اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > يوم بارد جداً

يوم بارد جداً

نشر في: 4 فبراير, 2011: 04:35 م

طالب المحسنكالعادة... كان على الطالبة المسيحية ان تغادر الصف لانه موعد حصة الدين... مشت وحيدة بالساحة ولأن الجو بارد جدا حاولت العثور على مكان يقيها هذا البرد لكنها لم تفلح، ترددت كثيرا باتخاذ القرار لكن البرد لم يمهلها فرجعت الى صفها... طرقت الباب، فتحت المدرّسة الباب واندهشت لرؤيتها وكأنها شاهدت كائنا فضائيا...
 ماذا تريدين؟ ست الدنيا باردة وارغب الجلوس في الصف لكن المدرّسة رفضت قائلة:- لا ابنتي اعذريني... غادرت الطالبة الى الساحة الفارغة، الباردة وحيدة تماما مثل طالبات صفها اللواتي شعرن بانهن وحيدات تماما بدونها.هذه اللقطة حدثت فعلا في اليوم البارد، الا يمكن ان نجعل من حصة الدين تجمع كل تعاليم السماء المبّشرة بالمحبة والخير وحينها لا نجبر صفوفنا ان تلفظ ابناءها خارجا؟لانه يوم بارد جدا... توسلت المرأة العجوز بمعاون المدرسة كي ينجز طلبها ولكون المدير غير موجود فعلى العجوز الانتظار، اشفق عليها الشرطي المكلف بحماية المدرسة واجلسها قرب الباب، لكنه شعر بعدم تحمل المرأة لهذا البرد فذهب متطوعا للادارة يترجى تمشية المرأة لبرودة الطقس فأجابه المعاون انه يرغب بمساعدتها لكن عدم وجود المدير والاختام معه تعيقنا من ابداء العون... الاختام في جيب المدير في حله وترحاله وعلى العجوز الانتظار. صحيح ان حضارة العراق هي من انجبت الاختام قبل الاف السنين لكن مخترعها الاول لم يتصور حملها في الجيوب. اذا كان مدير المدرسة لا يثق بمعاونيه فيحمل الاختام معه فكيف لهم زرع الثقة وكل القيم العليا في طلبتهم... انهم يزرعون الشك ويحصدون الخراب.لانه يوم بارد جدا... لكن مباراة العراق مع ايران كفيله برفع حرارتنا كمشجعين، وبغض النظر عن النتيجة قضينا وقتا ساخنا نرى فيه العراقيين والايرانيين في مباراة نظيفة ليس فيها دوي مدافع ولا جبهات قتال ولا يا حوم اتبع لو جرينا... هذا وحده كاف لان نشعر بالفرح.لانه يوم بارد جدا... انهيت عملي وخرجت الى باب المعظم لأتمتع بالبرودة فهذا الجو المختلف يحفزني على النشاط، صادفت صديقاً لي من المتوسطة، اكثر من اربعة عقود مرت على صداقتنا وكانت الذكريات سيدة ساخنة جعلتنا نتمشى حتى الباب الشرقي، مررنا بازدحام الطرق، بازدحام الناس، بتراكم القاذورات، بالمباني المهدمة... هذا الطريق ذاته مشيناه نحن الاثنين في سبعينيات القرن الماضي، كان نظيفا ومنسابا... في الباب الشرقي هممت بتوديع صديقي لكنه قال لدي مفاجأة فأحد مدرسينا لديه محل لبيع الاصباغ قرب سينما غرناطة فذهبنا اليه... القينا التحية لكنه لم يجبنا فكان سمعه ثقيلا جدا اضطررنا ان نصرخ بأذنه لنعرّفه بانفسنا... تكلم استاذنا وصمتنا، تكلم عن ايامه وكيف تخرج من دار المعلمين العالية وان دفعته هي السياب، البياتي، نازك، وعبد الرزاق وغيرهم... وتكلم عن اطباء ومهندسين، تكلم عن اداريين رائعين وحريصين على التعليم، تكلم عن حياة جميلة، انه يشتاق جدا لاربعينيات العراق في القرن الماضي، انا وصديقي اشتقنا للسبعينيات، سألت صديقي، الى اين يسير العراق؟ قبّـلنا رأس استاذنا وغادرنا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram