 الناصرية / حسين العامل قال مدير المستشفى البيطري الدكتور خليل أمين واجد في محافظة ذي قار: إن انخفاض مناسيب المياه واستخدام الصيد الجائر في عدد من مناطق أهوار الناصرية اخذ ينعكس سلبا على حجم الثروة السمكية والأحياء المائية في المناطق المذكورة داعيا إلى تخصيص حصة مائية خاصة  لمناطق الأهوار وذلك ضمن الاتفاقيات الدولية.
وحذر الدكتور واجد في حديث خص به المدى: من انعكاس تراجع وانخفاض مناسيب مياه الأهوار على مختلف المجالات الحياتية في مناطق الأهوار، مشيرا إلى تسجيل انخفاض ملحوظ في أعداد الحيوانات والثروة السمكية التي تعيش في مناطق الأهوار كالجاموس والأحياء المائية ولا سيما الأسماك وخاصة البني والقطان، لافتا إلى اثر شح المياه وانخفاض مناسيبها أيضا على النباتات والسكان المحليين في مناطق الأهوار.وكان عدد من مسؤولي الوحدات الإدارية في المناطق المتاخمة لأهوار الناصرية قد أشاروا في وقت سابق إلى تسجيل عدد من حالات النزوح والهجرة من بعض مناطق الأهوار. وفي معرض حديثه عن  مخاطر الصيد الجائر للأسماك في مناطق الأهوار أثنى مدير المستشفى البيطري على خطة وزارة الزراعة الخاصة بإطلاق أعداد كبيرة من اصبعيات البني والقطان والنوعيات النادرة من الأسماك في مناطق الأهوار، لافتا إلى أن ذلك من شأنه أن يعوض بعض ما فقدته المناطق المذكورة من النوعيات النادرة ويحافظ عليها من مخاطر الانقراض. وبالمقابل أشار عدد كبير من صيادي الأسماك إلى انعكاس شح المياه وانخفاض مناسيبها واستخدام الصيد الجائر في مناطق الأهوار سلبا على مستواهم المعيشي إذ أدت إلى تراجع حاد في حجم مدخولاتهم  اليومية فبعد ان كان الصياد الواحد منهم يصطاد على حد قولهم  ما معدله عشر اوقيات تعادل (40 كغم) في اليوم الواحد أصبح الآن لا يحصل وبعد رحلة صيد مضنية إلا على اقل من اوقيتين أي اقل من  (8 كغم). وإزاء ذلك دعا مدير المستشفى البيطري في ذي قار الحكومة المركزية ودول الجوار إلى تخصيص حصة مائية خاصة بمناطق الأهوار كونها مسطحات مائية لها تأثير مباشر على العوامل البيئية وحياة السكان والأحياء المائية منوها إلى أن الاتفاقيات الدولية تضمن حقوق العراق في هذا المجال.  وعن تحويل جزء من مياه مبزل المصب العام باتجاه مناطق الأهوار قال واجد:إن هذه الخطوة هي من المعالجات الجزئية وهي بطبيعة الحال لا تكفي لغمر جميع مناطق الأهوار التي لم يغمر من مساحتها الكلية سوى 40% وأضاف: فما لاحظناه خلال الشهرين الماضيين هو غمر بعض المناطق بالمياه في حين مازالت مناطق أخرى بحاجة إلى المزيد من كميات المياه لإنعاشها. وكانت الهيئة العامة لتنمية الأسماك في وزارة الزراعة وفي خطوة لمواجهة التراجع الحاد في كميات ونوعيات الاسماك قد أطلقت خلال العامين الماضيين عدة ملايين من إصبعيات الكارب في أهوار محافظتي ذي قار وميسان وذلك ضمن برنامج أعدته لتعويض أعداد الأسماك التي تراجعت خلال العقود الثلاثة الماضية في مناطق الأهوار التي كانت ترفد البلاد بأكثر من 50 بالمئة من حاجتها من الأسماك.يذكر أن الرافدين الشهيرين دجلة والفرات، بما يضم من مسطحات مائية وأهوار وأنهر تشكل مساحات مائية جيدة لا مثيل لها في العديد من دول المنطقة ما يفرض أن يكون واحدا من الدول المنتجة للأسماك في المنطقة خاصة النهرية منها، لكن واقع الحال يشير إلى تراجع خطير في حجم الثروة السمكية، في وقت يحذر مختصون من انقراضها بشكل كامل.ورغم عدم وجود أرقام لحجم الإنتاج العراقي من الأسماك، لكن جميع المعنيين متفقون انه محدود جدا وشهد تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة لأسباب عديدة منها الجهل بالطرق الحديثة لتربية الأسماك وصيدها واستخدام طرق الصيد الجائر مثل السموم والقنابل والكهرباء، مع غياب المسائلة القانونية، فضلا عن عوامل الجفاف.