د.عادل كرمياني، واحد من بين الشخصيات الثقافية التي حضرت معرض المدى للكتاب في جامعة صلاح الدين في يومه الختامي، واثنى على الجهود التي تبذلها مؤسسة المدى من اجل نشر الثقافة في العراق، سواءً في المعارض التي تقيمها، او حتى اصداراتها من الكتب او الصحف والمجلات، ويكفي أنها تقوم في كل شهر بتوزيع كتاب مجاني مع جريدة المدى كما قال. كرمياني أديب وكاتب كردي، عضو في المجلس المركزي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، والمجلس المركزي للأدباء الكرد، وهو استاذ جامعي تخصصه في مجال الرواية والنقد المقارن، اشار الى انه حضر اغلب معارض المدى السابقة في اربيل،
وزار كذلك مكتبتها في شارع السعدون في بغداد، والأخرى التي في اربيل، وعن معرضها في جامعة صلاح الدين قال: " وجدت فيه كتباً متنوعة، وهذا ديدن دار المدى، الكثير من النصوص الأدبية التي كنت احتاجها وجدتها أيضا واقتنيتها، وأنا كباحث وأديب لدي مشاريع مؤجلة، أعاد هذا المعرض الحياة لأحداها، ، فمنذ زمن قرأت كتابا عنوانه الموازنة بين الطائيين لأبي القاسم الامدي، وأتصور ان هذا الباحث الراحل قد تجنى في كتابه على إمكانيات أبي تمام والبحتري الشعرية، لذا فقد اقتنيت ديوانيهما لكي أكون على معرفة اكبر بطبيعة الشعر لدى هذين الشاعرين، كما أنني اقتنيت عددا لا بأس به من النصوص الروائية من اصدارات دار المدى. د. عادل، هادئ ينظر بثبات من خلال نظارة طبية سميكة العدسة، ويتعامل بخفة مدربة مع كلماته، لم يتردد في طرح ما رآه سلبياً في المعرض، او في المشهد الثقافي العراقي على وجه العموم، حيث ذكر بانه لاحظ ان الخصم في سعر الكتاب في المعرض هو ذاته التي تمنح المدى في مكتبة اربيل او مكتبتها في بغداد، ورأى أن من المفروض ان يكون الخصم اكبر في المعارض، او في الاقل هذا ما تامله من معرض المدى.ثم اشار الى رف في جناح المدى:" وجدت رواية (يولسيس) لجيمس جويس بجزأين، وهذا شيء لا يصح، وكان بامكان الدار ان تطبعها في مؤلف واحد، واعتقد ان هذه الترجمة تجارية، لانني كنت قد وجدت نسخة بالعنوان نفسه قبل سنوات وكان حجمها يزيد عن هذه النسخة بثلاثة او اربعة اضعاف". "ومن المؤسف ايضاً انني لم اجد اي نتاج كردي ضمن معروضات مؤسسة المدى، خاصة وان رئيس المؤسسة الاستاذ فخري كريم من المثقفين الكرد المعروفين، ولا اعرف ما الضير في طبع النتاج الكردي المترجم الى اللغة العربية، خاصة ان هناك الكثير من الادباء الكرد الذين يكتبون باللغتين العربية والكردية، ويجيدون الترجمة وانا واحد منهم، وترجمة هكذا اعمال سيخدم الثقافتين، بل وسيكون حلقة وصل بينهما، والكثير من الادباء والمفكرين العراقيين حالياً يعيشون خارج العراق، وليس لديهم اطلاع جيد على الادب الكردي، وبامكان المدى ان تحل هذه المسالة من خلال تبنيها طباعة المنتوج الكردي المترجم ونشره في الخارج من خلال المعارض العربية والعالمية التي تشترك بها، واتمنى ان تضع في خططها المستقبلية هكذا جانب، وتتصل بالادباء الكرد حتى يقدموا مساهماتهم، ولا اعتقد بان اللوم يقع علينا كأدباء كرد، لان الابواب لو كانت مشرعة لنا، لكنا اكثر الناس تلهفا لنشر نتاجنا". وذكر د.عادل بان الثقافة في كردستان شهدت انتعاشة ملفتة أكثر مما شهدته في مناطق اخرى من العراق، وذلك لآن اقليم كردستان، ومنذ انتفاضة عام 1991 يعيش في اجواء يسودها نوع من الحرية والديمقراطية، وقال ان الكتاب كانوا في السابق يتذمرون من قلة وجود المطبوعات التي يمكن ان ينشروا فيها أعمالهم، والان وبعد عقدين، وجدوا أنفسهم غير قادرين على سد المساحات في الصحف والمجلات لكثرتها. وتابع: "بالنسبة لي وبصفتي من الأدباء الكرد الذين عاشوا في بغداد، شاهدت عن قرب مأساة الأدباء خارج اقليم كردستان، حيث كانوا يعانون من الضغط السياسي، والجانب المادي التعيس، إضافة الى قلة مصادر النشر، وكنا في التسعينيات نستعين بثقافة الاستنساخ للحصول على الكتب، حيث كانت الكتب التي تصدر في الخارج وتدخل الى العراق بطريقة او باخرى، تستنسخ في بعض الأماكن في بغداد لكي يكون سعرها مناسباً، ومع ذلك بعض الكتب القيمة لم تكن تصل الى بغداد لانها لم تكن تتفق مع السياسة الثقافية للنظام السابق، الان تغير هذا الامر في كردستان على الاقل، وذلك بفضل الانفتاح الذي فيه على باقي الثقافات، ولوجود مؤسسة كالمدى تحرص على ايصال الكتاب". ونفى د.عادل كرمياني ان يكون المتلقي العراقي قد قطع صلته بالثقافة حتى مع كل التكنلوجيا التي انتشرت من انترنيت وحواسيب وستلايت وموبايل، لان المثقف الحقيقي حسبما يعتقد يخصص دائما جزءاً من مورده المالي لإقتناء الكتب والصحف او المجلات. واتهم وسائل الاعلام العراقية بالتقصير في واجبها ازاء الكاتب والاديب العراقي، واعتبرها في اقل تقدير غير قادرة على وضع خطط اعلامية لإبراز الوجوه الأدبية والثقافية العراقية، وأوضح" ما يؤسف له ان الاعلام العراقي بعد ثورة 14 تموز ولغاية الان يتصف بسمة سياسية او حزبية، جعلته يميز بين الادباء حسب انتماءاتهم، لذلك نجد ان الادباء في العراق بشكل عام، والادباء في اقليم كردستان بشكل خاص، يعانون من هكذا تمييز او تفريق الثقافي". " وبالنسبة الى مؤسسة المدى فهي حالة استثنائية، كونها من القلائل اللاتي تولي اهتمام بالادباء والمثقفين العراقيين، في جريدتها او الملاحق التي تصدر عنها". " وبشكل عام فان الاديب العراقي يفتقر الى الاتكيت د
كرمياني للمدى: الثقافة منتعشة في كردستان منذ نحو عقدين
نشر في: 28 يناير, 2011: 06:42 م