TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > مثقفون: بمساحة الأمن المتوفرة والاهتمام الرسمي بالكتاب أنتعشت الثقافة فـي كردستان

مثقفون: بمساحة الأمن المتوفرة والاهتمام الرسمي بالكتاب أنتعشت الثقافة فـي كردستان

نشر في: 28 يناير, 2011: 06:40 م

ممثلو دور نشر شاركت في معرض اربيل للكتاب في جامعة صلاح الدين، اكدوا عدم توقعهم ان يحظى هذا المعرض المحلي بإقبال كبير، سيما وان الاغلبية الساحقة من الكتب المعروضة كانت باللغة العربية، ويفترض ان الاختلاف في اللغة لن يكون في صالح المعرض المقام في مدينة لا تتكلم العربية، لكن الذي حدث هو العكس، كما ان البعض منهم عبر عن دهشته من وجود هذا الكم الكبير من محبي الثقافة والإبداع في اربيل، مشيرين الى انهم لم يجدوا مثل هذا الكم في مدن أخرى في العراق او خارجه.
هذا الامر حفزنا في الساعات الاخيرة من عمر المعرض، لأجراء استطلاع بين الزائرين حول الكتاب في اربيل، ومدى تأثر المثقف او المتلقي بتكنلوجيا المعلومات من كتاب الكتروني وسواه يوضع بيسر في جهاز الكومبيوتر خاصته او حتى في هاتفه الخلوي:   خوشناو عزيز كاتب كردي، يعتقد بان المثقفين العراقيين الكرد او العرب، معظمهم لا يستخدمون الكومبيوتر لغير امور البريد المرتبطة بالانترنيت، أو لكتابة شيء ما على صفحة الوورد، ويقول أن قلة فقط يعتمدون عليه في مطالعة الكتاب، لذلك فأن الثقافة الالكترونية تحتاج الى وقت اطول قبل ان تصبح خطراً على المطابع، مع ان ذلك الخطر بدا يلوح من خلال تداول اقراص سي- دي، او دي- في- دي تحتوي على الاف من الكتب ربما اكثر بكثير مما يحتويه هذا المعرض، فيما عدا ذلك يبقى ملمس الورق، والحميمة بين القارئ والكتاب، مشهدا لايمكن ان ينطفئ أبداً مهما تطور العلم او تقدم،   وبالنسبة للكتاب في اربيل، يرى خوشناو أن المعارض الكبيرة وغير المسبوقة في العراق والمنطقة التي تقام في اربيل، خير دليل على المكانة التي يحظى بها الكتاب عند المثقف الكردي، لانه بطبعه قارئ نهم، يحب الاطلاع على ثقافة وتجارب الاخرين، واضاف: "في اماكن اخرى من العراق نجد ان المكتبات تختفي شيئا فشيئاً بينما هنا في اربيل تنتعش ". ساهرة بديع مثقفة من الموصل تسكن في اربيل منذ اربعة اعوام، اكدت ان الجو العام في اربيل وغيرها من مدن كردستان، يشجع على تنشيط المشهد الثقافي، بسبب مساحة الامن المتوفرة، والاهتمام الرسمي بالكتاب والمثقف، وقالت: "الكل يعرف ان معرض اربيل الدولي للكتاب في العام الماضي  شاركت فيه (250)دار نشر عراقية وعربية واوربية، واسيوية، وعرض خلاله مليونا عنوان، هكذا معرض ضخم يحتاج الى دعم حكومي واسع لتامين النقل ومنح التراخيص وغيرها من الامور، توفر هذا الامر هنا، فانتشر الكتاب، ومن الطبيعي ان يزامن ذلك ظهور جيل من القراء، وهو آخذ في الاتساع رصدته من خلال اطلاعي على الواقع الثقافي هنا، المثقف الكردي منفتح على باقي الثقافات، لان الحرية موجودة في راسه قبل ان تكون واقعاً معيشاً. ليس ببعيد عما ذكرته ساهرة، أشار نوروز ريبار الى ان الكتاب في اربيل وحتى في أزمنة القهر والظلم القديمة، كان متداولاً ويحظى بالاهتمام والتقدير، لان الثقافة هي المعبر نحو المستقبل، وأفضل اساس للبناء الحضاري. ولفت نوروز الى ان القارئ المتعمق في قراءته المحب لها، يلجا غالبا الى الكتاب العادي، ويفضل عادة الحصول على الكتاب من دار نشرمعينة يثق بجودة طباعتها له او بالترجمة التي تقدمها ان كان الكتاب مترجماً، ربما لم تتعزز هذه الثقة في الكتاب الالكتروني ، لان هناك ولغاية الان من يرفض الكتاب الورقي المستنسخ عن نسخة اصلية، فكيف بنسخة الكترونية امكانية الحذف فيها او الاضافة اسهل ما يكون؟. المزاوجة بين الاثنين حل يرضي بهزاد موسى، فهو يرى بان القراءة الالكترونية تسد النقص في القراءة الورقية، وضرب مثالاً على ذلك في انه يضع القران في هاتفه، وهو يقرأ من الجهاز كلما سنحت له الفرصة، لكن اذا احتاج الى تفسير اية او البحث عن معنى كلمة، فانه يلجا الى كتاب ورقي للتفسير، وقال ان مجرد الحديث عن المنافسة بين المطبوع والالكتروني في اربيل لهو دليل على الحياة الثقافية النشطة التي تتمتع بها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram