البصرة/عبد البطاط....تصوير–أدهم يوسففي يوم قائض من أواخر أيام السنة الماضية جلس الفلاح(الحاج أبو ناصر) صباحاً فوجد الشجيرات التي كان قد زرعها قبل أيام قد اصفرت وماتت.. واستغرب وتساءل بينه وبين نفسه.. أو ليست هي الأرض نفسها التي تجود دائماً
وتعطي شجيراته أثماراً ينتفع منها ويسد بها رمق عائلته.؟ ماذا أصابها.؟ التربة غرينية.. والشمس ساطعة والماء وفير حيث نهر حمدان المتفرع من شط العرب في قضاء أبي الخصيب لم يبخل بيوم من الأيام بمائه وغرف بيديه غرفة من الماء ليغسل وجهه. فإذا بها مالحة.. ملوحة غير اعتيادية فعرف السبب.. فمياه النهر مالحة.. ولكن كيف؟ ومن أين.؟ذهب (أبو ناصر) الى ديوان القرية الذي يتجمع فيه رجالها كل مساء وطرح مشكلته وإذا الجميع يشاركه همومه ومآسيه. وعرف السبب فمياه البزل الإيرانية تتسرب باتجاه الحدود العراقية وان المناطق الزراعية الواقعة على جانبي شط العرب ضمن أقضيته الفاو وأبي الخصيب وشط العرب تعرضت إلى أضرار فادحة من جراء ملوحة المياه في العام الماضي ولا تزال تتعرض.rn" وكيل وزارة الداخلية"في وقت سابق.. قال وكيل وزارة الداخلية لشؤون القوى المساندة احمد علي الخفاجي أنه قد تم الاتفاق مع الإيرانيين على تصريف مياه البزل شمالاً لا جنوباً الا ان شيئاً من ذلك لم يتحقق، فالاستمرار بتصريف المياه باتجاه الأراضي العراقية سيدمر الزراعة والبيئة وأنواعاً من الكائنات الحية ويلحق مخاطر كبيرة بمنطقة مجنون وهور الحويزة ونهر دجلة. فمياه البزل تحتوي على مخلفات صناعية ومواد كيماوية وأملاح.rn"المستشار البيئي لمحافظة البصرة"قال الدكتور حسين فاضل رماثي. المستشار البيئي لمحافظة البصرة:إن مياه البزل النازحة إلى قناة السويب قد ارتفعت نحو مترين وستين سنتمتراً بعد ان كانت جافة بتاريخ الأول من نيسان الماضي. كما ان المياه تستمر بالارتفاع وغمر الأراضي شمالاً باتجاه هور الحويزة في محافظة ميسان. وان استمرار تدفق هذه المياه رغم الاتفاق على العمل لإيقاف خروجها إلى  الأراضي العراقية. لقد ظهرت مسطحات مائية وذلك بعد ضخ مياه البزل من مزارع قصب السكر الإيرانية باتجاه الأراضي الحدودية. وكذلك تتميز  هذه المياه بملوحة شديدة وتلوثها بمواد سامة ومخلفات حربية.rn" قائممقام شط العرب"في لقاء مع السيد حيدر طعمة العبادي قائممقام قضاء شط العرب. تحدث قائلاً ان كارثة بيئية ستقع في حال حدوث فجوات في الساتر الترابي الذي يصد تلك المياه. علماً ان الساتر أساساً لم يكن مخصصاً لمواجهة مياه البزل بانهيار الساتر وتدفقها باتجاه القضاء جارفة معه مساحات من الأراضي المتخمة بحقول الألغام فضلاً عن تلويث المياه الجوفية في بعض المناطق الحدودية. ونطالب بخطة تحول الساتر الترابي الى سدة فيضانية حتى تسيطر بإحكام على تلك المياه في المستقبلقال علي سوادي رئيس لجنة الزراعة والموارد المائية في محافظة البصرة. عندما أبلغت قيادة حرس الحدود الرابعة مجلس المحافظة بوجود تدفق للمياه بواسطة أنابيب عملاقة موجودة على السدة الحدودية الإيرانية المقابلة لسدة الحدود العراقية. من مخفر (زيدا) ومخفر(زيدا 2). قام المجلس وبالتعاون مع مديرية الموارد المائية في المحافظة على تقوية السدة العراقية حتى لا تنفذ المياه عبرها.علماً ان بحيرة تكونت لمياه البزل شرق البصرة بطول 40 كم وعرض 3 كم وعمق 60 الى 160 سم. تكونت بحيرة بزل أخرى في حقل النفط الإيراني في الزاوية الحدودية امتداداً الى العراق في السويب بمساحة 80 كم مما حدا بشركة نفط الجنوب الى عمل جهود استثنائية لأجل حماية الآبار النفطية من هذه المياه والتي ألحقت أضراراً بالأنابيب هناك. وان مياه البزل الإيرانية تقترب من حقل مجنون وان البصرة تواجه خطر بحيرة ملحية على الحدود طولهاً 40 كم.rn"المستشار الزراعي لمحافظة البصرة"وفي لقاء مع الدكتور محسن عبد الحي دشر المستشار الزراعي لمحافظة البصرة. تحدث قائلاً ان تزايد ظاهرة تدفق مياه البزل من مزارع قصب السكر في إيران باتجاه مناطق محافظة البصرة ومنها مخفر زيد ومنطقة الثلامجة. وان المياه أدت إلى تشكيل مسطحات مائية بطول 50 كم وعرض 3 كم من منطقة الشلامجة الى هور الحويزة ونتيجة  لطيبوغرافية الأرض وميلانها باتجاه الأراضي العراقية أصبح سريان الماء باتجاه مناطق شمال شرق البصرة وتحديداً منطقة السويب التي أصبح الماء ينحدر في القناة المائية الموجودة فيها مما يهدد بدخولها الى مياه شط العرب عن طريق الجر الأنبوبي في منطقة السويب ومن ثم تأثيرها وبشكل واضح في الأراضي الزراعية والنخيل.ويقول الشيخ احمد السلطاني نائب مجلس المحافظة:إن إيران كانت تتخلص من مياه البزل بنفس الطريقة لكن في السابق كانت تتوفر كميات كبيرة من المياه العذبة التي كانت تغطي على ملوحة مياه البزل الإيرانية وتحد من تأثيراتها وهي لم تعد متوفرة في الوقت الحالي.لقد قامت الحكومة المحلية بالبصرة بإجراءات احترازية منها تأهيل السدة الترابية بطول 130كم على الحدود مع إيران.rnمدير زراعة البصرةيقول المهندس عامر سلمان عبد الحسين مدير الزراعة في البصر