TOP

جريدة المدى > سينما > عودة الحرب الباردة الى صالات السينما.. فيلم"سالت" نموذجا

عودة الحرب الباردة الى صالات السينما.. فيلم"سالت" نموذجا

نشر في: 19 يناير, 2011: 05:03 م

يوسف أبو الفوزفي شهر حزيران عام 2010، كشفت واشنطن في ضجة إعلامية عن شبكة تجسس تعمل لصالح موسكو ، على طريقة " الخلايا النائمة "، ومهمتها تجنيد المصادر السياسية وجمع المعلومات لصالح موسكو للنقد والتحليل، وعقب ذلك، وفي مقال لها بصحيفة ذي إندبندنت البريطانية
تساءلت الكاتبة "ماري ديجيفسكي" عن " إذا ما  كانت مهمات التجسس في العالم  قد غطاها غبار التاريخ، أم أنها باتت إستراتيجية تتبعها بعض دول العالم وروسيا حتى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي؟ "، واضافت: " رغم الانتهاء الظاهري للحرب الباردة، لا يزال شبحها يخيم على أجواء معظم الدول في العالم ".وحتى لو ان السياسيين ورجالات الامن تناسوا الامر، فأن ستوديوهات السينما الغربية، لا يمكن ان تنسى، فليس هناك موضوعة مغرية اكثر من موضوعة الحرب الباردة، وصراع اجهزة التجسس الغربية مع اجهزة التجسس السوفياتية، وحلفائه من الدول، مما كان يعرف بالمعسكر الاشتراكي، تم تناولها في افلام لا حصر ولا عد لها، بل ولا نبالغ ان قلنا المئات من الافلام التي غزت شاشات السينما وراحت تروج لافكار ومفاهيم عن قدرات الغرب وأجهزته الامنية، وامكانيات الرأسمالية في عدائها مع الاشتراكية، ويمكن القول ان ثمة عاملين في السينما، من ممثلين وكتاب ومخرجين، بنوا شهرتهم ومجدهم الفني من خلال عملهم وتعاملهم مع موضوعة الحرب الباردة. واشهر ذلك، هو سلسلة افلام جيمس بوند، التي كانت مؤسسات حكومية مخابراتية غربية، تتصدرها وكالة المخابرات المركزية الامريكية (CIA)،  تمرر من خلالها رسائل سياسية وفكرية، في اطار الحرب الفكرية لاضعاف الجانب الآخر ولخلق رأي عام معاد ضد المعسكر الاشتراكي والافكار الشيوعية واليسارية، وعلى الجانب الاخر كانت المؤسسات السوفياتية، وخصوصا الامنية، تتوقف مليا عند هذه الافلام للرد عليها، ليس بافلام مماثلة، وانما باطرف ما يمكن تصوره، وهو دراسة افكار الاسلحة التي يستخدمها جيمس بوند في كل فيلم، لحد قيل ان افلام جيمس بوند كانت سببا لتطوير وانتاج اسلحة مخابراتية سوفياتية عديدة . ويحدد الكاتب والناقد اللبناني ابراهيم العريس بأن " سينما التجسس هي في غالبية الأحوال، سينما سياسية، ولا سيما في ما يتعلق بالصراعات الكبرى التي عرفها القرن العشرون : بين النازية والعالمين الاشتراكي والغربي، ثم بين المعسكر الشرقي (الاتحاد السوفياتي وتوابعه) والمعسكر الغربي في مرحلة لاحقة. وبعد ذلك بين العالم والإرهاب، مروراً بالحروب الكثيرة، التي كان جانبها الاستخباراتي يضاهي في أهميته جانبها العسكري. ". موضوعة الحرب الباردة، تعود ثانية الى الشاشة في فلم امريكي، حصد النجاح تجاريا، لاسباب عديدة، منها ان عرض الفيلم جاء توافقا مع اصداء احداث سياسية ملفتة للنظر جدا، الا وهو كشف الولايات المتحدة الامريكية عن الخلايا الجاسوسية الروسية النائمة، في سيناريو شابه احداث الفيلم بشكل ما، مما اعطى  للمشاهدين دفعا لمشاهدة الفيلم الذي شهد نجاحا على صعيد شباك التذاكر. ويشير الفيلم ببساطة الى كون الولايات المتحدة الامريكية، والدوائر السياسية المعنية، لا تزال تخشى من القوة الاقتصادية والسياسية لدولة مثل روسيا، التي هي وريثة الاتحاد السوفياتي ولجهاز مخابراته الذي يملك ارثا كبيرا وما زال يهدد امنها الاستراتيجي في اطار لعبة توازن القوى الدولية، من هذا الباب نتوقع ان هذا الفيلم ستعقبه أجزاء تالية، لاسيما وان قصة الفيلم قدمت نهاية مفتوحة، ستكون مغرية لترتفع حرارة موضوعاتها حسب الأوضاع السياسية والعلاقات الاقتصادية بين الأقطاب الكبرى . الفيلم الذي نتحدث عنه، هو فيلم "سالت" (SALT) من انتاج 2010  لشركة كولومبيا، واحدة من اكبر شركات الإنتاج الأمريكية المقربة للاوساط الرسمية الامريكية، والتي لطالما انتجت افلاما كان لها صدى فنيا وسياسي كبير، وملفت للانتباه هنا اسم الفيلم، فهو يحيلنا تلقائيا الى اتفاقيات سالت (S. A. L. T )، للحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية، حيث وقعت سالت الأولى عام 1972  وسالت الثانية عام 1979، بين قطبي الصراع، اللذين تدار بأسمهما وأفكارهما قنوات الحرب الباردة، القطبين الأمريكي والسوفياتي . المخرج وكاتب السيناريو "فيليب نويوسي" الاسترالي الأصل (مواليد 1950 )، الذي عرف بحصول العديد من افلامه على العديد من الجوائز من مهرجانات سينمائية في كان او استراليا او في بريطانيا، والذي قدم العديد من أفلام الإثارة والرعب والحركة، يعود وبالاستناد الى قصة كتبها " كيرت ويمير" للتعاون مع الممثلة السينمائية الأمريكية السوبر ستار "انجيلا جولي" (مواليد 1975)، التي عرفت بنشاطاتها الإنسانية الى جانب اللاجئين في مختلف بقاع العالم، وكاللاجئين العراقيين، باعتبارها سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، والتي عرفت بأفكارها الليبرالية، وتبني قضايا الفقراء ومساهمتها في نشاطات ضد العنصرية واالتعصب، واخرها كان موقف من محاولة قس امريكي متعصب لحرق القرآن في رمضان الماضي . اللقاء الاول بين المخرج فيليب نويوسي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram