متابعة/ المدىبوريس بويون، دبلوماسي شاب، ابتسامته تخفي خلفها الكثير من الذكاء، الذي جعل منه اليوم أحد الدبلوماسيين المفضلين بالنسبة لقصر الإليزيه، زيادة على طاقته و خفته التي يستمدهما من روح شبابه.ويعد اليوم نموذجا عصريا في الدبلوماسية الفرنسية، انتقل بالعمل الدبلوماسي الفرنسي إلى قالب جديد في التعاطي مع الأحداث الدولية،
قالب متحرك وحيوي، يتماشى كثيرا مع الصورة الجديدة التي يرى المراقبون الفرنسيون أن تكون عليها دبلوماسية بلدهم.لقد نجح هذا الدبلوماسي الذي يتقن اللغة العربية في إثبات كفاءته في العراق على الرغم من كل الأخطار. و ما هذا التعيين الجديد له في منصب سفير في تونس، بحسب المراقبين، إلا تأكيدا على أن أداءه كمسؤول أول لدبلوماسية بلده في نقطة ساخنة كالعراق، كان مقنعا بالنسبة لأصحاب القرار في فرنسا.سمح له تكوينه في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية، إضافة إلى شهادته الحاصل عليها من معهد الدراسات السياسية، أن يفرض نفسه في محطات صعبة للدبلوماسية الفرنسية في السنوات الأخيرة. واكتسب، من خلال المهام الدبلوماسية التي أنيطت به في عدد من العواصم العربية (مسقط، الجزائر، القدس وبغداد)، في سن مبكرة، تجربة مهمة، أهلته لأن يحتل موقع المسؤولية في الدبلوماسية الفرنسية في بلد محفوف بالمخاطر كالعراق، و هي مهمة كانت بالنسبة لهذا الشاب الدبلوماسي امتحانا حقيقيا في عمله الدبلوماسي، متعته بثقة أكبر من ساركوزي شخصيا.يعتبر العديد من المراقبين أن بويون من أوفياء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي يعود إليه الفضل في الدفع بتجربته الدبلوماسية و استثمار كفاءاته في الميدان عندما كان وزيرا، حيث استدعاه لينضم إلى فريقه كمسشار دبلوماسي، وعند وصوله إلى الإليزيه عينه مسؤولا على شمال إفريقيا و الشرق الأوسط، قبل أن يعين سفيرا في العراق.وقال عنه فرانسوا بروان، الناطق الرسمي باسم الحكومة الفرنسية، إنه"دبلوماسي ذو قيمة كبيرة، برهن على إمكانياته في المنصب الذي شغله في السابق..."، أي مهمته كسفير في بغداد.واعتبر الوزير الفرنسي إن بوريس بويون"له الحساسية الطبيعية حتى يتناسب مع المرحلة الجديدة التي تفتح في العلاقات الفرنسية التونسية"، مضيفا أن"الشعب التونسي اختار الحرية و الديمقراطية...و واجب فرنسا مرافقة تونس نحو هذا الهدف".و أصبح للسفير الفرنسي محبوه على الفايسبوك، بعد أن بثت القناة الفرنسية ضمن برنامج 66 دقيقة، قبل مدة، استطلاعا عن الوضعية التي يعمل فيها في بغداد، و قالت عنه صاحبة هذا الحساب على هذه الشبكة الاجتماعية:"هو شجاع، ديناميكي، رياضي، طموح، متحفز...و متواضع، وهو ما يجب أن يكون عليه في هذا البلد الذي يحيط فيه الخطر بالمرء من كل جانب....".ولا يتردد بعض المراقبين في وصف بوريس بويون بكونه رجل المهام الصعبة في الدبلوماسية الفرنسية. اختياره اليوم على رأسها في بحر ثورة الياسيمن، له تفسيره، باعتبار أنه يتناغم مع متطلبات المرحلة في تونس، لأنه شاب ديناميكي حمل طاقة أخرى للعمل الدبلوماسي الفرنسي.ولا يمكن أن تساير باريس التحول الحاصل في تونس إلا من طرف سفير من هذا الحجم، قد يكون الأفضل في كفاءاته الدبلوماسية، حتى يمكن لها تدارك الأخطاء السابقة تجاه هذه"الثورة الياسمينية"، و التي اعترف بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في تصريح أخير له، حيث أكد أن"حكومته كانت بطيئة في استيعاب خطورة الاحتجاجات الشعبية".و أول ما ينتظر السفير الفرنسي الجديد، بوريس بويون، الذي تداولت وسائل الإعلام أنه سيكون في منصبه مع أواخر هذا الشهر، ربط قنوات التواصل مع المجتمع المدني التونسي، وهو ما انتقد عليه كثيرا سلفه، الذي عزل نفسه عنه، بالرغم من كونه، أي المجتمع المدني، يشهد له بديناميكية خاصة.
بوريس بويون: فتى الاليزيه الناجح في العراق
نشر في: 28 يناير, 2011: 07:48 م