اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > مبان تراثية في بغداد مهددة بالزوال.. ووزارة الثقافة تشكو قلة الإمكانات المادية

مبان تراثية في بغداد مهددة بالزوال.. ووزارة الثقافة تشكو قلة الإمكانات المادية

نشر في: 3 فبراير, 2011: 07:07 م

بغداد / متابعة المدى تشكو وزارة الثقافة العراقية أن عينها بصيرة ويدها قصيرة تجاه قضية المباني التراثية التي تتعرض للهدم،  فأصحاب تلك المباني يؤكدون أنهم لإغراء المال العقاري المتدفق على الاستثمار في قطاع الإعمار، في ظل غياب اهتمام الدولة بإنقاذ تلك المباني على الرغم من القوانين التي تنص على أن تتولى المؤسسات الحكومية شراء تلك المباني من أصحابها في حال تعذر عليهم الاحتفاظ بها لسبب أو لآخر.
أما المسؤولون في أمانة بغداد وفي وزارة الثقافة فيقدمون حيال هذا الواقع أفكاراً لا أحد يعلم متى تترجم وكيف.. في الأثناء، يطلق سكان المباني التراثية نداء للدولة للمساعدة في ترميمها بعد إهمال مزمن لها أدى لأن تتحول إلى مصدر خطر لسكانها.وتقول المواطنة أم علي، التي تسكن في بيت أثري لكنه بدا كخربة في حديث لـ"السومرية نيوز"، "أنا أسكن في هذا البيت منذ كان عمري 12 عاما، وقد نشأت وتزوجت وأنجبت أولادي وزوّجتهم في هذا البيت". وتوضح أم علي، أن "البيوت هنا قديمة جدا ولا يقل عمر الواحد منها عن 300 عام، وقد أدت الحروب والتفجيرات الأخيرة إلى تضرر العديد منها بحيث بتنا نخشى من انهيارها علينا"، مناشدة الحكومة "ترميم المباني القديمة، وخدمات الصرف الصحي في المنطقة التي تعاني من إهمال مزمن". من جهته، يلفت المواطن عماد محمود، إلى أن "الأمطار الغزيرة، والانفجارات، والإهمال، عوامل ثلاثة تسببت بهدم بعض المباني الأثرية أو أجزاء منها، مما ألجأ مالكيها إلى بيعها بعد إخلائها من ساكنيها".وعلى الرغم من الوضع السيئ الذي بات عليه مبنى الشناشيل الذي يعيش فيه والمباني الأخرى المحيطة به، إلا انه يؤكد أنه وغيره من الجيران لا يفضلون تلك البيوت.ويوضح في حديث لـ"السومرية نيوز"، "أنا اسكن في هذه المنطقة منذ أكثر من 45 عاماً، وقد ترسخت جذورنا فيها، ولا نية لدي ببيع بيوتنا وإرثنا، كما لا أحتمل فكرة أن انتقل من هنا وأقيم في مكان آخر" بحسب قوله، ويضيف بالعامية البغدادية "راح ينطونا كم فلس وبعدين؟".ويلفت محمود إلى أن منطقته ما تزال محط جذب، ويبين أن "الكثير من السياح يقصدون هذه المنطقة للتفرج على فن بيوتها المعماري، وطرازها الهندسي"، مطالبا الحكومة بأن "تتعهد هذه المباني بالرعاية والحفظ، حتى لا تفقد طابعها التراثي". أما المواطنة أم محمد، فلديها وجهة نظر أخرى، وهي تفضل أن تقبض تعويض إخلاء لشراء أرض سكنية، وتقول لـ"السومرية نيوز"،  إن "معظم مالكي هذه المباني يقيمون خارج العراق، ومعظم المقيمين فيها هم من الفقراء".وتلفت أم محمد إلى عراقة هذه المنطقة وتقول "إنها تعود إلى أيام كان اليهود في العراق، وكانت هذه المنازل تحوي بأسفلها سراديب عمد بعض السكان إلى إلغائها فيما احتفظ البعض الآخر بها".وتؤكد أم محمد "نحن نسكن هنا بالإيجار منذ زمن طويل والخدمات المقدمة لهذه المباني متردية جدا"، وتتابع بالقول "نحن ما يهمنا الآن أن نحصل على مسكن لائق فإذا الحكومة أعطتنا تعويضا فسنرحل من دون شك وسنشتري أرضا سكنية".وزارة الثقافة: العين بصيرة واليد قصيرة   في المقابل، تشكو وزارة الثقافة ضآلة الإمكانات التي تتيح لها الحفاظ على المباني التراثية، أو شرائها من أصحابها، في ظل إقبال من أصحابها على بيعها بأسعار مغرية من قبل شركات إعمار ضخمة.ويقول وكيل وزارة الثقافة جابر الجابري في حديث صحفي "إن إمكانات وزارة الثقافة ضعيفة جدا، وقاصرة عن مواجهة زحف المشاريع الاستثمارية والعقارية الضخمة على المباني التراثية"، مبيناً أن "أصحاب هذه البيوت يستغلون في المقابل ما وصفه بـ"غفلة" الدولة لهدمها وإقامة علب كونكريتية مكانها" على حد قوله. ويتابع  الجابري أنه "إزاء هذا الواقع، تمت مخاطبة أمانة مجلس رئاسة الوزراء لاستملاك هذه المنازل وتحويلها إلى متاحف حفاظاً على عراقة المدينة وطابعها التراثي"، ويوضح أن "الطلب يسهل تمليك المباني التراثية المملوكة للقطاع الخاص للوزارة على شكل مراحل لإعادة تأهيلها ضمن خطة عشرية".بدوره يكشف مدير إعلام أمانة بغداد حكيم عبد الزهرة لـ "السومرية نيوز"، عن ثلاثة أفكار للحفاظ على الوجه الأثري للعاصمة. ويقول عبد الزهرة إن "الأولى تنص على أن تتبنى أمانة بغداد إعادة تأهيل هذه المباني عبر تكليف إحدى الشركات المساهمة بالأمر، على  أن يتحمل أصحاب الأملاك الكلفة التي ستدفعها أمانة العاصمة، والفكرة الثانية أن يشارك أصحاب الأملاك بأسهم بين الأمانة والقطاع الخاص، أو أن تعمد أمانة بغداد لاستملاك هذه المباني على حسابها".من جهته، يؤكد وزير الثقافة الأسبق مفيد الجزائري أن "الكثير من المباني التراثية ذات القيمة الثقافية تعرضت خلال السنوات الماضية للهدم والتخريب والإهمال"، مشيرا إلى أن "الشريحة المثقفة في البلاد كانت تصدم بتلك العمليات التي أدت إلى تشويه المعالم التراثية في البلاد"، بحسب قوله. ويعرب الجزائري في حديث لـ"السومرية نيوز" عن أسفه لما سماه&

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

بعد هدوء نسبي.. الصواريخ تطال قاعدة عين الأسد في العراق دون إصابات

متابعة/ المدىقالت مصادر أميركية وعراقية إن عدة صواريخ أٌطلقت -الليلة الماضية- على قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز بها قوات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، دون أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram