القاهرة/ متابعة اخبارية على الرغم من كل وعود  الاصلاح التي اعلنها الرئيس المصري حسني مبارك خلال الايام الثمانية المنصرمة من عمر الانتفاضة الشعبية العارمة المطالبة برحيله ، طالبت المعارضة المصرية برحيل الرئيس المصري عن الحكم في يوم الجمعة القادم كحد اقصى مطلقة عليها اسم"جمعة الرحيل".
فمع ساعات الصباح الاولى من يوم امس  الثلاثاء بدأ المتظاهرون يتوافدون على ميدان التحرير استعدادا  لما اطلقوا عليه  بـ " يوم الحسم"  وكان ظاهرا للعيان بنحو لا لبس فيه انهم ليسوا على استعداد للاستماع الا الى شيء واحد: اعلان رحيل الرئيس حسني مبارك.وكان المتظاهرون  دعوا امس الثلاثاء الى تظاهرة مليونية في ميدان التحرير الذي اصبح بؤرة انتفاضتهم التي بدأت قبل اسبوع انقلبت خلاله الامور رأسا على عقب في اكبر دولة عربية ما اثار المخاوف من التداعيات المحتملة لما يحدث في مصر على الاوضاع الاقليمية.واكد المعارض المصري محمد البرادعي في مقابلة مع قناة العربية  امس الثلاثاء ان المتظاهرين يريدون رحيل الرئيس المصري حسني مبارك يوم الجمعة المقبل كحد اقصى واعرب عن امله في ان يتخلى مبارك عن السلطة قبل ذلك.وقال البرادعي "ما سمعته (من المتظاهرين) انهم يودوا ان ينتهي هذا ان لم يكن اليوم فيوم الجمعة على اكثر تقدير" وقد اطلقوا على يوم الجمعة المقبل "يوم جمعة الرحيل".واضاف "لكن امل ان يستجيب الرئيس مبارك قبل هذا وان يخرج من البلد بعد ثلاثين عاما من الحكم ... ولا اتصور انه يريد ان يرى مزيدا من الدماء".وقالت مي وهي شابة في السادسة والعشرين اثناء توجهها الى ميدان التحرير "اليوم ستحسم الامور" في اشارة الى توقعات المتظاهرين بان ترغم التظاهرة المليونية التي دعوا اليها الى ارغام الرئيس المصري على الرحيل.ووضع المتظاهرون الذين زارهم كتاب ومثقفون من بينهم الروائي علاء الاسواني شاشات تلفزيونية صغيرة ومكبرات صوت وبدأوا يتابعون ردود الافعال على حركتهم عبر قناة الجزيرة التي قامت الحكومة في وقت لاحق من يوم الاحد الماضي باغلاق مكاتبها وتعليق بثها على القمر المصري نايل سات .وابدى المحتجون اطمئنانا تاما الى جنود الجيش المصري المتمركزين بدباباتهم في ميدان التحرير خصوصا انه تعهد في بيان رسمي مساء الخميس الماضي  انه "لم ولن يستخدم القوة ضد الشعب المصري" وواصفا مطالبهم بانها "مشروعة".وقال اسامة علام (43 سنة) وهو محام "ان الجيش هو الشعب والشعب هو الجيش".واعلنت حركة دعم المعارض المصري البارز محمد البرادعي الى تظاهرة مليونية كذلك في ميدان محطة مصر بحي محرم بك في الاسكندرية (شرق المدينة).وقالت الناشطة في الحركة عبير يوسف لوكالة فرانس برس انه تقرر الدعوة لهذه التظاهرة بعد ان قررت السلطات وقف حركة جميع القطارات في مصر في ساعة مبكرة بعد ظهر الاثنين الى اجل غير مسمى.وافاد مراسلو فرانس برس ان جميع مداخل القاهرة والمدن الرئيسة التي ينتظر ان تشهد تظاهرات اغلقت ومن بينها الفيوم والسويس والمنصورة والاسكندرية.وكان الجيش المصري اغلق صباح  امس الثلاثاء الطرق المؤدية الى القاهرة ومدن اخرى حيث  توجه متظاهرون للمشاركة في "تظاهرة المليون"  التي دعت اليها حركة المعارضة التي تطالب بتغيير النظام .وقال مراسل وكالة فرانس برس ان الطريق السريع الذي يربط الاسكندرية بالقاهرة اغلق بحاجز للجيش قبل كيلومتر واحد من العاصمة ، فيما قال مراسل آخر ان الجيش اغلق ايضا طرق الخروج من مدن المنصورة (دلتا) والسويس (شرق) والفيوم (جنوب القاهرة).وقد شهدت  عدة محافظات اخرى تظاهرات حاشدة من بينها مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية في دلتا النيل.ودعت 50 منظمة حقوقية مصرية في بيان مشترك صباح الجمعة  الماضية الرئيس المصري الى الانسحاب حقنا لدماء المصريين.واعلنت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي  امس الثلاثاء ان 300 شخص قتلوا منذ بدء حركة الاحتجاج في مصر موضحة ان هذه الحصيلة تستند الى "تقارير غير مؤكدة" ، معربة  عن "قلقها العميق لتزايد عدد القتلى" في مصر التي تشهد تظاهرات غير مسبوقة.واضافت في بيان ان "عدد القتلى يرتفع يوميا وتتحدث بعض التقارير غير المؤكدة عن مقتل 300 شخص على الارجح، وعن اكثر من ثلاثة الاف جريح ومئات المعتقلين" موضحة "اطلب بالحاح من السلطات المصرية التأكد من ان الشرطة والقوى الامنية الاخرى تحرص على تجنب استخدام القوة" ، معتبرة ان الحركة الشعبية في مصر "عبرت عن نفسها بطريقة شجاعة وسلمية"، داعية السلطات المصرية الى "الاصغاء الى مطالب الشعب المصري في شأن الاصلاحات الاساسية لتحسين حقوق الانسان والديمقراطية".واكدت المنظمات الموقعة على البيان والتي تشمل ابرز منظمات الدفاع عن حقوق الانسان في مصر مثل مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان والجمعية المصرية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمركز العربي لاستقلال&