TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > محطات ..المحطة التاسعة – تحديات الإخراج

محطات ..المحطة التاسعة – تحديات الإخراج

نشر في: 4 فبراير, 2011: 04:29 م

سامي عبد الحميدقيل أن التسلح تماماً بأسلحة المعرفة المسرحية بدأت مغامراتي في إخراج المسرحيات وكانت أولاها التصدي لنص العنوان.(الرجل الذي تزوج امرأة خرساء) للروائي الفرنسي الشهير (أناتول فرانس) قام بترجمته الى العربية (سليم بطي) وحصلت على نسخة بخط يد المترجم وما حفزني على إخراجه لتلك المفارقة التي بنيت عليها أحداث المسرحية حيث يعاني بطل المسرحية
 الكثير جراء خرس زوجته وعدم استطاعته التواصل معها ومحاولاته الكثيرة في سبيل إعادة النطق لها وما أن يحدث ذلك حتى تنقلب الآية إذ اخذ يعاني من كثرة كلامها ومن ثرثرتها المتواصلة التي لا تطاق والتي كادت توصله الى حالة الجنون.المسرحية من المدرسة الروماتيكية الواقعية لها أسلوبها الخاص من الكتابة ولها طابعها الخاص الذي ينبغي ان يأخذه عرضها على خشبة المسرح. وكانت معرفتي جداً محدودة بخصوص(الطران) سواء في أداء الممثلين او في الديكور الذي يمثل صالة بحث احد البرجوازيين الفرنسي لم تكن لدي فكرة عن (مودة) الأزياء في زمن وقوع أحداث المسرحية او في زمن كتابتها. ولهذا اعتدت أولاً على عدد من الصور الفوتوغرافية الموجودة في بعض كتب التاريخ كما استعنت بالفنان الراحل الرسام (إسماعيل الشيخلي) وكان عضواً في فرقة المسرح الحديث آنذاك وكان قد درس الرسم في (البوزار) في باريس ولذلك هو أعرف في البيئة الفرنسية.اخترت العزيزة (ناهده الرماح) لتمثل دور المرأة الخرساء وكنا نجري التمارين في حدائق معية الثوار الاجتماعي في الاعظمية. وصادف أن جرى العرض الأول لفيلم (من المسؤول) وكنت أنا وناهده من أبطاله قبل أيام قليلة من تحديد موعد عرض المسرحية. وبعد حضوري عرض الفيلم سينما غرناطة لا ادري ما الذي دفعني لان أبادر مباشرة بكتابة نقد مطول عن الفيلم هاجمت فيه الطابع المسرحي الذي ساد حركة الممثلين وأدائهم الصوتي والجسماني وكانت لي انا نفسي حصة من الهجوم، نشرت المقالة النقدية في اليوم التالي في جريدة (الأخبار) لصاحبها (جبران ملكون). وعندما حضرنا إلى مكان التمارين على المسرحية تخلفت (ناهده الرماح) عن الحضور مما أثار غضب المسؤولين عن إدارة الفرقة والإنتاج وكنت منهم، وسكت على مضض لأني عرفت سبباً تخلف (ناهده) عن الحضور إلاّ وهو المقالات النقدية التي أثارت غضب منتجي الفيلم ومخرجه (عبد الجبار ولي) والممثلين والعاملين فيه خصوصاً لكوني انا احدهم قد هاجمت الفيلم. وعرفنا إن ناهده قررت عدم المشاركة في المسرحية بعد تحريض أصحاب الفيلم لها بالطبع. كان كل عناصر الإنتاج المسرحي قد توفرت وكانت الفرقة قد أعلنت عن موعد عرض المسرحية فما كان منا ان نرجع إلى فرقة(إبراهيم جلال) ليتوسط لنا لدى الشركة المنتجة للفيلم(سومر) ولدى (ناهده الرماح) سبب: للعدول عن عدم مشاركتها في المسرحية وكنا نعتقد ان لدى(إبراهيم جلال) القدرة على الإقناع والتأثير على المحرضين، وبالفعل فقد تم ذلك وعادت (ناهده الرماح) إلى التمارين وأبديت اعتذاري عن مهاجمة الفيلم متذرعاً بالموضوعية وكلمة الحق وربما كنت في وقتها منحازاً ضد الفيلم لأسباب شخصية يمكن للقارئ او لمشاهدي الفيلم ان يعرفونها. وفي 25/10/1907 عرضت المسرحية في قاعة الملك فيصل ولاقت فبولاً من جمهور المتفرجين.وكانت مغامرتي الإخراجية الثانية مع نص مسرحية بعنوان(المقاتلون) كتبه (يحيى بابان) ونشر في مجلة (الآداب) اللبنانية وباسم (جيان) وحاز على كتابته جائزة في مسابقة أجرتها المجلة للنصوص المسرحية عام 1956. ولا ادري لم اختار الكاتب اسماً مستعاراً ربما لأنه كان يحذر من غضب السلطة آنذاك تجاه الأفكار الثورية. ولا ادري أيضاً من أين حصل الكاتب على معلوماته عن الثورة الجزائرية ومقاومة المحتل الفرنسي فالمسرحية في نصّيها تتحدث عن جزائري يعيش في فرنسا يقرر الذهاب الى الجزائر للمشاركة في جيش التحرير الجزائري وتقوم صديقته الفرنسية بتشجيعه على تلك المشاركة. وكذلك أخذت (ناهده الرماح) لتمثل فهي في المسرحية دور الفتاة الفرنسية وأنا امثل دور(الجزائري) إضافة إلى قيامي بالإخراج. وكذلك استعنت بالفنان( إسماعيل الشيخلي) ليصمم لي ديكور المسرحية بفصليها الأول يحدث في شقة في باريس والثاني يحدث شرقي جبال الاوراس في الجزائر. وآخر واعترف بأن إخراجي لتلك المسرحية كان جداً تقليدي واعترف أيضاً بأن عرض المسرحية لم يكن مثيراً للجمهور أيام عرضها عام 1959 بعد قيام ثورة 14 تموز 1958 ، وذلك لأن أحداث الثورة في العراق أكثر إثارة لجمهور المتفرجين العراقيين من أحداث الثورة في الجزائر. المهم كنا في (فرقة المسرح الحديث) من أوائل المسرحيين العرب نظهر اهتماماً بثورات التحرر ليس في الجزائر وحسب بل في العالم اجمع وقد توضح ذلك في عدد من المسرحيات التي قدمتها الفرقة ومنها مسرحية (الخرابة) ليوسف العاني ومسرحية (أنا ضمير المتكلم) لقاسم محمد.بعد تلك المسرحيتين وقبل ان التحق بالبعثة الدراسية للتمثيل في(الأكاديمية  الملكية لفنون الدراما – رادا) في لندن واصلت إخراج مسرحيات يوسف العاني في عدد من كليات جامعة بغداد مثل كلية الطب وكلية الهندسة وكلية الزراعة وغيرها. وكنت قد بدأت أتفهم تقنيات الإخراج ونظرياته عن طرق ترجمة للكاتب الكساندر ديف(العناصر الأساسية لإخراج المسرحية) وما كان يشير عن هذا الفن في عدد من

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram