شرم الشيخ/ عباس الغالبيعقدت في منتجع شرم الشيخ بمصر القمة الاقتصادية العربية الثانية بحضور احد عشر رئيساً وملكاً وأميراً وعدد من المنظمات الدولية الاقتصادية ولفيف من رجال الأعمال والاقتصاديين والناشطين في المجتمع المدني.
وشارك العراق بوفد رفيع المستوى ترأسه رئيس الجمهورية جلال طالباني وعدد من الوزراء ورؤساء الهيئات والمؤسسات الاقتصادية.واستهلت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة لرئيس القمة الاقتصادية العربية الأولى الشيخ صباح جابر الأحمد الصباح أمير الكويت أعلن فيها عن بلوغ حجم مشروع تنمية ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة العربية ما يقارب من ملياري دولار مع انعقاد هذة القمة.ودعا الصباح إلى ضرورة تفعيل مقررات القمة الاقتصادية الأولى التي انعقدت في الكويت قبل أكثر من عامين.أعقبه الرئيس المصري محمد حسني مبارك رئيس القمة الاقتصادية العربية الثانية بكلمة دعا فيها إلى ضرورة تفعيل منطقة التجارة الحرة العربية وصولاً إلى السوق العربية المشتركة.وطالب مبارك بضرورة أن تكون رسالة المؤتمر إلى الشعوب العربية رسالة تنمية شاملة.من جانبه قال الأمين العام للجامعة العربية عامر موسى خلال كلمته إن انعقاد هذه القمة يأتي في إطار سعي الجامعة العربية لتأكيد المنحى الجديد لشؤون التنمية والاقتصاد دون السياسة. وتوالت بعد ذلك كلمات الأمين العام للأمم المتحدة وممثلي عدد من المنتديات أجمعوا فيها على ضرورة تنشيط عملية الاستثمار وتفعيل التجارة البينية بين الدول العربية وإيجاد مناطق للتجارة الحرة والتصدي للمشكلات التي تعتري سير عملية التنمية ولاسيما البطالة وأخذ بنظر الاعتبار التداعيات السياسية والاقتصادية التي حدثت في تونس مؤخراً.وذكرت مصادر صحفية مطلعة من داخل المؤتمر لموفد (المدى) أن المؤتمر ناقش عددا من المحاور الاقتصادية والتنموية المهمة لعل في مقدمتها ظاهرة البطالة فضلا عن إمكانية دعم الصندوق العربي لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وسبل دعم مجتمع رجال الأعمال وضرورة التعاون بين القطاعين العام والخاص والتقليل من هيمنة المؤسسات الحكومية على النشاطات الاقتصادية.وكانت هناك اجتماعات تمهيدية عقدت في وقت سبق المؤتمر تضمنت اجتماعا للمندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية وآخر للمجلس الاقتصادي الاجتماعي على مستوى وزراء التجارة العرب ثم أعقبه اجتماعا آخر على مستوى وزراء الخارجية العرب.من جانبه قال رئيس هيئة الاستثمار الدكتور سامي الاعرجي عضو الوفد العراقي لـ (المدى) إن هذا المؤتمر يمثل إضمامة كبيرة في الملفات التنموية والاقتصادية العربية مبيناً أن الوفد العراقي يحمل جملة من التصورات والرؤى التي تندرج في إطار العمل التنموي مؤكدا على أهمية تفعيل الاستثمار في العراق، داعيا الشركات العربية لضرورة ولوج الاستثمار في جميع القطاعات الاقتصادية.إلى ذلك قال الدكتور سنان الشبيبي محافظ البنك المركزي العراقي عضو الوفد العراقي إن المؤتمر يمثل نهجا جديدا في مسارات العمل العربي الاقتصادي والتنموي داعيا إلى أهمية تفعيل مجتمع رجال الأعمال وتطوير السياسات المالية والنقدية العربية.ثم بدأت الجلسة الثانية التي ألقى فيها فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني كلمة أكد فيها أن انعقاد هذه القمة يدل على إدراك الدور المتعاظم للاقتصاد في عالمنا المعاصر الذي يشهد ترابط وتداخل عمليات التنمية في مختلف أصقاع العالم، داعيا إلى تعزيز أواصر التعاون والتنسيق في مختلف الميادين التنموية والاقتصادية.وفيما يأتي نص كلمة رئيس الجمهورية جلال طالباني:rnبسم الله الرحمن الرحيم فخامة الأخ الرئيس محمد حسني مبارك المحترمصاحب السمو أمير دولة الكويت الشقيقة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح المحترمأصحاب الفخامة والسمو والمعالي رؤساء الوفود الشقيقةمعالي الأمين العام للجامعة العربية أعرب، بداية، عن جزيل الشكر والامتنان للأخ والصديق العزيز فخامة الرئيس محمد حسني مبارك وللشقيقة الكبرى مصر لحسن الاستقبال وكرم الضيافة وتوفير أفضل الأجواء لالتئام هذه القمة.كما أقدم خالص الشكر للأخ العزيز صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، لإسهامه البالغ والمهم في عقد وإنجاح القمة العربية الاقتصادية الأولى ومتابعة قراراتها. إن انعقاد هذه القمة العربية وبمثل هذا المستوى الرفيع إنما يدل على إدراك للدور المتعاظم للاقتصاد في عالمنا المعاصر الذي يشهد ترابط وتداخل عمليات التنمية في مختلف أصقاع العالم. ومن الحري بنا، نحن الدول المنضوية تحت لواء الجامعة العربية، أن نعزز أواصر التعاون والتنسيق في مختلف الميادين لتحقيق الاستقرار والرفاهية لشعوبنا والأمن والسلام في المنطقة والعالم.أن جمهورية العراق على أتم الاستعداد للمساهمة بكل همة ونشاط في هذا العمل التكاملي، مسخرة لذلك ما حباها الله من طاقات وخبرات بشرية وخيرات وثروات طبيعية. ولعل انطلاق حكومة الشراكة الوطنية برئاسة الأستاذ نوري المالكي سيغدو حافزا ومعجلا لعمليات الإعمار والتنمية في بلادنا التي عانت طوال عقود من الاستبداد السياسي والاقتصادي والحيف الاجتماعي، ومما جرته الحروب والحصار والإرهاب و