 بغداد/ سها الشيخليكشفت وزارة العدل العراقية ان حالة تكرار هروب المعتقلين الخطرين من السجون يعود الى حراس متواطئين.وقال وكيل وزارة العدل بوشو ابراهيم في تصريح للمدى امس ان ظاهرة هروب السجناء تجري بمساعدة الحراس، مؤكدا انه لا توجد انفاق تحت الارض تستخدم للهروب كما هو حال حوادث هروب شهيرة في العالم.
واكد بوشو ان تواطؤ الحراس يشكل احد اهم اسباب الهروب، وتابع:"كلنا يعلم ان لدى الوزارة عشرة آلاف حارس موزعين على السجون ومع شديد الاسف ان اغلب هذا العدد الكبير قد زور شهاداته، وهم ليسوا على درجة مقبولة من الحرص والمتابعة بل اغلبهم يبيع وطنه من اجل مبلغ صغير كأن يكون مئة دولار.واضاف المسؤول الرفيع في الوزارة ان هناك نفوساً ضعيفة لا تشعر بمسؤوليتها وليس لها ذمة ولا ضمير، الى جانب اسباب اخرى عديدة لا يمكن البوح او الحديث عنها في الوقت الحاضر.وانتقد عراقيون ما وصفوه بـ"مسلسل"هروب السجناء من المعتقلات التي تدار من قبل الاجهزة الامنية العراقية والتي كان آخرها هروب أربعة معتقلين خطرين من سجن"كروبر"بمطار بغداد الدولي.من جانبه اكد مسؤول في وزارة الامن الوطني فضل عدم ذكر اسمه ان هناك تقصيراً ما في ادارة السجن او قد يكون هنالك تواطؤ من حراساته، موضحا ان المسؤولية تكافلية ما يدل على ان الخلل موجود.واضاف المصدر في اتصال هاتفي مع"المدى"ان اعداء العراق كثيرون واعداء العملية السياسية اكثر وكل الافتراضات موجودة وهي ان جهات سياسية معادية او احزاباً معادية تقف وراء تهريب السجناء ربما رجال النظام السابق ايضا، الاحتمالات واردة.وكانت وسائل اعلام قد نقلت عن مصدر امني لم تكشف عن هويته القول ان اربعة من قادة تنظيم القاعدة من بينهم وزيرا الداخلية والمالية فيما يسمى بـ"دولة العراق الاسلامية"المرتبطة بالقاعدة، هربوا من سجن"كروبر".ويرى خبراء امنيون ان هروب السجناء من معتقل سلم حديثا لقوات الامن العراقية يدلل على أن الاخيرة غير قادرة على تولي المسؤوليات الامنية وبالتالي فان رحيل القوات الاميركية سيفتح باب الخروقات الامنية المتعددة.ودعت اوساط المجتمع المدني الحكومة العراقية الى فتح تحقيق عاجل على مستوى عال لمعرفة ملابسات هروب السجناء الاربعة في البصرة ومن هي الجهات المستفيدة وكيف تم خلال اسبوع تخطيط وتنفيذ عملية الهروب".وكانت وكالة انباء كردستان نقلت عن الخبير الاكاديمي جاسم العلياوي، وهو استاذ في جامعة بغداد، قوله أن"المتتبع لوضع السجون التي تدار من قبل الاجهزة الامنية العراقية فانها تعاني الكثير من المشاكل والتي تتطلب نهضة واسعة لتجاوزها"، مبينا أن"تكرار هروب السجناء من المعتقلات المعروفة بإجراءاتها الامنية المشددة يدلل على أن هناك جهات خارجة متنفذة بالقرارات التي تصدرها ادارة السجون".يشار الى ان السلطات العراقية ممثلة بوزارة العدل تسلمت رسميا سجن كروبر الواقع قرب مطار بغداد الدولي، وهو آخر المعتقلات التي كانت تديرها القوات الاميركية. وأبقت القوات الاميركية 200 معتقل بينهم ثمانية من مسؤولي النظام العراقي السابق تحت ادارتها، بحجة أنهم"يشكلون خطرا على أمن القوات الاميركية". ويضم السجن 1500 معتقل بينهم عدد من كبار المسؤولين في النظام السابق تم تسليمهم الى الجانب العراقي.وكانت القوات الاميركية قد افتتحت سجن كروبر بعد الحرب على العراق في نيسان عام 2003 قرب مطار بغداد الدولي، وخصصته لكبار المسؤولين السابقين وقادة الجماعات المسلحة الذين يشكلون خطرا عليها، وكان الرئيس العراقي السابق صدام حسين، احد اهم المعتقلين فيه.