بغداد/ علي عبد السادةتؤشر "تفاصيل صغيرة" عن عملية نقل السلطة بين الحكومة السابقة وهذه الراهنة غياب الثقة المريب بين السياسيين العراقيين.(المدى)، ومن مصادر مختلفة، علمت أن وزراء ومسؤولين كبار ومدراء عامين جدد شرعوا بتغيير جدران مكاتبهم خوفا من وجود أجهزة تنصت أو كاميرات مراقبة "من المحتمل" أن يكون خلفهم قد وضعها هناك.
وتكشف هذه التفاصيل، إلى جانب انعدام الثقة المتبادل، أن أموالا طائلة تصرف من خلال مكاتب هؤلاء المسؤولين على مخارج غير أساسية.وتقول تلك المصادر الخاصة أن عددا من الوزراء شرعوا بتغيير كامل لأثاث مكاتبهم وسياراتهم الخاصة، مع حماياتهم، وبالتزامن مع كل هذا استخدم عمال بناء لتغيير جدران المكاتب بحثا عن "أجسام غريبة".ويجد محللون سياسيون أن هذه الحوادث الغريبة تؤشر حالة القلق التي يعيشها السياسيون العراقيون، أو من اشترك في الحكومة عبر مناصب رفيعة. وأنها تفتح المجال أمام شكوك كبيرة بمواصلة أشخاص لاستغلال مناصبهم في تحقيق منافع خاصة.في هذا السياق، صرح قيادي في كتلة سياسية، فضل عدم ذكر اسمه بأن "الجميع يرى أنهم يتعاملون مع شركاء من ذوي الخبرة في المؤامرات، وان التعامل في ما بينهم محكوم بالشكوك وغياب الثقة".وقال أيضا أن المالكي نفسه لا يثق بأحد". من جانب آخر، فان الحال العام الذي يعتريه السوء الواضح في الخدمات العامة، يجري، فيه بالمقابل، صرف "غير مسؤول" للأموال العامة. في المقابل، يخشى مراقبون أن تتواصل حالات الفساد وتسريب صفقات وعقود إلى شركات عن طريق المحسوبية، في وقت تؤكد هيئة النزاهة أن مشكلة الرشوة لا تزال قائمة وهي في أغلبها حوادث يتم تنفيذها داخل مكاتب الموظفين الكبار.وكانت هيئة النزاهة العراقية أصدرت في وقت سابق تقريرا بينت فيه ارتفاع نسب تعاطي الرشوة في عدد من الوزارات العراقية إلى جانب مؤسسات أخرى مرتبطة بمجلس الوزراء. ويرى سياسيون عراقيون أن كل الفرقاء السياسيين لا يثقون، تماما، ببعضهم البعض. وان هذه الحالة أسفرت عن شلل واضح يعتري الأداء السياسي والحكومي. بينما يرى القيادي في الكتلة العراقية، جمال البطيخ، أن كل ما حصل من اتفاقات سياسية بين الفرقاء لم يغير من حال الثقة.وقال البطيخ للمدى أمس:"لم نفعل شيئا .. أجلنا الأزمة إلى الأمام، واخترنا، فقط، ركوب قطار الحكومة".وتوقع البطيخ أن ينهار هذا الاتفاق عند أول أزمة، وتابع:"حتى المالكي قال بأنه سيأتي في يوم ليغير بعض الوزراء .. الأجواء الراهنة غير صحية وغير سليمة".
وزراء يغيرون جدران مكاتبهم بحثا عن أجهزة تنصت
نشر في: 2 فبراير, 2011: 09:26 م