تغطية: نوزت شمدين اختتم في اربيل يوم الأربعاء الماضي معرض المدى للكتاب، الذي استضافته جامعة صلاح الدين في مكتبتها المركزية من 19/1 لغاية 26/1/2011، وقد وصف زائرون في اليوم الختامي المعرض بانه ناجح وأن بعضهم تردد عليه مرتين او ثلاث مرات،
حتى بالنسبة لغير المنتسبين لجامعة صلاح الدين او طلابها، وانما أيضاً مواطنين قدموا من مختلف مناطق اربيل، من محافظات أخرى قريبة مثل كركوك ودهوك والموصل. أكثر من خمسة آلاف عنوان اشتمل عليه معرض المدى، توزعت بين العلمي والسياسي والاقتصادي والأدبي والتاريخي والديني، صادرة إضافة الى مؤسسة المدى عن سبع عشرة داراً عربية وانكليزية وكردية، هذا ما قاله الإداري في المعرض نوزاد صابر، مشيرا الى ان الإقبال كان جيداً جداً، ولم يقتصر على الكتاب الكردي فقط، وانما العربي والانكليزي وفي شتى المجالات، وقال بان أساتذة جامعة صلاح الدين وطلابها كانوا من اكثر الزوار شراءً للكتب، بسبب ان المعرض في ضيافة جامعتهم، والعناوين بشكل عام كانت ملبية لهم، مستفيدين كذلك من الخصم الممنوح في المعرض والذي بلغ(25%). محمد جاسم الطائي، صاحب مكتبة النور للتنمية والابداع الفكري (مقرها في مدينة الموصل )، كان أحد المشاركين في معرض المدى، وقال بأنها المشاركة الثانية في معرض المدى المحلي، وله أربع مشاركات في معرض المدى الدولي للكتاب، وانه اشترك بعدد كبير من العناوين تعلق بعضها بالتنمية البشرية، والبرمجة اللغوية العصبية، وهي من دور نشر عديدة مثل مكتبة جرير من المملكة العربية السعودية، وشركة الابداع الفكري من دولة الكويت، ودار الفكر ودار القلم من سوريا، ودار ابن حزم من لبنان، وبين محمد بان الكومبيوتر أصبح شيئا لايمكن الاستغناء عنه، لذا فان الأقراص (سي يدي)، لها حصة أيضا من معروضات مكتبته في المعرض، واغلبها يتعلق بنفس اختصاص الكتب التي يعرضها، وهي بنسخ اصلية غير مقلدة. الطائي ذكر بان الإقبال على المعرض كان جيداً طوال أيامه، وقد تركز على جميع المجالات، كالكتب الأدبية رواية وشعراً وغيرها، وكذلك العلمية طبية وهندية وبرمجية، وبمختلف اللغات العربية والكردية والانكليزية، وبالنسبة للخصومات على أسعار الكتب، قال محمد بأنه ومن خلال المشاركات الست مع المدى في المعارض التي تقيمها، وجد بان الخصومات حقيقية مئة في المئة، فاذا كانت الجهة المنظمة تفعل هذا بكل شفافية ومصداقية، فمن المؤكد بان باقي المشاركين سيفعلون نفس الأمر، وأوضح انه شارك في معرض للكتاب أقيم في أحدى دول الجوار قبل فترة، ووجد أنهم يضعون سعراً أعلى من المقرر على كل عنوان، ثم يضعون خصما عليه يعادل ما رفع من السعر، اي ان لديهم قائمتان بالأسعار، إحداها خاصة بمعروضاتها عبر منافذها، والقائمة الأخرى خاصة بالمعارض التي يشتركون فيها، "وهذا ما لا يحدث هنا أبداً، ولهذا نجد ان أي دار نشر تشارك في معرض المدى تسارع للمشاركة في المرة التالية، بل وتأتي دور أخرى للمشاركة للمرة الاولى بناء على ما وصل الى علمها من المصداقية وحسن التعامل". المدى سألت محمد عن رأيه حول معارض الكتاب التي تقام في اربيل، وتشارك فيها دور نشر عربية بعناوين عربية، والمدينة أصلاً تتحدث لغة اخرى هي الكردية، فاجاب بأن هذا الامر لازم تفكيره قبل مشاركته الأولى في معرض المدى الدولي للكتاب، وتوقع حينه ان الكتاب العربي لن يجد سوقا في اربيل، لكن مشاركته الاولى ابهرته، واظهرت له ان بعض الكتب العربية صعبة البيع في مدينة الموصل او غيرها من المدن الاخرى ذي الغالبية العربية، تباع في اربيل وبشكل لافت، وانتبه محمد الى أمر آخر وهو ان المثقف في اربيل يعرف كيف يختار كتابه بدقة كبيرة، وهو دليل على وجود وعي عميق، وحب للكتاب بشكل خاص والثقافة عموماً. صباح توما يوسف المشرف على جناح الجمعية الدولية للكتاب المقدس التي اشتركت بألف عنوان في المعرض، شكر المدى على الفرصة التي أتاحتها، وقال بان المشاركة تمثل فرحة لكلا طرفي المعادلة دار النشر والمتلقي او الزائر، والاخير كان محروما من ذلك اعوماً طويلة، وقال بان هذا المعرض هو الخامس الذي تشترك فيه الجمعية باستضافة من المدى في اربيل، وانه يلمس من هذه المؤسسة ومن من خلال الخدمة التي تقدمها بطيب خاطر، انها تهدف الى بناء إنسان عراقي جديد مثقف، بلا خوف او احتكارات فكرية، وتمنى ان لا تتباعد فترات إقامة المعارض، وان يقام العديد منها وفي مختلف المناطق خلال نفس العام، وان يشترك الإعلام المكتوب او المرئي والمسموع في الترويج للمعارض، وإبراز أهميتها للمجتمع الذي يحتاج دائماً الى مؤشر يوجهه، أو في الاقل يدله على الامكنه التي تخدمه وتنميه وتعزز وعيه، لان الكتاب حرية، وتقبل للآخر قبل ان يكون مصدراً للثقافة، والكتاب هو اداة لنقل الفكرة، والكثير من الكتب لم تصل الى شعوبنا، لأسباب عديدة في العقود السابقة، لكن الفرصة سانحة الآن، والجهود تبذل في هذا الصدد. وأشار صباح إلى انه رصد حالة آلمته، وهي ان طلاباً من جامعة صلاح الدين، كانوا يقلبون الكتب، ويحرصون على الاستعلام بشان الاسعار، لان الكثير من
في ختام معرض المدى للكتاب..زائرون يصفون المدى بالنافذة التي تطل على العالم
نشر في: 28 يناير, 2011: 06:44 م