TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > تعدد الزوجات في العراق: تشجيع السلطات واضطرار النساء

تعدد الزوجات في العراق: تشجيع السلطات واضطرار النساء

نشر في: 23 يناير, 2011: 07:08 م

بغداد/ بي بي سيتمضي حنان أيامها في تصفيف شعر زبوناتها من النساء اللواتي يزرن صالون الحلاقة المتواضع الذي تديره. ويحتل الصالون غرفة في منزل حنان الواقع في شارع حيفا في بغداد.يضجّ المنزل بالحياة، وتدل جدرانه المتسخة على ضعف حال صاحبته. تعمل حنان وتعيش في هذا المنزل منذ عشر سنوات مع أولادها الثلاثة.
روابط ذات صلة هل تعدد الزوجات هو الحل لمشكلة ارامل العراق؟ حنان امرأة ذات شخصية قوية تنعكس في صوتها الواثق والعميق. فقدت ثمانية أفراد من عائلتها في الحرب وفقدت زوجها أيضا وبقيت قوية.مع ذلك، استسلمت لحاجتها الى ما تسميه الرجل – الملجأ، وتزوجت من رجل متزوج.حنان واحدة من مليون أرملة عراقية خلفتهن الحرب في العراق، العديدات منهن شابات في مقتبل العمر على رأس عائلاتهن، انضممن الى جيل من النساء في عمر الزواج لا يجدن فرصة له لأن العدد الأكبر من الرجال من جيلهن استشهدوا في الحروب.وفي بيئة تقليدية تغلب عليها القيم المحافظة بشكل متزايد، وفي بلد لا يزال يعيش حالة حرب، وجدت هؤلاء النساء أنفسهن في مواجهة حلول غير محبذة في الأوضاع العادية.جاءت السلطات العراقية في بعض المحافظات بحل أثار جدلا كبيرا في العراق وخارجه، حيث اقترحت تقديم مساعدات مالية لتشجيع الرجال المتزوجين على الاقتران بزوجة ثانية أو ثالثة أو حتى رابعة.أعلن الاقتراح في الأشهر التي سبقت الانتخابات الأخيرة في مارس/ آذار من عام 2010، وكان"لأسباب سياسية من أجل حصد عدد أكبر من أصوات الناخبين"كما تقول النائبة في البرلمان العراقي ندى الجبوري.وتقر الجبوري بمشروعية تعدد الزوجات بموجب الشريعة الاسلامية، لكن"يجب ان توضع له قواعد"كما تقول.وللاقتراح جوانب عديدة مثيرة للجدل، فإلى جانب تشجيعه على الزواج المخادع، فهو يخالف القانون العراقي بحسب الناشطة في مجال حقوق الانسان هناء أدوار من منظمة"الأمل"في بغداد.فبموجب قانون الأحوال الشخصية العراقي لعام 1959، يتوجب على الرجل ان يحصل على موافقة قاض ليتمكن من الزواج بثانية.تعتقد هناء أدوار ان"عدم الاستقرار السياسي وتدهور المعايير الأخلاقية"في العراق هما سبب هذه الاقتراحات التي تعارض القوانين والأخلاق برأيها، إذ تجعل من المرأة"سلعة"سهلة الشراء والاستفادة منها لأنها تضعها في منزلة متدنية عن الرجل وتعرضها للتعسف الذكوري.لكن العراق لا يزال في حالة حرب، كما تقول النائبة الجبوري، وتحيل اللوم على"بعض السياسيين والمجموعات الدينية المتشددة التي تروج لتعدد الزوجات بدون قواعد."وتضيف انه على مدى السنوات الماضية تمكنت"مجموعات ارهابية من السيطرة على قرى عراقية بكاملها وروجت فيها تفسيرا خاطئا للشريعة الاسلامية".تقول الجبوري:"يجب ان تتم توعية النساء الى حقوقهن وان توفر لهن الرعاية الاجتماعية والصحية والخيار في تقرير مصيرهن"في نهاية الأمر،"المشكلة تتعلق بكرامة المرأة."لكن كرامة حنان نفسها هي التي دفعتها الى الزواج برجل متزوج،"فالزواج لا يتعلق بالحاجة المادية فحسب"كما قالت عندما سألتها عن السبب الذي دفعها للاقتران برجل متزوج. وهي قادرة على إعالة عائلتها وأولادها الثلاثة بمفردها، لكن الزواج بالنسبة لها حاجة معنوية."كنت أشعر بانني وحيدة وهشة من دون أحد يدعمني. يمكن لأي كان ان يهاجمني أو يتحرش بي. الرجل حماية، خيمة"وهذا كل ما تطلبه المرأة من الرجل، كما ترى حنان.في يوم من أيام عام 2005، أحيت حنان مع زوجها الذكرى الاربعين لاستشهاد أخيها في مقبرة قريبة من شارع حيفا. استشهد الأخ في انفجار عبوة ناسفة في الشارع نفسه وفي وقت لاحق من ذلك اليوم وجدت جثة زوجها في سيارته في الشارع نفسه."تبكين على فراق العزيز وتحزنين لأنه خسر شبابه"، تقولها حنان بحسرة خالية من المرارة، وتروي لي قصة حلم راودها قبل ان تتزوج."كنت فتاة صغيرة. أعطاني أحدهم حجرة رخامية كتب عليها اسم النبي محمد، وفي الوقت نفسه لفظ لي اسماً آخر من أسماء النبي: مصطفى". محمد هو اسم الابن الأصغر لحنان، وهو اسم ورثه عن أبيه الذي استشهد قبل خمسة أشهر من ولادته.واليوم، تعيش حنان مع زوجها الثاني مصطفى. لكن هذه المعلومة غير دقيقة، فمصطفى يزور منزله الثاني مرة في الأسبوع ويمضي ما يتبقى من الوقت مع زوجته الأولى وأولاده الثلاثة منها.لم تعرف حنان ان مصطفى كان متزوجا حين تزوجته، واليوم تشعر بالأسى ليس لحالها فحسب ولكن لحال الزوجة الأولى."لو عرفت انه كان متزوجا لما قبلت."قال لي انه طلقها وظننت ان علاقتهما انتهت لأنها كانت المرة الثانية التي يطلقان بعضهما.والآن تقول حنان ان الزوجة الأولى لا يمكن ان تقبل بوجودها في حياة مصطفى.تزوج مصطفى بحنان قبل عام واحد تقريبا. كان صديقا قريبا لأخ حنان وثابر على زيارة العائلة ومساعدتها بعد ان رحل أخو حنان عن العراق.وعندما عرفت ان زوجها عاد الى زوجته الأولى شعرت بأنه ليس من حقها ان تعترض إذ تقول"إن له الحق في أن يرى أولاده كما لي الحق في تربية أولادي".لكن هذا ليس السبب الأوحد الذي أقنعها بالبقاء معه."انها القسمة&quo

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram