ينتهي، ينبغي أن ينتهي. والوقت المفتوح  لا بد من أن ينتهي أيضا.ينبغي أن يقول ذوو الحكمة والحنكة والتجارب ما يعرفونه من حقائق تاريخية وآنية في ما يمر به الوطن، ووجوه التعامل مع غضب الناس وصمتهم المتخثر.هل تريدون أن يخرج الناس في تظاهرة صماء، بلا ألسن ولا شعارات، ليقولوا لكم:« لم يعد لدينا ما نقول، فقد جفت الحناجر، وضاقت الصدور، وظل ما وراء الصمت، وهو؛ غضب يعصف بكل شيء«.على ذوي الرأي والحكمة والتجارب من زعمائنا أن يقرأوا ما أثارته تونس، وما حوله من إشارات ذات دلالة إلى العراق، وما يشبهه من حال تونس قبل نهضتها، بقصد التحريض والإثارة ومحاولة عقد القرائن المموهة، بغية الوصول إلى استنتاجاتهم المسمومة؛ وأن لا يعيد علينا دريد بن الصمة قوله:فلم تستبينوا النصح إلا ضحى الغدأمرتكمو أمري بمنعرج اللوىولكننا لا نتبع قوله الآتي:غويت وإن ترشد غزية أرشدوما أنا إلاّ من غزية إن غوتفلسنا من دعاة العشائريات والمناطقيات والمحسوبيات، وما جاءت به المحاصصة الخبيثة من علاقات لا تقودنا إلى شاطئ السلامة.إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك! (القصص 28).فعلى أي جانبيك تميل؟وسوى الروم خلف ظهرك رومrnmohammed_saggar@yahoo.fr

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram