TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > عراقيو الفيس بوك لا يحبون السياسة ولا يتابعون ثورة تونس

عراقيو الفيس بوك لا يحبون السياسة ولا يتابعون ثورة تونس

نشر في: 30 يناير, 2011: 07:14 م

 بغداد/ المدى"أيمن" ثلاثيني يسكن بغداد، هرب من حقيقة انه عاجز عن الانخراط في وظيفة حكومية نحو عالم الفيس بوك، كان هذا خياره الوحيد لملء الفراغ.لكن صفحته الغزيرة بالتعليقات والصور تخلو من جملة واحدة تعبر عن سخطه على الواقع الاجتماعي الذي يعاني منه، لم يكتب أبدا انه دفع أموالا طائلة لسماسرة التعيين في الوزارات.موقعه على الشبكة المليونية الشهيرة في العالم مهتم كثيرا بالقصائد الغنائية وصور الفتيات، كما انه يتبادل حوارات "ساذجة" مع الأصدقاء المتواجدين معه على الشبكة.
وأيمن نموذج شائع لآلاف العراقيين المهتمين بموقع الفيس بوك، ويحدث هذا بينما يتحول هذا التجمع الالكتروني إلى وسيلة، بل لنقل سلاح سحري للتغير في العالم العربي.يقول خبراء في مجال التكنولوجيا إن التجارب الحديثة تدلل على أن التقنيات الحديثة تسهم إلى حد كبير في إحداث التغيير عبر مفاعيلها في تأطير تحركات الشعوب المقهورة، كما حدث في تونس ويحدث في مصر، فقد نظم الشباب مظاهراتهم من خلال التنسيق عبر موقع التواصل الاجتماعي الشهير فايسبوك، وهو ما دفع السلطات في كلا الدولتين إلى حجب هذه المواقع بل ذهب النظام المصري إلى ابعد من ذلك حين قرر قطع خدمة الإنترنت والاتصالات في كامل البلد.(المدى) تابعت أكثر من 100 مشترك في الموقع في يوم واحد، بالتحديد في يوم انتصار الثورة التونسية وعزل الرئيس المخلوع بن علي، واتضح أن سبعة فقط كتبوا تعليقات عن الحدث، خمسة منهم مثقفون أو مشتغلون في حقل الإعلام والثقافة، بينما بقي الآخرون مستمرون في نطاقهم التقليدي.بعض المراقبين يرون أن الوضع العام للشباب العراقيين يؤكد خطورة البيئة التي ينمون فيها، وان طريقة التعليم وسوء استهداف الجهات الحكومية لترقية الوعي لديهم، كان سببا مهماً في عدم تصديهم لظواهر الفساد والبطالة.الصورة خارج العراق مغايرة تماما، فبداية التظاهرات في مصر كانت من دعوة أطلقها شباب على الـ"فيس بوك" بعد يوم واحد من الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، تقول "فعلها الشعب التونسي، وسنفعلها في 25 كانون الثاني".لكن كما يقال إن التغيير يحتاج لوقت طويل، فلم تكن المظاهرات التي اندلعت في مصر وليدة اللحظة بل شهدت مواقع التواصل الاجتماعي قبل عامين ونصف دعوات لمظاهرات مشابهة، لكنها لم تنجح بسبب عدة عوامل، الافتقار إلى التخطيط والشجاعة وعدم الإيمان بقدرة التحرك الشعبي على إحداث التغيير، ولكن تطبيق النموذج في تونس دفع المصريين هذه المرة إلى النزول للشارع مرددين عبارة واحدة "الشعب يريد إسقاط النظام".وقبل أن تقدم السلطات على قطع خدمة الإنترنت في مصر، استخدمت المواقع الاجتماعية والانترنت أداتين رئيسيتين للحشد ورفع الشعارات والإعلان عن أماكن التجمع. لكن قطع الإنترنت من قبل السلطات المصرية يظهر الخوف من سهولة هذه الخطوة حين يكون مزودي الإنترنت قليلي العدد ومذعنين، وفي مصر مئات شركات خدمات الانترنت لكن أربعة فقط منها تمتلك البنية التحتية.يرى المحللون السياسيون أن ما حدث في مصر تم تنظيمه بشكل كامل على الفيس بوك. وكانت حركة 6 ابريل التي قادت الدعوة إلى تظاهرات قامت باستطلاع رأي على فيس بوك في شكل سؤال: "هل ستشارك في تظاهرة 25 يناير؟". ورد قرابة 90 ألف شخص بـ"نعم" على الشبكة العنكبوتية. وبعد بضعة أيام، جرت في الشوارع اكبر تظاهرات مناهضة للنظام منذ أن تولى الرئيس حسني مبارك السلطة قبل ثلاثين عاما.بينما ظهر تعليق على صفحة احد المثقفين العراقيين دعا فيه إلى تشكيل تجمع على موقع فيس بوك لحماية الحريات والدعوة إلى مقاضاة المعتدين على المواطنين، لم يعلق عليه احد سوى خمسة أشخاص في عشرة أيام.يقول أيمن، وهو متخرج عام 2007 من كلية الهندسة ويحب الشعر والموسيقى، انه لا يهتم بالسياسة، كما انه لا يتصور أن بإمكان التواصل على الفيس بوك إحداث تغييرات سياسية كبيرة.ويلاحظ من أحاديث مستخدمين على الشبكة العمالية أنهم ينشغلون بقضايا شخصية، كما انهم يستضيفون على موقعهم الخاص مرافق ترفيهية، ويهملون بازدراء مواقع السياسة أو تلك التي تتابع أحداث التغيير.ويعكس هذا عزوف الشباب العراقي عن الحياة السياسية، وإنهم يرون أن فكرة الأحزاب والتيارات مرتبطة بذهنية الفائدة والحصص والكراسي والرواتب.يشار إلى أن عدد مستخدمي الانترنت في مصر يتزايد بشكل كبير إذ بلغ 23 مليون شخص في نهاية 2010 اي بزيادة 45% عن العام السابق. كما أن مستخدمي الهاتف المحمول بلغ نهاية العام الماضي 65 مليون شخص بزيادة 23% عن العام 2009 وفقا للبيانات الرسمية.في العراق كذلك يتزايد عدد المشتركين، ويلاحظ جهودا كبيرة في تشكيل تجمعات ومنتديات تنأى بنفسها عن السياسية وأحداث البلاد، فهناك تجمعات تسمي نفسها "مقهى العراقيين على الفيس بوك"وهو منتدى متخصص فقط بالتعارف الاجتماعي، كذلك منتدى العراقيين، وفيس بوك العراقيين.في المقابل فان القادة السياسيون دخلوا عالم الفيس بوك، لكنهم حاضرون غائبون فيه، ففي ظل الرغبة المتزايدة لدى المسؤولين العراقيين للاستفادة من إمكانات التكنولوجيا ورغبة منهم في الظهور بمظهر المواكب للعصر لجأ الكثير منهم لاستخدام الفيس بوك كوسيلة لاجتذاب الشباب.وهناك العديد من الصفحات الشخصية التي تحمل أسماء مسؤولين عراقيين تجلب أسمائهم المواطنين.تقول الباحثة زينب العطار انه غالبا ما يتجاهل المسؤولين شكاوى المواطنين الم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram