متابعة/ المدىنقلت وكالة بابنيوز عن مصادر في الشرطة قولها ان ظاهرة سرقة السيارات والشاحنات تزداد اتساعا في بغداد على وجه الخصوص وبعض مدن العراق، بالتوازي مع انتشار السيارات الحديثة، بسبب ارتفاع القدرة الشرائية.ومما يزيد من استفحال الظاهرة، غياب وسائل الأمان، وضعف السيطرة المعلوماتية على السيارات ومالكيها، حيث يصبح تزوير الوثائق المتعلقة بالعجلة أمرا ميسورا، مما يسهل من مرور هذه السيارات من نقاط السيطرة الحكومية وتسهيل تهريبها الى المناطق الحدودية.
وبينما تشير سجلات الشرطة العراقية الى أن نسبة استعادة السيارات المسروقة تمثل رقما ضئيلا، فان مواطنين قالوا للوكالة المذكورة ان رحلة البحث عن السيارة المفقودة يقودها أصحاب السيارات أنفسهم.وقال حميد حسن الذي فقد سيارته بداية هذا العام ان الشرطة لم تستطع العثور على سيارته وانه مضطر للبحث عنها بنفسه. لكنه الى اليوم لم يعثر لها عن اثر.وفي مدن مثل كربلاء والنجف حيث تزدحم الشوارع بالسيارات الحديثة، والباصات التي يستقلها زوار العتبات المقدسة تصبح عمليات سرقة السيارات ظاهرة شبه يومية، وبحسب مصادر مرورية فان معدل سرقة السيارات في تلك المدن يصل الى عشر سيارات يوميا بعد ان كان هذا العدد مرتفعا في السنوات السابقة.ويروي حميد الخفاجي كيف ان فتية تمكنوا من سرقة سيارته بعد ان هددوه بقوة السلاح بان يترك سيارته والا خسر حياته وبالفعل كان لهم ما أرادوا ولم يعثر إلى الآن على سيارته.وبحسب ضابط شرطة المرور فاضل الجبوري من شرطة مرور مدينة النجف فان الكثير من السيارات المسروقة تختفي في الأحياء الصناعية حيث يتم تفكيكها وبيعها بشكل أدوات احتياطية.أما محمد المياحي فيقول انه فقد سيارته بعدما صعدت امرأة السيارة لإيصالها الى مكان في إطراف مدينة كربلاء، لكن على ما يبدو فان هذه المرأة دليل لعصابة كانت تنتظرنا في منتصف الطريق حيث اجبرتني المراة على التوقف بعد ان أخبرتني ان هؤلاء إخوتها.وأضاف... بقية القصة تحدث كل يوم فقد خيروني هؤلاء بين القتل او ترك السيارة وكان لهم ما أرادوا.وبحسب كامل الحسني وهو مدرس فانه شهد محاولة سرقة سيارة من أمام احد معارض السيارات في السيدية ببغداد. لكن المحاولة باءت بالفشل وتم القبض على الجاني. والمشكلة الاكبر في حوادث السيارات حين لا يتورع السارق من قتل السائق، فقد وجدت جثة محمد الزامل في المشرحة بعدما استقرت ثلاث رصاصات في ظهرة واخرى في العنق بينما لم يتم العثور على سيارته التاكسي"كيا"التي كان يستقلها.وكانت شرطة المثنى كشفت هذا العام عن عصابتين لتسليب السيارات هم جزء من شبكة تعمل بين السماوة وكربلاء والنجف والديوانية حيث قاموا بتسليب (140) سيارة.وانتشرت ظاهرة سرقة السيارات منذ الثمانينات لتزداد في التسعينات ثم لتشكل ظاهرة ملفتة بعد العام 2003، لتقترن بالقتل وهو ما يطلق عليه"التسليب".واذا كانت البطالة احد العوامل المهمة في انتشار الظاهرة فان غياب الدور الرقابي والقانون الرادع، وضعف الإدارة المرورية، كلها عوامل فاقمت الظاهرة.وبينما شهدت السنوات السابقة ظاهرة سرقة العجلات من قبل المتمردين والإرهابيين بحسب اعترافات المشتبه بهم فانها تنتشر اليوم بين العاطلين عن العمل، وأصحاب السوابق بحسب الباحث الاجتماعي في مركز شرطة الحلة لطيف العتبي.ولاشك ان العراق بعد العام 2003 أصبح ساحة مفتوحة لتجارة السيارات المسروقة، فقد صرحت مصادر في الشرطة الأردنية أنها ألقت القبض على عصابات تخصصت بسرقة السيارات السعودية والخليجية وتصديرها للعراق، وفي ذات الوقت فان هناك مجاميع متخصصة بتصدير السيارات المسروقة الى دول الجوار ومنها إيران عبر العراق، لتصبح سرقة السيارات تجارة بينية مثلما المخدرات، ساحتها العراق والدول المجاورة.